غانتس يزور واشنطن لعقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أميركيين
غانتس يزور واشنطن لعقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أميركيين

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الزيارة التي يجريها الوزير بحكومة الحرب، بيني غانتس، إلى واشنطن للقاء عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، الأحد، أثارت غضب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي "لم يأذن بالرحلة وقام بتوبيخه"، قائلا إن للبلاد رئيس وزراء واحد فقط.

ويزور العضو في مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، العاصمة واشنطن لعقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أميركيين، وفقا لبيان صادر عن مكتبه، السبت.

وقال البيان، إن غانتس من المقرر أن يلتقي، الاثنين، نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، كما سيلتقي أيضا بأعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وأضاف أن غانتس سيلتقي كذلك كبار أعضاء "لوبي AIPAC" وهي لجنة عمل سياسية مؤلفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مؤيدة لإسرائيل.

وفيما أشار البيان إلى أن "غانتس بادر وأطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بشكل شخصي، الجمعة، بأنه ينوي السفر، للتنسيق معه بشأن الرسائل التي سيتم طرحها خلال اللقاءات"، أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن نتانياهو لم يكن على علم بالزيارة حتى الاتصال الأخير.

وقال مصدر مقرب من نتانياهو، إن رئيس الوزراء "أوضح للوزير غانتس أن لدولة إسرائيل رئيس وزراء واحد فقط"، حسبما ذكر موقع "واي نت".

وقال المصدر، إن الرحلة تم تنظيمها "دون موافقة رئيس الوزراء وتتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب من كل وزير الحصول على موافقة مسبقة على السفر مع رئيس الوزراء، بما في ذلك الموافقة على خطة السفر".

ووفقا لتايمز أوف إسرائيل، فإن غانتس، القائد العسكري ووزير الدفاع السابق، يبقى المنافس السياسي الرئيسي لنتانياهو، حسبما تكشف استطلاعات الرأي. 

وأدخل غانتس حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه إلى الحكومة، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، واندلاع الحرب في غزة.

وكان من المقرر أن يسافر غانتس أيضا إلى لندن من واشنطن. وأفاد موقع واي نت بأن حزبه السياسي يدفع تكاليف الرحلة بأكملها.

وفي الولايات المتحدة، يعتزم غانتس الدفاع عن شرعية العملية العسكرية في قطاع غزة، وتعزيز الترتيبات الأمنية في لبنان، فضلا عن مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، بحسب مكتبه.

وسيجري أيضا محادثات حول الحفاظ على المساعدات الأميركية لإسرائيل وتعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

وتأتي زيارته للولايات المتحدة في الوقت الذي تشعر فيه إدارة بايدن بالإحباط المتزايد تجاه نتانياهو وائتلافه اليميني، وفقا لتايمز أوف إسرائيل".

وقال بايدن في مقابلة على شبكة "إن بي سي" الأميركية، إن الحكومة الإسرائيلية "ستخسر الدعم الدولي في حال استمرت على نهجها اليميني المتشدد الحالي".

وأكد مسؤول في البيت الأبيض، أن غانتس سيلتقي بهاريس وأنه من المتوقع أن تتناول المحادثات موضوعات تشمل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وتأمين وقف مؤقت لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وزيادة المساعدات للقطاع.

وكان غانتس حذّر في وقت سابق من الشهر الماضي من أنه إذا لم تُفرج حماس بحلول شهر رمضان عن كل الرهائن المحتجزين لديها فإن الجيش الإسرائيلي سيشن هجوما بريا على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي يتكدس فيها 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن هاريس "ستعرب عن قلقها بشأن سلامة ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في رفح"، مضيفا أن إسرائيل لديها أيضا "الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة تهديدات حماس الإرهابية المستمرة".

وتستعد إسرائيل لشن هجوم كبير على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، مما أثار مخاوف دولية على سلامة المدنيين إذا استمر هجوم الجيش الإسرائيلي. وطالبت الولايات المتحدة إسرائيل بتأمين طرق إخلاء إلى مناطق آمنة للمدنيين.

وقال مسؤول البيت الأبيض، إن هاريس وغانتس سيناقشان أيضا التخطيط لما بعد انتهاء الحرب لتنشيط غزة تحت حكم السلطة الفلسطينية.

ونفذ الجيش الأميركي، السبت، أول عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية على غزة، بينما حذرت وكالات الإغاثة من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني مع مواصلة إسرائيل هجومها.

وكشف بايدن، الجمعة، عن خطط الإسقاط الجوي الأميركي، للمساعدات بعد يوم من مقتل عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يصطفون للحصول على مساعدات.

وقالت السلطات الصحية في غزة، إن 118 فلسطينيا قتلوا في هذه الواقعة برصاص القوات الإسرائيلية ووصفتها بأنها مذبحة.

وشككت إسرائيل في عدد القتلى، وقالت إن معظمهم سقطوا بسبب التدافع أو الدهس تحت عجلات الشاحنات مع تدفق الحشود عليها للحصول على المساعدات. وقال مسؤول إسرائيلي أيضا إن القوات أطلقت النار في وقت لاحق على حشود شعرت أنها تشكل تهديدا قائلا "كان ردا محدودا".

وشنت إسرائيل عملياتها العسكرية على غزة ردا على هجوم حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أدى وفقا للإحصائيات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص وخطف 253 آخرين.

وتزايدت الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار في غزة حيث قالت السلطات الفلسطينية إن عدد القتلى الفلسطينيين منذ هجوم السابع من أكتوبر، تجاوز 30 ألفا، كما حذرت الأمم المتحدة من أن نحو ربع سكان القطاع صاروا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

وتتوقع الولايات المتحدة ودول أخرى زيادة المساعدات إلى غزة بعد وقف مؤقت لإطلاق النار، وهو ما قال بايدن، الجمعة، إنه يأمل أن يحدث بحلول شهر رمضان.

وقال مصدران أمنيان مصريان، السبت، إن من المقرر أن تُستأنف في القاهرة، الأحد، محادثات الهدنة في غزة لكن وسيلة إعلام إخبارية إسرائيلية، قالت إن إسرائيل لن ترسل وفدها إلى العاصمة المصرية، قبل أن تحصل على قائمة كاملة بالرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة، حسبما أفادت رويترز.

وأضاف المصدران المصريان، أن من المتوقع وصول وفدي إسرائيل وحماس إلى القاهرة الأحد.

المواجهات اندلعت بعد مباراة لكرة القدم بين مكابي تل أبيب وأياكس أمستردام
المواجهات اندلعت بعد مباراة لكرة القدم بين مكابي تل أبيب وأياكس أمستردام. Reuters

قالت رئيسة بلدية أمستردام فمكه هالسما إن مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي لكرة القدم تعرضوا للضرب على أيدي "مجموعات إجرامية"، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بعد مباراة مع فريق أياكس أمستردام الهولندي.

وذكرت الشرطة أن عشرات المشجعين الإسرائيليين تعرضوا للمطاردة والاعتداء وأن خمسة منهم أصيبوا بجروح وتطلب الأمر نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. 

وألقت الشرطة القبض على 63 مشتبها بهم في المجمل ووعدت السلطات بإجراء تحقيق، في حين عبر سياسيون من داخل البلاد وخارجها عن تندديهم بأعمال العنف.

وفيما يلي نظرة عن كثب على كيفية تصاعد الوضع.

قالت الشرطة إن التوتر بدأ في التصاعد، الأربعاء، عندما اندلعت مناوشات بسيطة بين بعض من مشجعي فريق مكابي وعددهم ثلاثة آلاف وسكان محليين، منهم سائقو سيارات أجرة ومشجعون من أياكس في وسط المدينة.

وذكر تقرير للشرطة أن مجموعات من مشجعي فريق مكابي أحرقت علما فلسطينيا في ساحة دام وأسقطت علما آخر من مبنى قريب وأقدمت على تخريب سيارة أجرة.

وبعد نداء على وسائل التواصل الاجتماعي، تجمع سائقو سيارات أجرة مسلمون وهم في حالة غضب أمام صالة لألعاب القمار كان يتجمع فيها 400 من أنصار فريق مكابي، مما دفع الشرطة للتدخل وسط المناوشات.

وأوردت وسائل إعلام هولندية تقارير عن مقطعين مصورين قيل إنهما يظهران ضرب سائق سيارة أجرة مسلم ومجموعة من الشباب يرددون عبارات معادية للسامية تجاه شخص قيل إنه من أنصار فريق مكابي ألقي به في قناة مائية.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة هذه الوقائع كما وردت في المقطعين.

وفي يوم المباراة، أظهرت مقاطع مصورة تحققت "رويترز" من صحتها مشجعين من فريق مكابي وهم يرددون عبارات معادية للعرب أمام النصب التذكاري الوطني في ساحة دام الرئيسية في أمستردام، منها عبارات بذيئة ضد فلسطين.

واتخذت الشرطة إجراءات أمنية لحراسة المكان، لكن تقارير وردت عن وقوع اشتباكات في محيطه.

وأعلنت جماعات هولندية مؤيدة للفلسطينيين عزمها تنظيم مظاهرة أمام الاستاد خلال المباراة، قائلة إن المباراة كان ينبغي إلغاؤها بسبب ما يُقال إنها جرائم حرب تشنها إسرائيل في غزة.

وتنفي إسرائيل ارتكاب جرائم حرب وتقول إنها تدافع عن نفسها وتتهم حركة حماس بالمسؤولية عن مقتل المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة.

وكانت السلطات الهولندية على علم بحالة الغضب بسبب الحرب في غزة، لكنها لم تجد سببا لإلغاء المباراة. وقالت هالسما، الجمعة، إن العلاقات بين مشجعي الفريقين جيدة بوجه عام.

ويرتبط أياكس بعلاقات قوية مع اليهود ويحمل مشجعوه أحيانا العلم الإسرائيلي في المباريات، كما أن لديه عددا كبيرا من المشجعين المسلمين.

ويمثل اليهود أقل من واحد بالمئة من سكان أمستردام، بينما يشكل المسلمون نحو 15 بالمئة من السكان.

وتتعهد الحكومة الهولندية المحافظة بتطبيق أشد التدابير الأوروبية صرامة للحد من الهجرة ورفض طالبي اللجوء.

وزادت الحوادث المتعلقة بمعاداة السامية في هولندا منذ أن شنت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة بعد هجمات حماس على بلدات إسرائيلية في أكتوبر من العام الماضي، وأبلغ عدد كبير من المنظمات والمدارس اليهودية عن تلقي تهديدات ورسائل كراهية.

وقررت رئيسة بلدية أمستردام نقل المظاهرة التي كانت الجماعات الهولندية تعتزم إقامتها اعتراضا على إقامة المباراة إلى مكان بعيد خوفا من وقوع مواجهة بين المتظاهرين ومشجعي كرة القدم، وهو ما ينظر إليه على أنه أكبر تهديد أمني.

وقالت جماعة إف-سايد، وهي الأكثر تعصبا بين مشجعي أياكس، إنه يجب الفصل بين السياسة وكرة القدم وإنهم "سيتدخلون إذا لزم الأمر".

وعملت شرطة مكافحة الشغب في الملعب على الفصل بين المجموعتين المتنازعتين ولم ترد سوى تقارير قليلة عن وقائع عند انتهاء المباراة في حوالي الساعة 11 مساء.

لكن قوات الأمن فقدت السيطرة على الوضع في وسط المدينة عندما اندلعت اشتباكات في منتصف الليل.

وبدأت الدعوات تنتشر في هولندا لاستهداف أنصار فريق مكابي، ما أدى إلى ما وصفتها رئيسة البلدية هالسما بأنها "اعتداءات كر وفر معادية للسامية".

ولم تتمكن الشرطة من إيقاف مجموعات المهاجمين بسهولة رغم عددهم القليل بسبب سرعة تحركهم.

وقالت الشرطة إنها جمعت نحو 200 من مشجعي مكابي في ساحة دام لحمايتهم ومرافقتهم إلى فنادقهم، لكن عددا كبيرا منهم تعرضوا للاعتداء في أماكن أخرى من المدينة، حيث فر الجناة بسرعة على دراجات نارية.

وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تحققت رويترز من صحتها جماعات تهاجم إسرائيليين وتركلهم بعد سقوطهم وتقذف بالألعاب النارية. وقال أحدهم في إحدى الحالات "هذه فلسطين. هذه غزة... الآن تعرف ذلك الشعور"، وردد عبارات بذيئة.

وأُطلق سراح معظم المعتقلين، وعددهم 63، في وقت لاحق في انتظار توجيه اتهامات إليهم.

وحظرت أمستردام المظاهرات، في مطلع هذا الأسبوع، ومنحت الشرطة سلطات الإيقاف والتفتيش الطارئة لمواجهة الاضطرابات.