عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة يحتجون أمام وزارة الدفاع في تل أبيب في 21 نوفمبر 2023
لا يزال نحو 130 من الرهائن محتجزين في غزة

تنظم عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، مسيرات شبه يومية تطالب من خلالها الحكومة، بالعمل على إيجاد صيغة اتفاق لتحرير ذويهم من قبضة الحركة التي تحكم قطاع غزة.

لكن تقريرا لوكالة أسوشيتد برس، لفت إلى شريحة أخرى من تلك العائلات، تصر خلافا لأغلب ذوي الرهائن، على ضرورة محاربة حماس حتى النهاية بهدف تحرير المختطفين.

وتنقل الوكالة عنهم ما مفاده "دعوا الجيش ينهي أولاً مهمة هزيمة الحركة المسلحة" حتى لو أدى ذلك إلى تأخير عودة أحبائهم، يقول تقرير أسوشيد برس.

وترى هذه العائلات أن الثمن الذي سيتم دفعه في أي صفقة رهائن، -المتمثل في إطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل- "من شأنه أن يعرض إسرائيل للخطر في المستقبل.

وقال تسفيكا مور، الذي اختطف ابنه إيتان (23 عاما) من مهرجان "سوبر نوفا" للموسيقى "عندما تطلق سراح الإرهابيين، سيعودون إلى القتل" ثم تابع "هكذا كان الأمر دائما".

وأضاف في اتصال هاتفي مع أسوشيتد برس "بدلاً من القلق على أبنائنا فقط، نحن قلقون على البلد بأكمله".

ويختلف معظم أقارب الرهائن  مع مور، قائلين إن الاتفاق وحده هو الذي يمكن أن يحرر الرهائن وأن فرص بقائهم على قيد الحياة تتضاءل بشكل متزايد في ظل ظروف الحرب في غزة. 

وتزايدت هذه المخاوف، الأربعاء، عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شروط حماس الأخيرة بخصوص صفقة رهائن محتملة ووصفها بأنها مجرد وهم وتعهد بدلا من ذلك بمواصلة الحرب حتى "النصر الكامل".

وتتزايد الضغوط على نتانياهو الذي أصر على أن مواصلة الهجوم المدمر في غزة هو السبيل الوحيد لإعادة الرهائن. 

وفي الوقت نفسه، رفض رؤية الولايات المتحدة لحل ما بعد الحرب، قائلاً إنه لن يسمح أبدًا بإقامة دولة فلسطينية.

ويضع النزاع حول مستقبل غزة إسرائيل في مواجهة مع واشنطن، حليفها الأكبر ومعظم المجتمع الدولي، كما أنه يشكل عقبة رئيسية أمام خطط الحكم أو إعادة إعمار القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، حيث أصبحت أجزاء كبيرة منه غير صالحة للعيش بسبب القصف الإسرائيلي.

ويشغل ملف الرهائن، الرأي العام الإسرائيلي منذ أن تم احتجازهم خلال هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس والذي أدى إلى اندلاع الحرب. 

وتنتشر ملصقات الرهائن في الشوارع، ويرتدي العديد من الإسرائيليين الآن قلائد عليها علامات رمزية وأشرطة صفراء صغيرة تضامنا معهم.

ويتزايد حجم وكثافة الاحتجاجات التي تطالب الحكومة بالتوصل إلى اتفاق مع حماس مع استمرار الحرب. 

وخوفًا من نفاد الوقت لإعادتهم إلى منازلهم، أصبح المتظاهرون متذمرين بشكل متزايد، وفي بعض الحالات يمسكون بالميكروفونات ويطلقون صرخات مطالبة الحكومة بالتعجيل بإيجاد حل لهذا الملف.

يقول مورفي في هذا الصدد إنه يعرف أن رأيه "مختلف" بل ويُنظر إليه على أنه غير طبيعي. 

وفي ديسمبر، قال ألون نمرودي، والد الرهينة، تمير نمرودي، لمور، خلال عرض مباشر على القناة 11 الإسرائيلية، "لمجرد أنك تخليت عن ابنك، لا يعني أنني سأتخلى عن ابني"، ما تسبب ببكاء مور، وفق الوكالة.

وخلال هجوم حماس على إسرائيل، قُتل حوالي 1200 شخص واختطف حوالي 250 شخصًا.

وتم إطلاق سراح حوالي 100 رهينة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي مقابل إطلاق سراح فلسطينيين كانوا مسجونين لدى إسرائيل. 

ولا يزال نحو 130 من الرهائن محتجزين في غزة، لكن تم التأكد من وفاة عدد منهم بمرور الحرب.

وقالت حماس إنها لن تطلق سراح المزيد من المختطفين إلا مقابل إنهاء الحرب وإطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين.

واستبعد نتانياهو التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل، بينما يتصاعد الغضب وسط  عائلات الرهائن. 

وأقام أقارب ومتظاهرون آخرون مخيما خارج مقر إقامة نتانياهو، وتعهدوا بالبقاء حتى يتم التوصل إلى اتفاق.

والاثنين الماضي، اقتحم العشرات من أفراد عائلات الرهائن اجتماعا للجنة المالية في الكنيست، ورفعوا لافتات وصرخوا، "لن تجلسوا هنا بينما هم يموتون هناك.. هؤلاء هم أطفالنا". 

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لقواته في المنطقة العازلة بالجولان
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لقواته في المنطقة العازلة بالجولان

زار قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، إسرائيل والتقى بمسؤولين بارزين من الجيش وناقش الأوضاع المتصاعدة في سوريا، بجانب عدد من الملفات المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح بيان للقيادة المركزية الأميركية، السبت، أن الجنرال كوريلا التقى برئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وقائد القوات الجوية تومر بار.

وقال بيان القيادة المركزية "ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع الحالي في سوريا، والاستعدادات ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى".

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن كوريلا زار أيضا الأردن وسوريا والعراق ولبنان على مدار الأيام القليلة الماضية.

وفي أعقاب انهيار نظام بشار الأسد، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة على أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

ورحبت إسرائيل بسقوط نظام الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلامية.

وفي ختام مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الخميس، أن ما تفعله إسرائيل فيما يتعلق بسوريا هو تحديد التهديدات وتحييدها.

كما أوضح سوليفان أن الوضع في سوريا يحمل "مجموعة من المخاطر بما في ذلك احتمال تقسيم الدولة".

كما قال المسؤول الأميركي أنه يتوقع أن "يكون احتلال إسرائيل للمنطقة العازلة في سوريا مؤقتا".

ونشر الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقاطع فيديو للضربات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية مؤخرا واستهدفت "مخزونات الأسلحة الاستراتيجية" في سوريا.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" إن الضربات استهدفت "الطائرات المقاتلة والمروحيات القتالية وصواريخ سكود والطائرات المسيّرة من دون طيار وصواريخ كروز".

كذلك شملت الضربات مواقع تضم "صواريخ ساحل بحر وأرض جو وأرض أرض ورادارات وقذائف صاروخية".

وبحسب أدرعي فقد أدت الضربات إلى "إلحاق أضرار جسيمة بمنظومة الدفاع الجوي السوري وتدمير أكثر من 90 في المئة من صواريخ أرض جو الاستراتيجية التي تم تحديد موقعها".

وقال أدرعي إن إسرائيل استهدفت أيضا "قواعد للقوات الجوية السورية، منها مطار T4 شمالي دمشق، ما أسفر عن تدمير سربين تابعين لسلاح الجو السوري، هما سرب SU-22 وسرب SU-24".

هذا ولم تعلق السلطات الجديدة في سوريا، والتي أسقطت نظام بشار الأسد، على التحركات والضربات الإسرائيلية، في وقت أشارت فيه وكالة أسوشيتد برس الأميركية، أن الحكومة المؤقتة بقيادة محمد البشير بعثت برسالتين إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة تطالبان بوقف التوغلات والضربات الإسرائيلية.