أنظمة الدفاع الجوي في إسرائيل في حالة تأهب. أرشيفية
أنظمة الدفاع الجوي في إسرائيل في حالة تأهب. أرشيفية

تبيانت المواقف داخل حكومة الحرب التي يرأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حيال التعامل مع الهجوم الإيراني على إسرائيل. 

وفي حين دعا التيار المعتدل داخل الحكومة، بما في ذلك عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، لأتباع نهج متوازن لتجنُّب التصعيد، تمسك أعضاء اليمين المتشدد بضرورة الرد على الهجوم باستعراض القوة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأوردت وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن "حكومة الحرب تؤيد الرد على إيران، لكنها منقسمة بشأن توقيت الرد ونطاقه".

وأشارت الوكالة إلى أن الحكومة المكونة من خمسة أعضاء، عقدت اجتماعا، الأحد، ومن المتوقع أن تجتمع مجددا لإجراء مزيد من المباحثات.

ويتمتع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس بصلاحيات اتخاذ القرار في حكومة الحرب.

عشرات المسيرات والصواريخ أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل
بعد أول هجوم إيراني مباشر على إسرائيل.. كيف سيتصرف المجتمع الدولي إزاء طهران؟
ردود فعل وإدانات دولية واسعة ترتبت على الهجوم الجوي الذي نفذته إيران على إسرائيل، بينما دعت تكتلات سياسية واقتصادية دولية إلى اجتماعات عاجلة لبحث الهجوم وتداعياته، ما طرح تساؤلات عن الموقف الدولي المتوقع تجاه إيران

 
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن غانتس قوله إنه "يجب على إسرائيل تعزيز "التحالف الاستراتيجي والتعاون الإقليمي" الذي سمح لها بالصمود في وجه الهجوم الإيراني". في إشارة محتملة لكيفية رد إسرائيل.

وأضاف: "حتى اليوم، يجب أن نتذكر أننا لم ننه بعد مهامنا، وعلى رأسها عودة الرهائن وإزالة التهديد الذي يواجه سكان الشمال والجنوب".

وذكرت الصحيفة أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتامار بن غفير، طالب في كلمة مصورة خلال نهاية الأسبوع بهجوم "مضاد ساحق".

وأشارت إلى أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أعاد خطاب بن غفير، الذي أصر في كلمته المصورة، على أن الوقت الآن هو الوقت المناسب لـ"استعادة الردع".

وجاءت هذه التصريحات بعد أن أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، أن بايدن أبلغ نتانياهو بأنه سيعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران، وأن الولايات المتحدة لن تنضم إلى أي هجوم من هذا القبيل. 

وذكرت الصحيفة أن سكرتير مجلس الوزراء الإسرائيلي، يوسي فوكس، تحدث نيابة عن نتانياهو، ودعا أعضاء الحكومة إلى عدم الإدلاء بتصريحات علنية حول إيران والولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن أعضاءً آخرين في المجلس الوزاري المصغر، أصدروا بالإضافة إلى بن غفير وسموتريتش، تصريحات داعية للرد على إيران في أعقاب الهجوم.

ونقلت الصحيفة عن وزير التعليم في حزب الليكود، يوآف كيش، قوله إنه "بهدوء وحكمة، حان الوقت للهجوم"، بينما دعا عضو الكنيست عن حزب الأمل الجديد والوزير السابق جدعون ساعر، إلى التركيز على "هزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن".

وذكرت الصحيفة أن بعض أعضاء الكنيست من الصقور، كانوا أكثر حذرا من المعتاد في ردهم، ودعوا الحكومة إلى التحرك، لكنهم لم يصلوا إلى حد المطالبة بتوجيه ضربة فورية لإيران نفسها".

في المقابل، يرى عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، يفغيني سوفا، أن "إظهار الضعف لن يجعلك تتمكن من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في الشرق الأوسط".

بيما قال المتحدث باسم عضو الكنيست، ماتان كاهانا، من حزب الوحدة الوطنية في رسالة عبر واتساب: "علينا الرد لأنهم في منطقتنا لا يفهمون سوى القوة".

وأضاف "سنحدد متى وكيف وأين، وسيكون ذلك متوافقا مع مصالح دولة إسرائيل".

ونقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن عضو الكنيست، دان إيلوز، من حزب الليكود قوله إن "على إسرائيل الرد بشكل حاسم، ولكن أيضا وفقا لشروطنا".

وأشار أحد المطلعين على حزب الليكود، بعد أن اشترط عدم الكشف عن هويته، إلى أن "المشاعر داخل الليكود تؤيد في الغالب توجيه ضربة انتقامية، لكن لا يوجد إجماع عن ذلك".

وقال إن: "الأشخاص الثلاثة الذين سيتخذون القرار هم غالانت وغانتس ونتانياهو".

وبحسب الصيحفة فإن هذا يعني أن "مجلس الوزراء الحربي، الذي اجتمع بعد ظهر الأحد، لن يضطر إلى العودة إلى مجلس الوزراء الأمني للحصول على الموافقة على القرارات، وبالتالي تبسيط العملية عندما تكون هناك حاجة إلى قرارات سريعة".

بدورها، ترى رئيسة حزب العمل المنتهية ولايتها، ميراف ميخائيلي، أن "دور حلفاء إسرائيل في إحباط الهجوم أثبت مرة أخرى مدى أهمية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة والدول الأخرى".

وأضافت "لا تدعوهم يختبئون وراء الكلمات العدائية ويقودوننا إلى حرب إقليمية رهيبة لا تنتهي أبدا"، مشيرة إلى أن "مثل هذه الحرب تهدف إلى خدمة نتانياهو، وليس دولة إسرائيل". 

وتابعت "هذا الوقت المناسب للاستفادة من الزخم للتوصل إلى اتفاق إقليمي يوقف الحرب ويعيد رهائننا إلى وطنهم".

وبحسب الصحيفة، فقد رفض متحدث باسم زعيم المعارضة، يائير لابيد، التعليق على رد فعله المفضل على الهجوم الإيراني، على الرغم من أن لابيد قام بالتغريد بأن "العالم أقوى عندما نقف متحدين ضد تهديد الإرهاب والتطرف والنظام المتعصب في إيران".

وردا على سؤال حول سبب بقاء لابيد في الولايات المتحدة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع أن آخر اجتماع له مع مسؤول أميركي كان الخميس، أكد المتحدث أنه "في طريق العودة إلى إسرائيل"، لكنه لم يقدم تفاصيل عن أنشطته خلال عطلة نهاية الأسبوع.

قافلة من الصليب الأحمر تستعد لاستلام الرهائن الثلاثة (رويترز)
قافلة من الصليب الأحمر تستعد لاستلام الرهائن الثلاثة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت،  استعداده لاستقبال ثلاثة رهائن سيتم الإفراج عنهم من قبل حركة حماس في إطار عملية تبادل تشمل الإفراج عن 183 فلسطينيًا من سجون إسرائيل. 

وتأتي هذه الخطوة كجزء من خامس عملية تبادل منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، والذي دخل حيز التنفيذ بعد حرب استمرت 15 شهرًا.

وأكدت إسرائيل ومنتدى عائلات الرهائن أن الرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم هم: أور ليفي (34 عامًا)، وإيلي شرابي (52 عامًا)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عامًا).

وفي قطاع غزة، انتشر عشرات من مسلحي حركة حماس الملثمين في منطقة دير البلح، حيث أقامت الحركة منصة رفعت عليها صور آليات عسكرية إسرائيلية مدمرة، بالإضافة إلى أعلام الحركة وصور عناصر لها قضوا في القتال. 

كما ركنت شاحنات بيك آب بيضاء تابعة لحماس في المكان استعدادًا لعملية الإفراج، حسب وكالة فرانس برس.

شاشة عملاقة.. وانتظار

وفي تل أبيب، تجمع مئات الأشخاص في "ساحة الرهائن" لمتابعة البث المباشر لعملية الإفراج، حيث نُصبت شاشة عملاقة تعرض العد التنازلي للأيام والساعات منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى اختطاف الرهائن واندلاع الحرب.

وأما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، فسوف يتابع عملية التبادل من الولايات المتحدة، حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.

من جانبها، أفادت أماني السراحنة، المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني، بأن من بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم 18 شخصًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، و54 شخصًا بأحكام طويلة، و111 شخصًا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.

تقرير: الجيش الإسرائيلي يبدي شكوكا حول خطة ترامب بشأن غزة
أفاد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، أن قيادة الجيش الإسرائيلي أبدت شكوكًا بشأن إمكانية تنفيذ خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشأن غزة، مشيرةً إلى أن نجاحها يعتمد على عاملين رئيسيين غير متوفرين حاليًا، وهما رغبة سكان غزة في الهجرة، واستعداد دول لاستقبالهم.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تطبيقه في 19 يناير، على الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين، مع وقف العمليات القتالية. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تشمل الأولى الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1900 معتقل فلسطيني.

وحتى الآن، تمت أربع عمليات تبادل، أُطلق خلالها سراح 18 رهينة و600 معتقل فلسطيني.

وأدت الحرب التي اندلعت بعد هجوم 7 أكتوبر إلى مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفقًا لإحصاءات رسمية. بينما قُتل في غزة أكثر من 47 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.