حوالي 240 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر خلال هجوم حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية
حوالي 240 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر خلال هجوم حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية

وصلت مسيرة عائلات الأسرى الإسرائيليين ومعها الآلاف من المتضامنين والمؤيدين، اليوم السبت إلى تل أبيب، بعد 5 أيام من انطلاقها من المكان نفسه، حيث جابت مناطق ومدن عدة في إسرائيل، بدعوة من منتدى أهالي الرهائن والمفقودين، على غرار كل أسبوع في ساحة تل أبيب التي أصبحت نقطة التقاء للتعريف بقضيتهم.

ونفذ المشاركون تظاهرة حاشدة شاركت فيها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تضم سياسيين عربا ويهود، طالبت بوقف فوري للحرب في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين من خلال إبرام صفقة للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في المقابل.

وبحسب مراسل "الحرة"، طالب المشاركون السلطات الاسرائيلية الكف عما وصفوه بـ "تكميم الأفواه وإعطاء مساحة للتعبير عن الرأي".

في الوقت ذاته، وصلت مجموعة من المعارضين للمظاهرة إلى الموقع وقاموا بتشغيل الموسيقى من خلال نظام الصوت، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وقد فصلت قوات الأمن بين المجموعتين بسياج. ولوحظت حالات من الاشتباكات اللفظية بينهما.

ووفق الجيش الإسرائيلي، تم اختطاف حوالي 240 شخصا في 7 أكتوبر خلال الهجوم غير المسبوق لحركة حماس على الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة، وتطالب عائلاتهم بإطلاق سراحهم.

واستبق التظاهرة مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، واجتماع مجلس الوزراء للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن.

وأعلن منتدى أهالي الرهائن والمفقودين، مساء السبت، أن "جميع العائلات" ستلتقي مساء الاثنين "مجلس وزراء الحرب بأكمله"، وسيشارك في اللقاء نتانياهو ووزير الدفاع، يوآف غالانت، بحسب ما نقلت فرانس برس.

وارتدى عدد من المتظاهرين قمصانا سوداء عليها صور المخطوفين وعبارة "أعيدوهم إلى البيت"، كما حملوا لافتات عليها صور أبنائهم وهتفوا "سنعيدهم".

وتحدثت مصادر عدة، خلال الأسبوع الماضي، عن وساطات برعاية قطر لمحاولة إطلاق سراح محتجزين مقابل هدنة، وفقا لفرانس برس.

وقال نتانياهو في مؤتمره الصحفي مساء السبت أن هناك "العديد من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة" و"التلاعب".

وأضاف "رأيت مسيرة عائلات الأسرى وأقول لهم إنني أسير معكم، وحتى اللحظة ليست هناك صفقة، وحينما يكون هناك صفقة سنبلغ عائلات الأسرى والمحتجزين بغزة".

وأضاف نتانياهو: "طلبت أن أجمع عائلات الأسرى مع مجلس الحرب لأريهم ما نقوم به في غزة".

ويخشى العديد من أقارب وأصدقاء المفقودين أن يتعرضوا للأذى في الهجمات الإسرائيلية على غزة التي تهدف إلى تدمير حماس، بينما تقول الحكومة إن الهجوم يحسن فرص استعادة الرهائن.

وبالتزامن مع يوم الطفل العالمي الذي يوافق يوم الاثنين، كان معظم المتحدثين في التظاهرة هم أقارب الأطفال الذين تحتجزهم حماس.

وقد التقى ممثلو العائلات مع وزير مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس ومراقب مجلس الوزراء الحربي غادي آيزنكوت، وكلاهما رئيسا أركان سابقان للجيش الإسرائيلي.

ونُقل عن آيزنكوت قوله لهم إن "عودة الرهائن هي الأولوية القصوى للحرب، قبل تدمير حماس"، وأضاف أن الاتفاق المحتمل بشأن الرهائن يجري مناقشته "ليلا ونهارا".

وبحسب ما ورد، قال غانتس للعائلات إن "الحكومة بأكملها مقتنعة بأن الضغط العسكري يساهم في جهود عودة الرهائن".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.

وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن قرابة 240 شخصا بينهم أجانب، أخذوا رهائن في هجوم حماس ونقلوا إلى غزة.

وتوعدت الدولة العبرية حركة حماس بـ"القضاء" عليها، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليات بربة اعتبارا من 27 أكتوبر، ما تسبّب بمقتل 12300 شخص وفق آخر حصيلة لحكومة حماس، السبت. وبين القتلى أكثر من خمسة آلاف طفل.

إيلي كوهين

استعاد جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) كنزا من الوثائق والصور الفوتوغرافية المتعلقة بجاسوسه الراحل إيلي كوهين، الذي أعدم شنقا في ساحة بوسط العاصمة السورية دمشق قبل 60 عاما بعد جمعه معلومات مخابرات عن خطط عسكرية سورية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد إن 2500 وثيقة وصورة ومتعلقات شخصية تخص كوهين نُقلت إلى إسرائيل بعد "عملية سرية ومعقدة نفذها الموساد، بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف".

ولم يرد متحدث باسم الحكومة السورية بعد على طلب من رويترز للتعليق على كيفية خروج هذه الوثائق المهمة من دمشق، حيث أدت الإطاحة ببشار الأسد العام الماضي إلى تغيير التحالفات والعداوات الراسخة في جميع أنحاء المنطقة رأسا على عقب.

وتعرضت سوريا للقصف الإسرائيلي مرارا منذ أن تولت قوات المعارضة بزعامة أحمد الشرع، القيادي السابق في تنظيم القاعدة، قيادة البلاد في ديسمبر، لكن الحكومة الجديدة في دمشق ردت بلهجة تصالحية، قائلة إنها تسعى إلى السلام مع جميع الدول.

وقال الشرع هذا الشهر إن سوريا أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لتخفيف حدة التوتر.

وأعلنت إسرائيل الشهر الماضي استعادتها جثة الجندي تسفي فيلدمان، الذي قتل في معركة مع القوات السورية في لبنان عام 1982.

ووُلد كوهين في مصر لعائلة يهودية انتقلت إلى إسرائيل بعد إعلان قيام الدولة عام 1948. وانضم إلى الموساد وأُرسل إلى سوريا، منتحلا شخصية رجل أعمال سوري عائد إلى البلاد من أميركا الجنوبية.

وبعد اختراقه القيادة السياسية السورية باسم مستعار، أرسل معلومات مخابرات مهمة إلى مُشغليه الإسرائيليين، لكن أُلقي القبض عليه عام 1965، وصدر عليه حكم بالإعدام. ونُفذ الحكم في 18 مايو 1965.

وذكر مكتب نتنياهو أن الوثائق والمقتنيات التي استعادها الموساد تشمل صورا عائلية ورسائل ومفتاح شقته في دمشق، بالإضافة إلى مواد عملياتية مثل تقارير مُوجهة إلى مُشغليه. تضمنت أيضا حكم الإعدام الأصلي الذي أصدرته المحكمة السورية ووصيته.

وأضاف مكتب نتنياهو أن بعض الوثائق الأصلية والمتعلقات الشخصية قُدمت إلى نادية أرملة كوهين.