الحرب في غزة مستمرة
الحرب في غزة مستمرة

اقترحت إسرائيل أن يغادر كبار قادة حماس قطاع غزة في إطار اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار في القطاع، حسبما نقلت شبكة "سي.أن.أن" عن مسؤولين مطلعين على المناقشات الدولية الجارية.

ويأتي الاقتراح الاستثنائي في الوقت الذي تكافح فيه إسرائيل لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في تدمير حماس بالكامل. 

وتشير الشبكة إلى أن إسرائيل فشلت، رغم أربعة أشهر من الحرب تقريبا في القبض على أي من كبار قادة حماس في غزة أو قتلهم، وتركت حوالي 70% من قوة حماس القتالية سليمة، وفقا لتقديرات إسرائيل نفسها، تقول الشبكة.

وكشفت "سي.أن.أن" أن اقتراح إسرائيل مغادرة قادة حماس تمت مناقشته كجزء من مفاوضات وقف إطلاق النار الأوسع مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة. مرة الشهر الماضي في وارسو من قبل رئيس المخابرات الإسرائيلية، مدير الموساد ديفيد بارنيا، ثم مرة أخرى هذا الشهر في الدوحة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وفقا لأحد المسؤولين المطلعين على المناقشات.

وفي وقت سابق الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل قدمت مبادرة لم يحددها، نافيا أن تكون حماس قد تقدمت بأي مبادرة.

ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله لمجموعة من ممثلي عائلات الرهائن، بعد أن اقتحم بعض الأقارب اجتماعا للجنة في الكنيست الإسرائيلي للمطالبة بتحرير ذويهم "لا يوجد اقتراح جدي من حماس. هذا (التكهن) غير صحيح".

وأضاف "أقول هذا بكل وضوح لأن هناك الكثير من التصريحات غير الصحيحة التي تؤلمكم بالتأكيد".

وقال "بل على العكس، هناك مبادرة من جانبنا، لن أخوض في تفاصيلها".

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين إن إسرائيل قدمت لحماس عبر وسطاء قطريين ومصريين مقترحا يتضمن وقفا للقتال لمدة تصل إلى شهرين، وذلك كجزء من اتفاق متعدد المراحل يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.

ولايزال أكثر من 130 رهينة محتجزين في غزة. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن عشرات الرهائن قتلوا في 7 أكتوبر أو في الأسابيع التي تلت ذلك.

ورغم أن الاقتراح لا يتضمن اتفاقا لإنهاء الحرب، إلا أنه يمثل أطول فترة لوقف إطلاق النار عرضتها إسرائيل على حماس منذ بداية الحرب، وفق الموقع.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم ينتظرون رد حماس، لكنهم أكدوا أنهم متفائلون بحذر بشأن القدرة على إحراز تقدم خلال الأيام المقبلة.

يسد الناس طريق أيالون السريع في إسرائيل، خلال احتجاج لدعم الرهائن المختطفين
يسد الناس طريق أيالون السريع في إسرائيل، خلال احتجاج لدعم الرهائن المختطفين

قرر الجيش الإسرائيلي رفع مستوى الجاهزية القتالية في القيادة الجنوبية وتعليق الإيجازات العملياتية للقوات المقاتلة، مع تعزيز التمركز الدفاعي في المنطقة، تحسبا لأي تصعيد محتمل في قطاع غزة.

يأتي هذا القرار في ظل تقييمات عسكرية إسرائيلية ترجح تصعيد الأوضاع، خاصة مع استمرار تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل.

ويأتي ذلك بعد تصريح وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي أكد أن رفض حماس الإفراج عن الدفعة القادمة من المختطفين يمثل "خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار".

ووفقا لمصادر إسرائيلية، سيناقش الكابينت الأمني خلال جلسته اليوم خيارات التعامل مع الأزمة قبل نهاية الأسبوع. 

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى ممارسة ضغوط إضافية على حماس لإجبارها على تقديم تنازلات في المرحلة المقبلة من المفاوضات.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يدرس إدخال تعديلات على الفريق الإسرائيلي المفاوض، تشمل تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر كقائد جديد للمفاوضات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

كما يُتوقع أن يستعرض نتانياهو أمام وزرائه التفاهمات التي توصل إليها مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، التي تضمنت مناقشة خطة "النقل الطوعي" لسكان غزة، التي طرحها ترامب كجزء من رؤيته لحل الأزمة.

ووفقا للاتفاق المبرم، كان من المفترض أن يتم الإفراج عن تسعة مختطفين إسرائيليين خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، إضافة إلى استعادة جثامين ثمانية آخرين.

إلا أن القلق الرئيسي في إسرائيل، يدور حول احتمالية انهيار الصفقة بالكامل، حيث كان من المقرر بدء مفاوضات المرحلة الثانية بعد اليوم السادس عشر من تنفيذ الصفقة الأولى، وهو ما كان ينبغي أن يحدث الاثنين الماضي.

في ظل هذا التصعيد، دعت عائلات المختطفين الإسرائيليين الحكومة إلى التمسك بالاتفاق والسعي لتنفيذه دون اللجوء إلى أي إجراءات عسكرية قد تؤدي إلى انهياره، وشددت على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي بدلاً من تأجيج الوضع في غزة.