وزير الخارجية الأميركي التقى بولي العهد السعودي في الرياض
وزير الخارجية الأميركي التقى بولي العهد السعودي في الرياض

أفاد موقع "أكسيوس" بأن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اتصل وهو في طريق العودة من الرياض إلى واشنطن برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وأطلعه على المحادثات مع ولي العهد السعودي، والتي تضمنت "التطبيع" في العلاقات بين الدولتين. 

وكان بلينكن، التقى بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، في الرياض. وقال مسؤول أميركي لرويترز إن الجانبين أجريا محادثات "منفتحة وصريحة" لمدة ساعة و40 دقيقة، تناولت موضوعات بينها الصراع في اليمن والحرب في السودان وإسرائيل وحقوق الإنسان.

وقال موقع "أكسيوس" إن الاجتماع بين بلينكن ومحمد بن سلمان استمر لأكثر من ساعتين وأن التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل كان أحد الموضوعات التي نوقشت.

وقال مصدر مطلع على الاتصال إن "بلينكن أطلع نتانياهو على (فحوى) الاجتماع مع محمد بن سلمان وتحدثا عن مسار إلى الأمام".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إن بلينكن ونتانياهو ناقشا خلال اتصال هاتفي تعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط من خلال تطبيع العلاقات مع دول المنطقة.

وقال المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، إن بلينكن "ناقش أيضا التحديات الإقليمية الأوسع نطاقا، مثل التهديد الذي تشكله إيران، وأكد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل وشراكتنا القائمة منذ 75 عاما".

 

ومع ذلك، لم يتطرق البيان الإسرائيلي للمكالمة بين وزير الخارجية الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي للسعودية، لكنه ركز على مخاوف إسرائيل فيما يتعلق باتفاق "التجميد مقابل التجميد" المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران.

ولطالما أعلن نتانياهو أنه يتطلع للتوصل لاتفاق سلام مع المملكة الخليجية وهو ملف قال إنه أولوية قصوى بالنسبة له. وكانت الإمارات والبحرين أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في صيف عام 2020، ضمن إطار معاهدة إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

وتسعى إدارة بايدن إلى المضي قدما في التوصل لاتفاق إسرائيلي سعودي خلال الأشهر الستة المقبلة قبل أن ينشغل الرئيس الأميركي، جو بايدن، في حملته الانتخابية للبقاء في البيت الأبيض، وفقا لـ "أكسيوس".

والخميس، قال بلينكن إن واشنطن ستمضي قدما في جهود تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين حليفيها الرئيسيين في الشرق الأوسط، السعودية وإسرائيل.

وأضاف أن التطبيع السعودي الإسرائيلي هو أولوية لإدارة بايدن "وسنواصل العمل من أجله لدفعه في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة".

لكن بلينكن امتنع في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم طموحات الرياض النووية.

وقال فيصل بن فرحان إنه يأمل في التوصل لاتفاق أميركي لدعم مسعى المملكة لتوليد الطاقة النووية، مضيفا أن المملكة تعتقد أن التطبيع في مصلحة المنطقة وسيحقق فوائد كبيرة للجميع.

وتابع: "لكن بدون إيجاد مسار للسلام للشعب الفلسطيني وبدون مواجهة هذا التحدي، فإن أي تطبيع سيكون له فوائد محدودة".

وأضاف وزير الخارجية السعودي أن هناك حاجة لإيجاد "مسار نحو حل الدولتين" و"مسار نحو منح الفلسطينيين الكرامة والعدالة".

وبحسب "أكسيوس"، فإن استخدام وزير الخارجية السعودي لفظ "مسار" يعد تغييرا طفيفا عن الموقف الذي عبر عنه السعوديون في الماضي عندما طالبوا بإقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع مع إسرائيل.

تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية
تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية

تعرضت عدة مناطق في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، مساء السبت، لغارات "عنيفة جدا" أتت تزامنا مع تحذير جديد للجيش الإسرائيلي بإخلاء مبانٍ في عدد من الأحياء في المنطقة، وتأكيد برصد صواريخ قادمة من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أنّ المقاتلات الإسرائيلية نفذت "أربع غارات عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية، وغارة على منطقة الشويفات، وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان". 

وأظهرت لقطات كرات ضخمة من اللهب ترتفع من المواقع المستهدفة مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.

وأفادت مراسلة موقع الحرة بنشوب حريق ضخم وانفجارات عنيفة في مكان غارة استهدفت طريق المطار القديم. 

مشهد للموقع الذي استهدفته الغارة قرب طريق المطار

وقالت الوكالة الوطنية إن "حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت تستمر تزامنا مع العدوان" الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه "سجل منذ قليل هبوط عدة طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط" الناقل الرسمي للبنان.

وحذر سكان عدد من المباني في بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، بضرورة الإخلاء "فورا".

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في ثلاث تغريدات عبر إكس، ليل السبت الأحد، إنذارات بالإخلاء لسكان مبان واقعة في حي برج البراجنة وحارة حريك وشويفات العمروسية والليلكي.

وفي آخر تغريداته بالخصوص قال أدرعي: "إنذار آخر إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في برج البراجنة والليلكي وحارة حريك".

كما أكد الجيش الإسرائيلي أنه "يستهدف في هذه الأثناء أهدافًا إرهابية تابعة لحزب الله في منطقة بيروت".

وذكر أنه "بخصوص الإنذارات في منطقة كريات شمونا قبل قليل فقد تم رصد إطلاق نحو 30 قذيفة صاروخية من لبنان حيث تم اعتراض بعضها وتم رصد سقوط لبعضها".

وفي تحذير سابق قال أدرعي: "إنذار إضافي إلى سكان الضاحية الجنوبية في حارة حريك وشويفات العمروسية وتحديدًا في المباني المحددة وتلك المجاورة لها"، مرفقة خريطة لمبان محددة. 

وفي تغريدة سبقتها أيضا قال أدرعي: "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في الخرائط المرفقة في برج البراجنة".

وأرفق أدرعي خرائط بتغريدته:

وأضاف في التغريدات التي تضمن الإنذارات "أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على مدى الزمني القريب". 

وذكر أنه "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني المحددة وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر". 

ووثقت مقطع فيديو اشتعال حرائق ضخمة عقب غارات، السبت، في قرى بجنوب لبنان. 

وذكر الجيش الإسرائيلي، السبت، إن "قوات لواء جولاني تواصل العمليات المركزة في منطقة جنوب لبنان وعثرت على مستودعات أسلحة وفتحات أنفاق عملياتية وقضت على مخربين، وداهمت ودمرت بنى تحتية إرهابية في المنطقة". 

قلق أممي 

وندّد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لدى وصوله إلى بيروت، السبت، بما يواجهه لبنان من "أزمة مروعة"، بعد فرار مئات الآلاف من منازلهم على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في البلاد.

وقال غراندي في منشور على منصة أكس "وصلت للتو إلى بيروت بينما يواجه لبنان أزمة مروّعة. مئات الآلاف من الأشخاص باتوا معدمين أو مشردين بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية".

وأضاف "جئت إلى هنا تضامنا مع المتضررين، لدعم الجهود الإنسانية ولطلب مزيد من المساعدة الدولية"، في وقت تقدر السلطات نزوح أكثر من مليون شخص بسبب التصعيد الإسرائيلي.

بدوره، حذّر عمران رضا نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية من "زيادة مقلقة" في الهجمات على فرق الرعاية الصحية في لبنان.

وقال رضا على حسابه على منصة إكس "شهدنا خلال الأيام الماضية زيادة مقلقة في الهجمات ضد فرق الرعاية الصحية في لبنان".

وأضاف "يدفع العاملون في مجال الرعاية الصحية الثمن الأغلى بحياتهم"، مشيرا إلى أنّ "النظام الصحي على وشك الانهيار" في لبنان.

وتأتي تصريحاته غداة إعلان أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها، بينما أعلنت هيئة صحية تابعة لحزب الله مقتل 11 من مسعفيها في جنوب البلاد.

ومع تكرار استهداف مسعفين في مناطق عدة، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجراء اتصالات دبلوماسية من "أجل الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والإغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى".

وندّد ميقاتي "بما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية المتبعة".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إن عناصر حزب الله يستخدمون "بشكل متزايد سيارات الإنقاذ من أجل نقل المخربين والوسائل القتالية".

وأضاف "يستخدم حزب الله سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية لأغراض إرهابية"، وحذّر من أن "كل مركبة يثبت أن عليها مخربا مسلحا يستخدمها لأغراض الإرهاب (...) سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها لمنع استعمالها العسكري".

وتشن إسرائيل حملة قصف متواصلة منذ 23 سبتمبر على مناطق واسعة من لبنان تقول إنّه يستهدف بنى تحتية ومنشآت تابعة للحزب.