جنود إسرائيليون بقطاع غزة في 6 ديسمبر 2023
جنود إسرائيليون بقطاع غزة في 6 ديسمبر 2023

نفذت قوات إسرائيلية، الجمعة، محاولة فاشلة لتحرير رهائن في قطاع غزة، أسفرت عن إصابة جنديين بـ"جروح خطيرة" و"مقتل خاطفين"، فيما أعلنت حماس عن مقتل رهينة خلال العملية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، متحدثا للصحافة: "داهمت القوات الإسرائيلية موقعا لحماس، وقتلت إرهابيين شاركوا في اختطاف واحتجاز الرهائن".

وأفاد هاغاري، بأن "الجيش يعمل باستمرار مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شابات لتحديد مكان احتجاز الرهائن ومن يقوم به والتخطيط لمهام الإنقاد".

ولم يقدم المسؤول العسكري مزيدا من التفاصيل حول الغارة، مكتفيا بالقول إنها "فشلت في النهاية ولم يتم إنقاذ أي رهائن".

وكشف مستشفى سوروكا في بئر السبع أن الجنديين المصابين في حالة خطيرة، ويتلقيان العلاج في وحدة العناية المركزة.

وتأتي محاولة الإنقاذ في وقت يكثف فيه الجيش توغله في معاقل حماس في جميع أنحاء القطاع، وسط ما قيل إنها مؤشرات على تصدع دفاعات الحركة، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال الجيش إنه يقوم باستمرار بإبلاغ عائلات الرهائن كلما تلقى معلومات يمكن التحقق منها بشأن وضعهم. كما حذر الجيش من محاولات حماس المتكررة لـ"شن حرب نفسية فيما يتعلق بمصير الرهائن"، داعيا الجمهور إلى "عدم نشر الشائعات".

وتعد هذه ثاني محاولة معروفة للقوات الإسرائيلية، لتحرير الرهائن، بعد إنقاذ الجندية، أوري مغيديش، في 30 أكتوبر الماضي، بعد اختطافها في هجوم السابع من أكتوبر.

وبعد تحرير مغيديش من غزة، قالت إسرائيل، إنه قد تنفذ عمليات مماثلة لاستعادة من تبقى من المحتجزين إن أمكن، حسبما نقلته رويترز.

وبموجب اتفاق هدنة استمر لأسبوع، أطلقت حماس سراح 105 رهينة مدنية، بينهم 81 إسرائيليا و23 مواطنا تايلانديا وفلبينيا واحدا. وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيًا، جميعهم من النساء والقاصرين.

وفي وقت سابق، أطلق سراح أربعة رهائن وانتشلت جثتين. ويعتقد أن 138 رهينة ما زالوا في غزة، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أكد أن العديد منهم قتلوا، إما قبل أو بعد اختطافهم، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.

وفي أعقاب انهيار الهدنة، استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه البري على مناطق واسعة بقطاع غزة، متوغلا في خان يونس في جنوب غزة، حيث شهدت الأيام الأخيرة بعضا من أعنف المعارك في الحرب.

متحدثا أمام القوات بالقرب من حدود غزة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن هناك "مؤشرات متزايدة تشير إلى أن [حماس] بدأت في الانهيار في غزة".

من جهتها، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في وقت سابق إن مسلحيها "أفشلوا" محاولة إسرائيلية للوصول إلى أحد الرهائن "فجر اليوم"، أي الجمعة.

وأضافت أنها اكتشفت قوة إسرائيلية خاصة "أثناء محاولتها التقدم لتحرير أحد أسرى العدو والاشتباك معها مما أدى إلى مقتل وإصابة أفراد القوة". 

وقال بيان القسام، إن المحتجز القتيل كان جنديا أسيرا اسمه ساعر باروخ (25 عاما). وتشير قوائم الرهائن التي نشرتها إسرائيل إلى أن أحدهم يدعى، سَحر باروخ، وهو طالب مدني كان يبلغ من العمر 24 عاما عندما اقتيد من منزله خلال هجوم نفذته حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر وهو الهجوم الذي أشعل فتيل الحرب.

ونشرت مقطع فيديو يظهر ما قالت إنها جثة المحتجز، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من صحته بشكل مستقل.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي أو ينفي بيان حماس. وقال: "يرجى الامتناع عن نشر شائعات لم يتم التحقق منها وتمكين الإرهاب النفسي لحماس".

من لقاء نتانياهو وغراهام
من لقاء نتانياهو وغراهام

التقى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين، وفداً من مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة السناتورين ليندسي غراهام ودان سوليفان.

وضم الوفد أيضا السناتور شيلدون وايتهاوس، وريتشارد بلومنثال، وجوني إيرنست، وآدم شيف، وآندي كيم، ونائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس.

كما التقى الوفد أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وتحدث ساعر  خلال اللقاء عن الوضع في غزة، وقال إن "الدولة الفلسطينية ستصبح دولة حماس ما يعرض إسرائيل للخطر".

وأضاف "في السابع من أكتوبر، أصبح من الواضح أن النهج الرافض للسيادة الأجنبية والقوات المسلحة غرب نهر الأردن ضروري لأمن إسرائيل".

كما تحدث عن المخاوف من التهديد الإيراني موضحا أن "إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية. وأن هناك تطورات مقلقة في المشروع النووي الإيراني، نابعة من رغبة إيران في "التعويض" عن قوتها الإقليمية الضعيفة في الحرب من خلال الحصول على الأسلحة النووية".

وتطرق وزير الخارجية الإسرائيلي إلى "وجود جهد إيراني مكثف لتهريب الأموال إلى لبنان لاستعادة حزب الله قوته ومكانته. ويتم تنفيذ هذا الجهد، من بين قنوات أخرى، عبر تركيا وبالتعاون معها".

وأكد أن "إعادة تأهيل حزب الله من شأنه أن يضر بفرص لبنان في مستقبل مختلف وأفضل، وكذلك بقدرة الجيش اللبناني على أن يكون القوة العسكرية المهيمنة في البلاد. لذلك، يجب وقف ذلك".

وأشار الوزير إلى أن "الحوثيين يشكلون تحديًا للنظام العالمي والتجارة الدولية وحرية الملاحة. وهذه ليست مشكلة إسرائيلية فحسب - بل هي قضية إقليمية وعالمية"، قائلا إن "هناك حاجة إلى تحالف إقليمي ودولي لهزيمة الحوثيين".

وعندما سُئل عن إمكانية انسحاب القوات الأميركية من سوريا، أجاب الوزير موضحا أنه "في رأيه لن يكون هذا هو التحرك الصحيح في هذا الوقت، بالنظر إلى القتال ضد داعش والوضع الجديد في سوريا، وخاصة محاولات تقويض الحكم الذاتي الكردي".

من جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام إنه "لا يعتقد أن إسرائيل تريد وقف الحرب وحماس لا زالت قادرة على السيطرة على القطاع".

وأضاف "لا أحد يتوقع من إسرائيل القبول بأي اتفاق يمكن أن يسمح بتكرار أحداث السابع من أكتوبر"، كما ذكر أنه يتفق مع نتانياهو أن وجود القوات الأميركية في سوريا هو "عامل استقرار".