هجوم حماس أسفر عن مقتل 1300 شخص في إسرائيل
هجوم حماس أسفر عن مقتل 1300 شخص في إسرائيل

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن لقطات مصورة مأخوذة من كاميرات مثبتة على رؤوس مسلحين تابعين لحركة حماس قتلوا في هجوم السبت، أظهرت أن المهاجمين كانوا يعرفون الكثير من المعلومات والأسرار المتعلقة بالجيش الإسرائيلي ونقاط ضعفه.

في إحدى اللقطات التي اطلعت عليها الصحيفة وتحققت منها خلال إجراء مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين، يتبين أن 10 مسلحين من حماس كانوا يعرفون بالضبط كيفية العثور على مركز للمخابرات الإسرائيلية وكيفية الدخول إليه.

تظهر اللقطات لحظة عبورهم إلى إسرائيل، حيث اتجهوا شرقا على متن خمس دراجات نارية، كل واحدة تحمل مسلحين اثنين، والجميع يطلقون النار على السيارات المدنية المارة أثناء تقدمهم.

بعد عدة كيلومترات، تنحرف المجموعة عن الطريق العام إلى منطقة الغابات، حيث نزلوا خارج بوابة غير مأهولة تقود لقاعدة عسكرية. 

فجروا بعدها حاجزا بعبوة ناسفة صغيرة، ودخلوا القاعدة وتوقفوا لالتقاط صورة شخصية جماعية، ثم أطلقوا النار على جندي إسرائيلي أعزل يرتدي قميصا، فأردوه قتيلا.

تقول الصحيفة إنه للحظة، بدا أن المهاجمين غير متأكدين من المكان الذي سيتوجهون إليه بعد ذلك، لكن أحدهم أخرج من جيبه خريطة مفصلة للقاعدة وبالألوان.

جرى بعدها إعادة توجيه المجموعة ليجدوا بابا مفتوحا لمبنى محصن، وبمجرد دخولهم، وصلوا لغرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر في مركز الاستخبارات العسكرية، وكان هناك جنديان إسرائيليان يحتميان تحت سرير في الغرفة، جرى قتلهما فيما بعد بالرصاص.

تشير الصحيفة إلى أن هذه اللقطات، التي وجدت في الكاميرا المثبتة على رأس أحد مسلحي حماس وقتل فيما بعد في الاشتباكات، توفر تفاصيل مرعبة عن كيفية تمكن حماس من مفاجأة أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط والتغلب عليه يوم السبت الماضي.

وتضيف أنه "من خلال التخطيط الدقيق والمعرفة غير العادية بأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها، تمكنت حماس وحلفاؤها من اجتياح جبهة إسرائيل مع غزة بعد وقت قصير من الفجر".

وتضيف أن المهاجمين استخدموا طائرات مسيرة لتدمير أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة، مما أثر على أداء الجيش الإسرائيلي. 

ويقول المسؤولون إن حماس استخدمت متفجرات وجرارات لفتح فجوات في الحواجز الحدودية، مما سمح لـ 200 مهاجم بالتدفق في الموجة الأولى و1800 آخرين في وقت لاحق من ذلك اليوم. 

وتتابع أن المهاجمين استخدموا الدراجات النارية والشاحنات الصغيرة، لاجتياح ما لا يقل عن ثماني قواعد عسكرية وشنوا هجمات ضد المدنيين في أكثر من 15 قرية ومدينة.

الصحيفة أشارت إلى أن الهجوم كان منسقا كما تظهر الوثائق ومقاطع الفيديو، حيث تم تعيين فرق من المهاجمين لأهداف محددة. 

وتبين أن "بعضهم اجتاح قواعد عسكرية، فيما اندفع آخرون إلى المناطق السكنية، وقاموا باختطاف وقتل المدنيين من دون رحمة"، وفقا لتعبير الصحيفة.

أظهرت لقطات من الكاميرات المثبتة على رؤوس المهاجمين، بما في ذلك فيديو المداهمة لمركز المخابرات، مسلحين من حماس، من لواء النخبة المدرب تدريبا عاليا، وهم يقتحمون حواجز في عدة قواعد مع ساعات الصباح الأولى.

تقول الصحيفة إن مسلحي حماس "أصبحوا بلا رحمة بعد الاختراق، فكانوا يطلقون النار على بعض الجنود وهم في أسرتهم وبملابسهم الداخلية."

وتنقل عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي القول إنهم عرفوا بالضبط مكان خوادم الاتصالات وقاموا بتدميرها في عدة قواعد عسكرية.

وفي أماكن أخرى، تم نشر مهاجمين آخرين على تقاطعات الطرق الرئيسية لنصب كمين لتعزيزات إسرائيلية، وفقا لأربعة ضباط ومسؤولين كبار.

تقول الصحيفة إن الوثائق التي عثر عليها مع مسلحي حماس ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم والمقابلات مع مسؤولين أمنيين تظهر أن المجموعة كان لديها فهم متطور بشكل مدهش لكيفية عمل الجيش الإسرائيلي وتمركز وحدات معينة وكذلك الوقت الذي سيستغرقه وصول التعزيزات.

يقول الجيش الإسرائيلي إنه بمجرد انتهاء الحرب، فإنه سيحقق في كيفية تمكن حماس من اختراق دفاعاتها بهذه السهولة.

ولكن سواء كان هناك إهمال من قبل القوات الإسرائيلية فيما يتعلق بأسرارها أو مخترقة من قبل جواسيس، فإن ما تم الكشف عنه قد أثار بالفعل قلق المسؤولين والمحللين الذين تساءلوا كيف يمكن للجيش الإسرائيلي، المعروف بجمع المعلومات الاستخبارية، أن يكشف عن غير قصد الكثير من المعلومات حول عملياته الخاصة، وفقا للصحيفة.

وأطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في السابع من أكتوبر هجومها المباغت حيث توغّل مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر طائرات شراعية آلية.

وخلال هذا الهجوم غير المسبوق، قتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200، وبلغ عدد الرهائن حوالى 150.

كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس - صورة أرشيفية - فرانس برس
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس - صورة أرشيفية - فرانس برس

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، أنه أصدر تعليمات للجيش بالسيطرة على أراضٍ إضافية داخل قطاع غزة مع إخلاء السكان منها، وتوسيع مناطق الحماية حول البلدات الإسرائيلية القريبة من القطاع، وذلك "لحماية المدنيين وجنود الجيش". وقال كاتس إنه "كلما واصلت حماس رفضها إطلاق سراح المختطفين، ستخسر المزيد من الأراضي التي ستُضم إلى إسرائيل".

وأضاف أن إسرائيل متمسكة بمبادرة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للإفراج عن المختطفين، أحياءً وأمواتًا، على مرحلتين، مع وقف لإطلاق النار بين المرحلتين، مؤكداً أن الخطة لا تمس بالمصالح الأمنية الإسرائيلية.

وأوضح كاتس أن "إسرائيل ستواصل عملية "العزم والسيف" بزخم متصاعد، حتى إطلاق سراح المختطفين وهزيمة حماس"، مشيراً إلى أن الجيش سيصعّد عملياته الجوية والبرية والبحرية، وسيمارس كل وسائل الضغط، العسكرية والمدنية، بما في ذلك نقل السكان جنوباً، وتنفيذ خطة "الانتقال الطوعي" التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لسكان غزة.

وجاءت هذه التصريحات بعد جلسة لتقييم الوضع الأمني عقدها كاتس، الخميس، مع رئيس أركان الجيش، إيال زمير، وبمشاركة مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، بينهم ممثلون عن الموساد، والشاباك، ووحدات العمليات، والاستخبارات، وقيادة الجبهة الداخلية.

وقال كاتس في ختام الاجتماع إن "الضغط العسكري بدأ يؤثر على موقف حماس، ونحن لن نتوقف حتى نحقق أهداف العملية وفي مقدمتها تحرير المختطفين".