الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مغادرة كافة الألوية لجنوبي قطاع غزة الليلة الماضية، عدا لواء واحد مهمته تتمثل في منع المدنيين الفلسطينيين من العودة إلى شمالي القطاع.

وذكرت وكالة رويترز، أن متحدثا للجيش كشف عن "سحب كل القوات البرية من جنوبي قطاع غزة، ما عدا كتيبة واحدة"، دون إيضاح أي تفاصيل أخرى.

فيما نقل مراسل "الحرة" عن مسؤول بالجيش الإسرائيلي، أن "الفرقة 98 بألويتها الثلاثة غادرت مدينة خان يونس الليلة الماضية، بعد انتهاء العملية هناك، إثر قتال دام 4 أشهر".

وبذلك لا يبقى في جنوب القطاع "سوى لواء ناحال، الذي يقوم بمهمة تأمين ممر نيتزر، وذلك لمنع المدنيين من العودة إلى شمالي القطاع".

وأوضح المسؤول في إيجاز خاص بعد انسحاب الفرقة 98 من خان يونس: "المرحلة المقبلة من القتال ستكون من الخارج وليس من داخل القطاع.. لقد استنفدت عمليتنا في خان يونس نفسها".

FILE PHOTO: Israeli military participates in a drill near Israel's border with Lebanon in northern Israel
حرب غزة تسلط الضوء على حجم صادرات الأسلحة الأميركية لإسرائيل
تعتبر الولايات المتحدة المصدر الأكبر التي تزود إسرائيل بالأسلحة والذخائر بمليارات الدولارات، إذ تعتبر واشنطن مسؤولة عن حوالي 70 في المئة من الأسلحة التي وصلت لإسرائيل خلال الأعوام 2019 و2023، وفقا لبيانات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام "سيبري".

كما أشار إلى أنه بعد 4 أشهر من القتال، "فككت الفرقة 98 لواء حماس في خان يونس وقُتل آلاف المسلحين، وتم تدمير أكثر من 30 ألف متر من الأنفاق تحت الأرض، معظمها من الأنفاق والبنى التحتية الاستراتيجية".

وقال إن الجيش يمكنه العودة إلى المدينة "حسب الحاجة العملياتية"، مضيفًا: "لا تزال هناك قوات في غزة، والفرقة رقم 162 تواصل نشاطها العملياتي شمالي القطاع بأسلوب الغارات الذي أثبت جدارته".

ووصل عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة منذ بدء المعارك البرية إلى 604 قتلى، بعد الإعلان عن مقتل 4 جنود الأحد.

والسبت، أفاد مصدر أمني لمراسلة الحرة في القاهرة، بأن جولة مفاوضات جديدة ستنعقد، الأحد، بالعاصمة المصرية لبحث سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما تم الاتفاق عليه حتى الآن بين الوسطاء.

وأضاف المصدر أن المباحثات ستُعقد بحضور مدير المخابرات المصرية، عباس كامل، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقالت حركة حماس، السبت، إن وفدا برئاسة، خليل الحية، سيتوجه إلى القاهرة، الأحد، للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكررت حماس مطالبها التي اقترحتها في 14 مارس قبل موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار في 25 مارس، يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاء في البيان أن المطالب تشمل "وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل جدية" للمعتقلين الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل أوقع 1170 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

وردت إسرائيل بشن حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق بقطاع غزة، مما تسبب بمقتل 33137 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع، وخلف دمارا هائلا وكارثة إنسانية خطيرة.

ضباط إسرائيليون
ضباط إسرائيليون

أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، بتوبيخ رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بيندر، على خلفية قيامه بانتقاد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بنقل سكان قطاع غزة وتولي الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن كاتس شدد أنه "لن يكون هناك وضع يعبر فيه ضباط الجيش الإسرائيلي عن أنفسهم ضد الخطة المهمة للرئيس الأميركي ترامب بشأن غزة، وضد تعليمات القيادة السياسية".

وأضاف كاتس، وفقا للصحيفة، أنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للمضي قدما في تنفيذ خطة ترامب.

بدوره أصدر بيندر بيانًا أوضح فيه أنه لم يُدلِ بتصريحات ضد خطة ترمب بشأن غزة، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الاستخبارات العسكرية، يخضع بالكامل لتوجيهات المستوى السياسي.

أوضح بيندر أن تصريحاته السابقة كانت تتعلق بـ"التداعيات المحتملة لخطة غزة، بما في ذلك رؤية العدو من منظور أمني، والتوصيات بشأن العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي وفقا لذلك."

وكانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ذكرت أن بيندر أشار إلى أن من شأن الخطة أن تصعد التوتر في الضفة الغربية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المرتقب حلوله في غضون ثلاثة أسابيع.

كذلك حذر من اندلاع احتجاجات في العالم العربي، لا سيما في الأردن، حيث يمكن أن تعزز هذه الأحداث نفوذ حركة الإخوان المسلمين التي تهدد استقرار البلاد.

وكان ترامب اقترح أن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور في غزة من إسرائيل وتنشئ "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى منها مصر والأردن.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاقتراح واصفا إياه بأنه "الخطة المبتكرة الأولى التي تطرح منذ سنوات"، بينما أوعز كاتس "ببدء التحضير لخطة إعادة توطين سكان غزة وتأمين ممرات برية جوية وبحرية للراغبين بالرحيل".