إسرائيل وصفت اتهامات جنوب أفريقيا بأنها كاذبة ومشوهة بشكل صارخ
إسرائيل وصفت اتهامات جنوب أفريقيا بأنها كاذبة ومشوهة بشكل صارخ

في أول رد على الأمر الذي وجهته محكمة العدل الدولية لإسرائيل، الجمعة، بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وبذل المزيد من الجهود لمساعدة المدنيين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن تهمة الإبادة الجماعية الموجهة لإسرائيل في محكمة العدل الدولية "مشينة".

وأضاف في بيان باللغة الإنكليزية نشره على منصة "إكس" إن "مثل كل دولة، لإسرائيل حق أصيل في الدفاع عن نفسها"، مضيفا أن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها. 

واعتبر نتانياهو استعداد محكمة العدل الدولية لمناقشة مزاعم الإبادة الجماعية ضد إسرائيل "وصمة عار لن تمحى جيلا بعد جيل".

وتابع أن "المحاولة الدنيئة لحرمان إسرائيل من هذا الحق الأساسي هو تمييز صارخ ضد الدولة اليهودية، وقد تم رفضها عن استحقاق".

وكانت محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وبذل المزيد من الجهود لمساعدة المدنيين، رغم أنها لم تصل إلى حد الأمر بوقف إطلاق النار كما طلبت جنوب أفريقيا.

ورفعت جنوب أفريقيا الدعوى في محكمة العدل الدولية في وقت سابق من الشهر الجاري، وطلبت منها فرض إجراءات طارئة لوقف القتال الذي أودى بحياة أكثر من 26 ألف فلسطيني.

واتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بقيادة الدولة في هجومها على قطاع غزة الذي شنته ردا على اجتياح مسلحي حركة حماس جنوب إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 شخصا واحتجاز أكثر من 240 رهينة. وسعت إسرائيل إلى إلغاء القضية.

ورغم أن محكمة العدل الدولية لم تأمر بوقف إطلاق النار، قالت إنها لن ترفض دعوى الإبادة الجماعية، وقضت بأن الفلسطينيين يبدو أنهم مجموعة تخضع للحماية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948. 

ولم تتخذ المحكمة قرارا في موضوع الدعوى، وهو اتهامات الإبادة الجماعية.
ووصفت إسرائيل اتهامات جنوب أفريقيا بأنها كاذبة و"مشوهة بشكل صارخ"، وقالت إنها تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار- صورة أرشيفية.
يحيى السنوار كان سجينا في إسرائيل لعقدين من الزمن (أرشيف)

بدأ الجيش الإسرائيلي تحقيقا في مزاعم نشرتها وسائل إعلام محلية، تشير إلى أن صحيفة "جويش كرونيكل" نشرت تقارير تستند إلى "معلومات استخباراتية ملفقة" مرتبطة بحركة حماس.

وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقه في المزاعم التي تشير إلى أن تلك التقارير التي نشرتها الصحيفة التي تتخذ من لندن مقرا لها، تعتبر "جزءا من حملة تضليل".

ومن بين أبرز التقارير التي نشرتها الصحيفة وأثارت جدلا كبيرا، ما نُشر الأسبوع الماضي ويزعم أن زعيم حركة حماس يحيى السنوار، "ربما يستعد للهروب إلى إيران ومعه المختطفين".

وذكرت "غارديان" أن تقرير الصحيفة هو أحد التقارير المثيرة التي كتبها صحفي يدعى إيلون بيري، خلال الأشهر الأخيرة، وتم التشكيك في سيرته الذاتية، التي تزعم أنه "عمل كصحفي وأكاديمي وجندي سري من النخبة".

وحاولت "غارديان" التحقق من أي دليل لوجود قصص مهمة نشرها بيري كمراسل بالإنكليزية أو العبرية، لكنها لم تجد سوى المقالات التي نُشرت مؤخرا في "جويش كرونيكل"، التي يُزعم أنها مفبركة، على حد وصف الصحيفة.

ومن بين تقارير بيري الأخيرة، كان قد قدم وصفا تفصيليا لعملية مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، وهو تقرير قالت "غارديان" إنه تم التشكيك في دقته أيضًا.

وعلقت "جويش كرونيكل"، وهي "أقدم صحيفة يهودية في العالم"، على التقارير حول الصحفي الذي يعمل لديها، وقالت في بيان إنها "على علم بالمزاعم المتعلقة بصحفي مستقل، وتتعامل معها بجدية".

وتابع البيان: "جويش كرونيكل أقدم صحيفة يهودية في العالم، وحافظت دائما على أعلى معايير النزاهة. التحقيق جار وسنعلن عن أي تحديث في وقت لاحق".

صورة أرشيفية لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وسط مجموعة من الجنود
متوعدا بالوصول إليهما.. غالانت "في انتظار خطأ" الشقيقين السنوار
أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن زعيم حركة حماس الفلسطيني، يحيى السنوار، وشقيقه، القيادي في الجناح العسكري للجماعة، محمد السنوار، سوف يلقيان مصير من سبقهم خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو 11 شهرا.

وأثير الجدل حول تقرير نقل عن "مصادر استخباراتية" إسرائيلية، أن السنوار "كان يعتزم الهروب ومعه المختطفين الذين على قيد الحياة من غزة إلى إيران"، وهو تقرير تناولته في البداية عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ولدى سؤاله عن هذا الادعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيل هاغاري، إنه "لا يمتلك أية معلومات استخباراتية تفيد بأن السنوار يخطط للهروب مع المختطفين".

وذكر تقرير "جويش كرونيكل" أن الحديث عن هروب السنوار إلى إيران "كان يستند إلى معلومات من مسؤول كبير في حماس ألقي القبض عليه، بجانب وثائق عثر عليها خلال العثور على جثث المختطفين الستة في أحد أنفاق رفح"، وهي ادعاءات نفاها مسؤولون إسرائيليون.

وقالت "غارديان" إنها أرسلت بريدا إلكترونيا للحصول على رد من بيري.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أشارت، الأسبوع الماضي، إلى أن السلطات العسكرية المختصة تحقق في ملابسات تسريب وثيقة لحركة حماس الفلسطينية، كان قد جرى العثور عليها في قطاع غزة.

ونقلت الهيئة عن "ناطق عسكري"، أن الوثيقة المسربة "قديمة"، وأن "قادة من حماس على مستوى منخفض هم من وضعوها، وليس رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار".

وأشار الناطق، حسب هيئة البث، إلى أن "المعلومات الواردة في الوثيقة ليست جديدة، وقد طُرحت عدة مرات على صانعي القرار".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت أيضا، الجمعة، أن وثيقة عُثر عليها على جهاز الكومبيوتر الخاص بالسنوار، "تفصّل استراتيجية تلك الحركة في المفاوضات ومحادثات الرهائن والحرب ككل مع إسرائيل".

والوثيقة، التي نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية ويعود تاريخها إلى ربيع هذا العام، تظهر أن حماس "ضعفت عسكريًا، لكن هدفها الرئيسي هو إضعاف إسرائيل دوليًا، والاستفادة من الرهائن ضد الحكومة الإسرائيلية داخليًا، من خلال الضغط على عائلات الرهائن والجمهور الإسرائيلي".

وأدى هجوم حماس في السابع من أكتوبر، إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وترد منذ ذلك الحين بقصف وعمليات برية في قطاع غزة تسبّبت بمقتل ما لا يقل عن 40861 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.