انفجار قذيفة أطلقتها إسرائيل فوق قرية الضهيرة الحدودية في جنوب لبنان في 16 أكتوبر 2023.
جانب من آثار قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أرشيف)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن منظومة الدفاع الجوي التابعة له، اعترضت "جسما طائرا مشبوها" كان قد عبر من جنوبي لبنان إلى شمالي البلاد.

وأوضح الجيش عبر تدوينة نشرها على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، أنه قصف بعض المواقع والأهداف داخل الأراضي اللبنانية.

من جانب آخر، قالت الوكة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، إن إسرائيل "شنت غارة جوية في جنوب البلاد، استهدفت منطقة الخرزة في بلدة عيتا الشعب"، لافتة إلى أن القصف "كان قريبا من منازل الأهالي". 

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، السبت، عن مهاجمة طائراته "عدة بنى تحتية إرهابية تابعة لمنظمة حزب الله".

بين بيانات النفي والتأكيد.. ماذا حدث لـ"المسيّرة الإسرائيلية" على الحدود اللبنانية؟
طغت حادثة استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية بصاروخ "أرض جو" على أحداث اليوم الثالث والأربعين من الاشتباكات التي تشهدها الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والتي اندلعت من السابع من أكتوبر على إثر الحرب بين مسلحي حركة حماس، المصنفة إرهابية، وبين الجيش الإسرائيلي.

من جانبه، أعلن حزب الله، السبت، في سلسلة بيانات نقلتها الوكالة الرسمية اللبنانية للإعلام، عن "نحو 8 استهدافات لمواقع وجنود الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان".

وحسب البيانات، فقد استهدف حزب الله "موقع حدب البستان، وموقع البياض، وموقع الراهب، وثكنة راميم، ومثلث مارغليوت".

كذلك أعلن عن استهداف "تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي في حرج شتولا، وخلة وردة، واستهداف القيادة العسكرية الإسرائيلية في وادي سعسع"، مؤكداً تحقيق "إصابات مباشرة".

وأسفر التصعيد الحدودي منذ السابع من أكتوبر، عن مقتل 90 شخصا في الجانب اللبناني، من بينهم 70 مسلحا على الأقل في حزب الله و11 مدنيا، ضمنهم مصور لدى وكالة "رويترز"، وسيدة مع حفيداتها الثلاث، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.
 
وتزداد المخاوف من احتمال توسع الحرب بين إسرائيل وغزة، لتشمل لبنان، مع تبادل يومي للقصف وإطلاق النار عند الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ بدء الحرب.

وتستمر تحذيرات عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.

وفي ظل التصعيد على حدودها الشمالية، أجلت إسرائيل منذ بدء الحرب مع حركة حماس، عشرات آلاف السكان من التجمعات الواقعة على طول الحدود مع لبنان.

ونزح في المقابل الآلاف من سكان البلدات الحدودية اللبنانية نحو المدن والمناطق الداخلية، البعيدة عن الاشتباكات.

حزب الله لم يصدر أي بيان رسمي في الحال

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، توجيه ضربات على عدة أهداف داخل الأراضي السورية، بجانب استهداف "خلية" في منطقة جبل الروس على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس: "خلال ساعات الليلة الماضية أغارت طائرة مسيرة لجيش الدفاع على خلية مخربين تم رصدها في منطقة جبل روس".

وتابع البيان: "بالإضافة إلى ذلك، وردا على إطلاق القذائف من سوريا نحو هضبة الجولان، مساء أمس (الخميس) قام جيش الدفاع باستهداف عدة أهداف داخل الأراضي السورية".

وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية اشتباكات متواصلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الأربعاء، إنه إذا بادر الحزب بحرب شاملة ضد إسرائيل "فسيحوّل بيروت وجنوبي لبنان، إلى مدينة غزة وخان يونس".

وأطلق نتانياهو هذه التصريحات خلال اجتماع تقييمي للوضع في القيادة الشمالية، والذي شارك فيه أيضا وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي.

والتقى الثلاثة بالجنود، حيث أشاد نتانياهو "بروح الاستعداد الهائلة لديهم للقتال وإكمال المهمة واستعادة الأمن، ليس فقط في الجنوب ولكن أيضا في الشمال".

جاء ذلك بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن مسلحيه "بدأوا خلال الفترة الماضية باستخدام أسلحة جديدة" ضد إسرائيل من جنوبي لبنان، عدا عن إرسال مسيرات استطلاع إلى مناطق في عمقها.

واندلعت الحرب في أعقاب هجمات شنتها حركة حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف جوي مكثف على القطاع ترافق مع توغل بري منذ 27 أكتوبر، مما أوقع أكثر من 17 ألف قتيل، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب سلطات غزة الصحية. كما فرضت حصارا شاملا على القطاع، وسمحت لاحقا بدخول مساعدات قليلة لا تكفي احتياجات الأسر.