إسرائيل تشوش على إشارات نظام تحديد المواقع استعدادا لهجوم إيراني محتمل
إسرائيل تشوش على إشارات نظام تحديد المواقع استعدادا لهجوم إيراني محتمل

استيقظ الإسرائيليون، الخميس، في تل أبيب ليجدوا أن تطبيقات الخرائط على هواتفهم تشير إلى أنهم في العاصمة اللبنانية بيروت، على بعد حوالي 200 كيلومتر شمالا، مما أدى إلى عرقلة عمل سائقي سيارات الأجرة وأخرجت تطبيقات توصيل الطعام عن الخدمة بشكل مؤقت.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، عمد الجيش الإسرائيلي إلى تشويش إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتلاعب بها، بينما تستعد البلاد لرد محتمل من قبل إيران أو إحدى الميليشيات المتحالفة معها بسبب الغارة الجوية التي استهدفت، الاثنين، مبنى دبلوماسي إيراني في سوريا، وأودت بحياة جنرال إيراني كبير و6 مسؤولين عسكريين آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، الذي يمكن استخدامه لإرباك أنظمة الاستهداف في الأسلحة، "كان جزءا من جهد لحماية البلاد".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الخميس: "بدأنا اليوم تشويش نظام تحديد المواقع العالمي من أجل تحييد التهديدات".

وأضاف: "نحن ندرك أن هذا التشويش يسبب إزعاجا، لكنه أداة أساسية وضرورية في قدراتنا الدفاعية".

"ليست المرة الأولى"

وبحسب التقرير، ليست هذه المرة التي تشوش فيها إسرائيل على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، منذ اندلاع حربها مع حماس في السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أنها لجأت إلى العملية بشكل رئيسي في شمال البلاد، حيث تتبادل الضربات مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران.

كما قامت أيضا بالتشويش على النظام في جنوب إسرائيل، خاصة حول مدينة إيلات، التي كانت هدفا الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار من قبل الميليشيات اليمنية والعراقية المدعومة من إيران، وفقا لإيجال أونا، المدير العام السابق للمديرية السيبرانية الوطنية الإسرائيلية.

واشتدت عمليات تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي، منذ غارة يوم الاثنين في دمشق، وامتدت إلى وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، حيث قال سائق سيارة أجرة إن تطبيق الخرائط الخاص به حدد موقعه في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. 

وفي جنوب البلاد، وفي القدس والضفة الغربية، قامت أجهزة تحديد المواقع (GPS)، هذا الأسبوع بوضع المستخدمين في القاهرة.

كيف تتم عملية التلاعب؟

ترسل أقمار نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إشارات راديو إلى أجهزة استقبال GPS، وتقوم هذه الأخيرة بتفسير هذه الإشارات لحساب الموقع الدقيق.

وتتم عملية التشويش على "جي بي اس"، باستخدام إشارة راديو أقوى تطغى على إشارات الأقمار الصناعية وتحجبها. هذا يؤدي إلى عدم قدرة جهاز استقبال GPS على تحديد الموقع الجغرافي.

أما التلاعب من خلال إظهار موقع مختلف عن الموقع الحقيقي، فيتم باستخدام موجات "جي بي اس" معدلة، حيث يتم إرسال نقطة موقع مختلفة عن عن قصد.

وتقول أوجال إنا، إن قوات الأمن الإسرائيلية تستخدم ممارسة تسمى التلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS spoofing)، والتي تتداخل مع أجهزة استقبال GPS مثل تلك الموجودة في الهواتف الذكية وتزيف الموقع الفعلي للجهاز، ويمكن أن تحول مسار الأسلحة الموجهة بنظام GPS مثل الطائرات بدون طيار. 

وبحسب تقرير الصحيفة، استخدمت أوكرانيا أيضا عملية التلاعب ضد الطائرات الروسية بدون طيار في الحرب الدائرة بينهما، موضحا أنه يمكن للإشارات المزيفة إما تحويل مسار الطائرة بدون طيار عن المسار المقصود، أو خداع الطائرة - التي غالبًا ما تكون من طراز مدني - بجعلها تعتقد أنها دخلت منطقة محظورة أو منطقة حظر طيران، مما يتسبب في سقوطها.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو

أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عزمه إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، "حالة من الجدل والتوتر" داخل المؤسسة الأمنية، وفق ما ذكرت قناة "مكان" الإسرائيلية.

ونقلت القناة عن مصدر داخل الجهاز الأمني، أن النزاع العلني بين نتانياهو وبار "غير مسبوق، ويمثل ضربة معنوية لجميع العاملين في الجهاز".

وصرح نتانياهو، الأحد، أنه قرر التقدم إلى الحكومة بمقترح قرار لإقالة بار، "بسبب انعدام الثقة المستمر".

وأشار نتانياهو، في بيان مصور موجه للإسرائيليين، إلى أنه "يجب على رئيس الوزراء أن يضع ثقته الكاملة في رئيس الشاباك. لكن للأسف، الوضع هو العكس"، وذلك بينما تخوض إسرائيل "حربا وجودية.. على 7 جبهات"، كما وصفها.

يأتي التحرك نحو إقالة بار ضمن سلسلة من التغييرات التي ضغط نتانياهو لتنفيذها، والتي شملت مسؤولين أمنيين كبارًا لهم علاقة بإخفاقات هجوم 7 أكتوبر.

وعلى الرغم من ذلك، فإن "القرار يُنظر إليه على أن له دوافع سياسية أكثر من كونه قرارًا إداريًا، حيث لم يتبقَ من المسؤولين خلال تلك الفترة (أكتوبر 2023) إلا نتانياهو نفسه"، وفق "مكان".

وتعليقا على إعلان نتانياهو، أصدر رئيس الشاباك بيانا شديد اللهجة، انتقد فيه مطالبة رئيس الوزراء بـ"ولاء شخصي"، معتبرا أن هذا "يتعارض مع المصلحة الوطنية وقانون الشاباك".

كما أكد أن الجهاز الأمني "يجب أن يظل مؤسسة وطنية غير خاضعة للتجاذبات السياسية".

ويرى مراقبون، وفق مكان، أن هذه الخطوة "تأتي ضمن جهود نتانياهو لتغيير قادة الأجهزة الأمنية والقضائية الذين شككوا في إدارته للأزمة الأخيرة، مما يزيد من التوتر بين الحكومة والمؤسسات الأمنية".

والخلاف المتصاعد بين نتانياهو وجهاز "الشاباك"، يأتي في ظل "الضغوط المتزايدة على الجهاز، عقب تحقيق داخلي صدر في الرابع من مارس الجاري، بشأن الإخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى عدم منع هجمات 7 أكتوبر.

وحسب التقرير، فقد "فشل الشاباك في تقديم تحذيرات دقيقة قبل الهجوم، رغم توفر إشارات استخباراتية مسبقة".

وألقى الجهاز باللوم جزئيًا على الجيش الإسرائيلي، بسبب ضعف التنسيق الاستخباراتي.

كما انتقد التقرير السياسات الحكومية، التي "سمحت بتدفق الأموال القطرية إلى غزة"، معتبرًا أن ذلك كان "جزءًا من التوجه الذي أدى إلى تعاظم قوة حماس العسكرية".