This picture released by the Israeli army shows troops on the ground on the Gaza Strip on December 7, 2023, amid continuing…
تم جمع بعض تلك المواد من قتلى حماس، والبعض الآخر  من داخل قطاع غزة

كشف الجيش الإسرائيلي في مؤتمر صحفي عقده في قاعدة عسكرية شمال تل أبيب، عن بعض المواد التي تم جمعها منذ بدء الحرب الجديدة ضد حماس، وقال إنه يقوم بتحليل المعلومات التي توفرها لاستخدامها في ضبط خطط المعارك.

وتم جمع بعض تلك المواد من قتلى حماس، والبعض الآخر  من داخل قطاع غزة، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وعثر الجيش على مواد توضح بالتفصيل مواقع منشآت وأنفاق حماس، بما في ذلك كيفية عمل الجماعة المسلحة تحت الأرض، وفقًا للوثائق والمعلومات الأخرى التي أتاحها الجيش الإسرائيلي للصحيفة الأميركية. 

كما استعاد الجيش جهاز كمبيوتر محمولا يُظهر خطة لحماس أرادت من خلالها الاستيلاء على عدد من المناطق في هجوم 7 أكتوبر، بما في ذلك قاعدة عسكرية جنوب تل أبيب.

وقال الجيش إن المواد الأخرى التي بحوزته تشمل خرائط ومنشورات، وأجهزة إرسال وهواتف وكاميرات وأجهزة اتصال لاسلكية وأجهزة كمبيوتر محمولة.

وقال مسؤولون إن المعلومات التي أتاحتها بعض تلك المواد هي الآن بصدد التحليل من قبل وحدة إسرائيلية جديدة تعمل بشكل يومي للوصول إلى النتائج بسرعة وإرسالها إلى الجنود الذين يقاتلون في القطاع.

ووفر الجيش إمكانية الوصول إلى بعض تلك الوثائق الاستخباراتية بموجب اتفاق مع وسائل إعلام على عدم الكشف عن تفاصيل دقيقة مع إتاحة بعض المعلومات للنشر.

واضطر صحفيون إلى استخدام قفازات للتعامل مع مواد كان بعضها ملطخا بدم جاف.

وكانت المواد التي استعرضتها صحيفة نيويورك التايمز متسقة مع الوثائق والأدوات الأخرى التي تم العثور عليها في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، وهي معلومات نشرها الجيش الإسرائيلي وعثر عليها في مقاطع فيديو لحماس. 

وراجعت الصحيفة  أيضا صورا لأعضاء حماس القتلى ومتعلقاتهم الشخصية مع بعض العناصر التي شاركها الجيش في المؤتمر الصحفي.

وتكشف بعض الوثائق، حسبما تقول الصحيفة، معلومات حول تكتيكات حماس وتشكيلاتها العسكرية. 

وتضمنت إحدى الوثائق التي اطلعت عليها "نيويورك تايمز" تفاصيل إحدى الكتائب المقاتلة، بما في ذلك أعمار المقاتلين فيها "وكان أكثر من نصفهم أكبر من 25 عاما، مما يشير إلى أن هذه الفصيلة بالذات كانت مليئة بالأعضاء المتمرسين".

وقام الجيش أيضا بجمع صور ومقاطع فيديو لقادة عسكريين في حماس، وهي معلومات يمكن استخدامها لأغراض الاستهداف المباشر. 

والثلاثاء، نشر الجيش الإسرائيلي صورة لمن قال إنهم قادة عسكريون كبار في حماس في شمال غزة وهم يستمتعون بالطعام داخل نفق، مؤكدا أن خمسة منهم قتلوا.

وقال الجيش إن وحدة استخبارات إسرائيلية قامت بتحليل الصورة التي تم العثور عليها في نفق بغزة قرب المستشفى الإندونيسي.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أكدت في وقت سابق مقتل ثلاثة رجال على الأقل في الصورة.

بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه استعاد مجلات وكُتيّبات، كان يحملها مهاجمو حماس، بالإضافة إلى متعلقات شخصية أخرى.

وبالاعتماد على مثل هذه المعلومات، قال اللواء بالجيش الإسرائيلي، قائد سلاح المدرعات، هشام إبراهيم، إن إسرائيل أجرت "تعديلات طفيفة على استراتيجية القتال" منذ بدء الحرب.

وقال أيضا "في هذه الحرب، نشهد شيئا لم نشهده في الحروب السابقة، وهو استفادة القوات البرية، بما في ذلك سلاح المدرعات، من معلومات استخباراتية دقيقة في الوقت الفعلي". 

وتابع "يتم نقل المعلومات من وحدات الاستخبارات بسرعة إلى القوات المقاتلة على الأرض".

ويشن الجيش الإسرائيلي هجوما مضادا مدمرا بعد أن قتل مهاجمون من حماس حوالي 1200 شخص واحتجزوا حوالي 240 رهينة، وفقا للسلطات الإسرائيلية. 

وفي محاولة للقضاء على حماس، قام الجيش بقصف واجتياح القطاع، في حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 16 ألف من سكان غزة، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.

ويشرف الجنرال إبراهيم (46 عاما) قائد سلاح المدرعات، على حرب الدبابات، التي تجري في منطقة مكتظة بالسكان. 

وهذا الجنرال هو أحد كبار الضباط من الطائفة الدرزية في إسرائيل، وهي أقلية دينية ناطقة بالعربية.

وقال اللواء إبراهيم إن لديه ستة فرق صغيرة على الأرض في غزة تنتظر الحصول على معلومات من وحدات مختلفة، بينها تلك التي أفصحت عنها المواد التي تمت مشاركتها مع نيويورك تايمز. 

وقال إنه يتم إرسال نشرات بشكل متوصال إلى القوات كل بضعة أيام.

وقال أيضا إنه استخلص شخصيا، دروسا، من حرب روسيا على أوكرانيا، حيث أصبحت الدبابات الروسية في بعض الأحيان أهدافا سهلة لجيش كييف. 

وللتكيف مع تهديد طائرات حماس بدون طيار، قال إن إسرائيل سارعت للتأكد من أن الدبابات مجهزة بمظلات.

وقال اللواء إبراهيم، المعروف أيضا باسم "البرجولات"، إن طائرات حماس بدون طيار تتجنب الدبابات ذات المظلات لأنها توفر الحماية ضد الرؤوس الحربية. 

دبابة إسرائيلية مجهزة بمظلة مضادة للطائرات بدون طيار

ووصف المظلات بأنها إجراء منخفض التقنية يستخدم للدفاع ضد الطائرات بدون طيار، مضيفًا أن الجيش يتمتع بمزايا عالية التقنية، بما في ذلك نظام دفاع يعرف باسم "الكأس".

تحديات

تسلط المواد الضوء على التحديات الأخرى التي يواجهها اللواء إبراهيم وفريقه. 

وتظهر كُتيّبات لدى حماس، اطلعت عليها الصحيفة، نقاط الضعف في دبابات ميركافا الإسرائيلية، بمدافعها الضخمة من عيار 120 ملم، فضلا عن ناقلات الجنود المدرعة الإسرائيلية. 

ومسلحو حماس لديهم أيضًا تعليمات بشأن نوع الرؤوس الحربية التي يجب استخدامها ضد الدروع الإسرائيلية. 

وقال اللواء الإسرائيلي إن مسلحي حماس يعتمدون في الغالب على قاذفات القنابل الصاروخية في هجماتهم على المدرعات.

وقال أيضا إنهم سيعيدون تنظيم صفوفهم بعد تعرضهم لخسائر فادحة وسيعودون للقتال في المناطق المدمرة، مشيرا إلى أن الجيش تكيف مع أرض المعركة وأصبح يتجنب العبوات الناسفة. 

وسواء كان الأمر يتعلق باستعادة الرهائن أو استهداف كبار قادة حماس في شبكة الأنفاق الواسعة تحت غزة، فإن التصرف بسرعة بناءً على معلومات استخباراتية جديدة تم الحصول عليها من ساحة المعركة أمر ضروري لنجاح المهمة، يقول مسؤولون عسكريون وعناصر مخابرات أميركيون حاليون وسابقون وفق ما تنقله ذات الصحيفة.

وقال ميك مولروي، وهو متقاعد عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية إن البحث عن الرهائن يعتمد أساسا على الاستخبارات بشكل كبير. 

وأضاف أن وحدات العمليات الخاصة المدربة تدريباً عالياً تكون مدمجة مع القوات التقليدية التي تقوم بعمليات برية أو في حالة تأهب في مكان قريب للرد بسرعة على مثل هذه المعلومات الحساسة.

وبينما تقوم القوات البرية الإسرائيلية بـ"تطهير" مناطق جنوب غزة، قال مولروي إن الجنود سيستخدمون على الأرجح تطبيقات الرسائل المشفرة لتنبيه بعضهم البعض بشأن التكتيكات أو التقنيات أو الإجراءات الجديدة التي تستخدمها حماس. وقال: "يمكن نشر الدروس المستفادة بسرعة كبيرة".

وقال اللواء إبراهيم إن الجيش الإسرائيلي اعتمد بشكل كبير على ما يعرف بالقتال المشترك بالأسلحة، أي استخدام الدبابات والمشاة والهندسة القتالية تحت غطاء الغارات الجوية الثقيلة.

وقال "هذه التقنية مضاعفة للقوة، وكانت فعالة للغاية في غزة".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يدخلان البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، 7 أبريل/نيسان 2025. رويترز - صورة أرشيفية
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يدخلان البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، 7 أبريل/نيسان 2025. رويترز - صورة أرشيفية

 يحاول المسؤولون الإسرائيليون التظاهر بعدم الاكتراث في تعاملهم مع تجاهل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لهم في رحلته إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، لكن الواقع هو أن قراره يزيد القلق في إسرائيل بشأن وضعها بالنسبة لأولويات واشنطن.

فبعد أيام قليلة من الإعلان عن خطط لعملية عسكرية موسعة في غزة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأحد إن الولايات المتحدة أبلغته باتفاق لإطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي، إيدان ألكسندر، بعد محادثات بين واشنطن وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لم تشمل إسرائيل.

وأثار ترامب، الذي سيزور السعودية وقطر والإمارات، ذعر إسرائيل الأسبوع الماضي بإعلانه فجأة أن الولايات المتحدة ستتوقف عن قصف الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، بعد أيام من سقوط صاروخ أطلقته الحركة بالقرب من المطار الرئيسي في إسرائيل.

وكتب إيتمار آيشنر المراسل الدبلوماسي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في تعليق يعكس ما قاله معلقون إعلاميون عبر مختلف ألوان الطيف السياسي، "كانت الرسالة واضحة للمنطقة: إسرائيل لم تعد على رأس أولويات الولايات المتحدة".

وقال مسؤول إسرائيلي إن إعلان ترامب بشأن الحوثيين كان "محرجا إلى حد ما" وإن تصرف الرئيس "سلاح ذو حدين".

وتعقد إسرائيل محادثات مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، ويقول مسؤولون إن العلاقات على المستوى الرسمي لا تزال قوية، لكن بعض المسؤولين يُقرون بصدمتهم من قرارات ترامب.

وقال مسؤول كبير في دائرة نتانياهو، طلب عدم الكشف عن هويته، إن هناك "فوضى" في إدارة ترامب، حيث يعتمد كل شيء على ما يقرره الرئيس في أي لحظة. وأضاف المسؤول أن ذلك يُفيد إسرائيل أحيانا ويُضر بها أحيانا أخرى.

وزاد القرار المتعلق بالحوثيين، الذي لم يُناقش مع إسرائيل مُسبقا، قلق إسرائيل إزاء المحادثات الأميركية مع إيران بشأن برنامج طهران النووي، والتي قد تضعف أي تهديد إسرائيلي بعمل عسكري ضد عدوها اللدود.

وزاد قلق إسرائيل أكثر بعد أن ذكرت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة لم تعد تطالب السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كشرط لإحراز تقدم في محادثات التعاون النووي المدني.

وقال وزير الخارجية، جدعون ساعر، أمس الأحد "نحن ننسق. هذا لا يعني ضرورة الاتفاق التام 100 بالمئة على كل قضية. الولايات المتحدة دولة ذات سيادة. إسرائيل دولة ذات سيادة. لكنني أعتقد أن لدينا أرضية مشتركة كبيرة للغاية في المواقف مع هذه الإدارة أكثر من أي وقت مضى".

وعقد آدم بولر مفاوض ترامب بشأن الرهائن في مارس ما وصفته حماس باجتماعات "مفيدة للغاية" مع الحركة، تجاوزت إسرائيل وركزت على إطلاق سراح ألكسندر.

وفي الأسبوع الماضي، نفى السفير الأميركي، مايك هاكابي، أن يكون ترامب ينأى بنفسه عن إسرائيل. وقال إن العلاقة غالبا ما توصف بأنها متينة، وأن "هذه الكلمة لا تزال سارية".

وأضاف "لقد كان الرئيس ثابتا في دعمه وشراكته، وليس لدي ما يدعو للاعتقاد بأن ذلك لن يستمر".

"فوضى"

تعرض نتانياهو وحكومته لانتقادات، الاثنين، على الرغم حتى من تطلع الإسرائيليين لإطلاق سراح ألكسندر، مع زيادة الإدراك لدى الجمهور بأن للدولتين الحليفتين أولويات مختلفة.

قال جاك جوتليب وهو متقاعد من تل أبيب "كل ما هنالك أنه لا توجد قيادة الآن". وأضاف أنه "لا شك" في أن الصفقة أُبرمت من وراء ظهر نتانياهو، أو أن برنامجي العمل الأميركي والإسرائيلي يختلفان في الوقت الراهن.

ومضى يقول "في الوقت الحالي، كل يركز على مصلحته".

ولم يكن أمام نتانياهو خيار سوى قبول قرار التوقف عن قصف الحوثيين، الذين أوضحوا أنهم لن يتوقفوا عن محاولة ضرب إسرائيل بإطلاق صاروخ آخر بعد ذلك ببضعة أيام.

اعتمدت إسرائيل على الدعم العسكري والدبلوماسي الأميركي منذ قيامها عام 1948. وأي تراجع في الاهتمام الأميركي، في ظل الضغوط الدولية التي تواجهها إسرائيل بسبب حرب غزة، من شأنه أن يشكل ضربة قاسية.

وسلط قرار إسقاط مطلب تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل الأضواء على الضرر الذي لحق بإسرائيل على الصعيد الدولي بسبب هذه القضية. والهدف من إسقاطه تجاوز إصرار الرياض على موافقة إسرائيل على التحرك نحو تسوية مع الفلسطينيين.

كان ضم السعودية إلى الإمارات والبحرين في تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم خلال ولاية ترامب الأولى هدفا رئيسيا لنتانياهو، لكنه تأجل إلى أجل غير مسمى على ما يبدو.

وواجه جو بايدن، سلف ترامب، انتقادات لاذعة من المتشددين الإسرائيليين بعد وقف تصدير بعض الذخائر الثقيلة التي تستخدم في غزة وفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين ينتهجون العنف في الضفة الغربية.

وعلى النقيض من ذلك، تحدى ترامب في ولايته الأولى الرأي العام العالمي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، التي تعتبرها إسرائيل عاصمة لها، واعترف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967.

وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق إنهم يدركون المخاطر التي تواجهها إسرائيل في ظل وجود رئيس لا يمكن التنبؤ بسلوكه مثل ترامب، والذي لم يبد أي تردد في الانقلاب على حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين.

وقال أحدهم "لكن ليس لدينا خيار آخر".