إسرائيل تواصل غاراتها المكثفة جنوبي قطاع غزة
إسرائيل تواصل غاراتها المكثفة جنوبي قطاع غزة

أمرت محكمة استئناف هولندية، الإثنين، الحكومة بحظر جميع صادرات قطع غيار المقاتلات من طراز "إف-35" إلى إسرائيل، في غضون 7 أيام.

وقالت المحكمة، بحسب وكالة رويترز: "لا يمكن إنكار أن هناك احتمالا واضحا أن يتم استخدام قطع غيار إف-35 المصدّرة في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي".

وحول نفس القرار القضائي، أشارت وكالة فرانس برس إلى أن الدعوى التي نظرتها المحكمة، تقدمت بها منظمات حقوقية.

وأشارت المنظمات إلى أن "تزويد إسرائيل بهذه القطع، يساهم في الانتهاكات المفترضة للقانون الدولي التي ترتكبها (إسرائيل) في حربها ضد حماس".

كذلك، رأت المحكمة أن الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل التي تنطوي عليها هذه القضية وفقًا للدولة الهولندية، "لا يشكل مبرراً جيداً لمواصلة تصدير قطع الغيار".

وتتعلق القضية بقطع غيار تعود ملكيتها للولايات المتحدة وتخزنها في هولندا، حيث يتم إرسالها إلى الدول الشريكة، ومن بينها إسرائيل، بموجب اتفاقيات التصدير.

وبذلك ألغت المحكمة حكماً أصدرته المحكمة الابتدائية في هذه القضية.

وكانت المحكمة قد قضت في ديسمبر، بأن قرار تسليم هذه القطع "سياسي" في المقام الأول ولا ينبغي للقضاء التدخل فيه.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، عقب هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، اختطف في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 134 بينهم ما زالوا محتجزين في غزة، و29 منهم على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وترد إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 28 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

الحرب أسفرت عن دمار هائل في قطاع غزة (رويترز)
الحرب أسفرت عن دمار هائل في قطاع غزة (رويترز)

وصف، شمعون شتريت، الوزير الإسرائيلي السابق، أستاذ القانون الدولي، اتهام منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب "جريمة إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بـ "غير المحايد".

واتهم شتريت في حديث لقناة "الحرة" المنظمة الحقوقية بأنها كانت طوال الفترة الماضية "ضد الواقع والأدلة والشهادات" التي قدمها فرع المنظمة في إسرائيل حول طبيعة الانتهاكات التي يتم الحديث عنها.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها الذي أصدرته الأربعاء، إنها وثقت بـ "الشواهد والأدلة" أن إسرائيل "ارتكبت أفعالا تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد خاص ومحدد وهو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة".

وأوضح شتريت أن إسرائيل في نهاية المطاف مسؤولة عن النظر في الأدلة والشهادات التي قدمتها منظمة العفو الدولية، موضحا "أن ليس كل ما يذكر في هذا التقارير دقيق وصحيح".

وحمل شتريت حماس مسؤولية ما يحدث في غزة من دمار وحرب خلفت آلاف الضحايا "بسبب اختباء المسلحين بين المدنيين وخزن أسلحتهم وبناء شبكة أنفاق ومنشآت تحت الأرض داخل المناطق السكنية".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "ينفذ قواعد الحرب ويرد على أي خطر أو تهديد يواجهه"، وأن إسرائيل "قدمت استئنافا" ضد قرار الجنائية الدولية اعتقال رئيس الوزراء، بنيامبن نتانياهو.

وحمل تقرير منظمة العفو الدولية عنوان " لا تشعر أنك إنسان في غزة: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع".

وجاء في التقرير الذي صدر، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي "تعمد إلحاق أذى بدني أو نفسي بسكان القطاع وإخضاعهم عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرهم المادي".

واتهمت المنظمة إسرائيل بـ "تجاهل التحذيرات" بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية، والقرارات الملزمة قانونا من محكمة العدل الدولية التي تأمرها باتخاذ تدابير فورية لتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين في غزّة. 

وبحسب الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، فإنه على مدى شهور، ظلّت إسرائيل تعامل الفلسطينيين وكأنهم "فئة دون البشر لا يستحقون حقوقًا إنسانية ولا كرامة".

ومن شأن هذا التقرير أن يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية، في مطالبات دولية بوقف عمليتها العسكرية المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 14 شهرا، سيما في أعقاب إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات اعتقال بحق نتانياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهم متعلقة بجرائم حرب.

من جهة أخرى، رفض فرع منظمة العفو الدولية في إسرائيل في بيان، الخميس، الاتهامات التي وردت في تقرير أصدرته المنظمة الأم لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، لكنه دعا للتحقيق في "جرائم خطيرة".