استخدام هذا النوع من الأسلحة بدأ في عام 1999 خلال حرب الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة في كوسوفو
استخدام هذا النوع من الأسلحة بدأ في عام 1999 خلال حرب الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة في كوسوفو

في خطوة تهدف للضغط على إسرائيل أقدمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تعليق شحنة قنابل قوية لإسرائيل بالتزامن مع شن الجيش الإسرائيلي عمليات جديدة في مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين من قطاع غزة.

وتهدد إسرائيل منذ عدة أسابيع باجتياح شامل لرفح وقالت إن ذلك يستهدف هزيمة الآلاف من مسلحي حماس المتحصنين هناك لكن دولا غربية والأمم المتحدة تحذر من أن هجوما شاملا على رفح سيتسبب في كارثة إنسانية.

وتعد خطوة تعليق شحنة القنابل الأميركية العلامة الأكثر وضوحا للخلاف المتزايد بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإدارة الرئيس جو بايدن، والتي دعت إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية أرواح المدنيين في غزة.

وبدأت إدارة بايدن في أبريل الماضي بمراجعة الشحنات المستقبلية للمساعدات العسكرية، حيث بدا أن حكومة نتانياهو تقترب من غزو رفح رغم أشهر من معارضة البيت الأبيض لذلك.

وقال مسؤول بارز في الإدارة، الثلاثاء، إن قرار إيقاف الشحنة اتخذ الأسبوع الماضي، وسيدخل حيز التنفيذ بشكل نهائي في وقت لاحق.

وسيكون ذلك أول تأخير من نوعه لإيصال أسلحة منذ أن قدمت إدارة بايدن دعمها الكامل لإسرائيل بعد هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر. وواشنطن هي أقرب حليف لإسرائيل ومزودها الرئيسي بالأسلحة.

قنابل ذكية

تتكون الشحنة من 1800 قنبلة تزن 900 كيلوغرام، و1700 قنبلة تزن 225 كيلوغراما، بحسب المسؤول الذي تحدث لصحيفة "وول ستريت جورنال" شريطة عدم الكشف عن هويته.

وقال المسؤول إن واشنطن تركز "بشكل خاص على الاستخدام النهائي للقنابل التي يبلغ وزنها 900 كيلوغراما والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في المناطق الحضرية المزدحمة كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة".

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي القول إن هناك العديد من صفقات الأسلحة الأخرى مع إسرائيل التي تراجعها وزارة الخارجية الأميركية، بما في ذلك توريد معدات "JDAM" التي تحول "القنابل الغبية" إلى أسلحة دقيقة.

في الأسابيع الأخيرة، أجرت واشنطن بهدوء تغييرات على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، حيث مضت قدما في بيع ما يصل إلى 6500 من معدات "JDAM"، وفقاً لمسؤولين مطلعين على الصفقة المقترحة. 

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الكونغرس علم لأول مرة في يناير بالصفقة المقترحة، والتي تصل قيمتها إلى 260 مليون دولار، لكن إدارة بايدن لم تمضي قدما فيها منذ ذلك الوقت. 

وقال مسؤول كبير في الإدارة إن وزارة الخارجية الأميركية تجري مراجعة لعملية البيع.

وأكد مسؤولون أميركيون إن تلك الصفقات المحتملة تشمل تحويل 700 مليون دولار من ذخائر الدبابات عيار 120 ملم، و500 مليون دولار من المركبات التكتيكية، وأقل من 100 مليون دولار من قذائف الهاون عيار 120 ملم. 

ما هو "JDAM"

قالت أربعة مصادر لصحيفة "بوليتيكو" إن شحنات الأسلحة، التي تأخر تسليمها لأسبوعين على الأقل، تشمل ذخائر هجوم مباشر مشترك "JDAM" تصنعها بوينغ، والتي تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القُطر.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية مطلع على العملية لصحيفة بوليتيكو إنه في حين أن إدارة بايدن لم تنكر رسميا عملية البيع المحتمل، إلا أنها تتخذ إجراءات من خلال التقاعس أو تأجيل الموافقات والجوانب الأخرى لعملية نقل الأسلحة، لإرسال رسالة إلى إسرائيل.

ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تؤجل فيها واشنطن صفقة بيع أسلحة محتملة لإسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر، بحسب الصحيفة.

وقال أحد كبار مساعدي الكونغرس وشخصين آخرين مطلعين على الحادثة إن الذخائر كانت جاهزة للشحن إلى إسرائيل عندما وردت أنباء عن تعليقها. 

وقال شخص ثالث، وهو مسؤول في صناعة الأسلحة، إن الإدارة طلبت من شركة بوينغ وقف الشحنة منذ تعليق الموافقة "لأسباب سياسية"، وليس بسبب ضغوط سلسلة التوريد.

وقال مساعد آخر في الكونغرس إن القضية، المصنفة على أنها عملية بيع تجاري مباشر بين إسرائيل والمقاول الذي يتطلب موافقة الإدارة، "تم تأجيلها".

وذخيرة الهجوم المباشر المشترك "JDAM" التي تنتجها شركة بوينغ، هي عبارة عن مجموعة أدوات توجيهية تحول القنابل غير الموجهة (الغبية) إلى ذخائر "ذكية" دقيقة التوجيه بالاستعانة بأنظمة توجيه متطورة وكذلك نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس".

يعمل "JDAM" على تحسين دقة القنابل غير الموجهة في أية ظروف جوية ما يتيح للطائرات استخدام الأسلحة بدقة ضد الأهداف الأرضية الثابتة والتي يصعب اختراقها.

بدأ استخدام هذا النوع من الأسلحة في عام 1999 خلال حرب الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة في كوسوفو، قبل أن يجري تكثيف استخدامها في حرب الخليج الثانية عام 2003.

أفراد من الجيش الإسرائيلي - رويترز
أفراد من الجيش الإسرائيلي - رويترز

بعد أن اتهم إسرائيل بتنفيذ "تطهير عرقي" في شمال قطاع غزة الفلسطيني، عاد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون، للإدلاء بتصريحات نارية جديدة ردا على منتقديه، معتبرا أن جيش بلاده "لم يعد الأكثر أخلاقية في العالم".

وصرح يعلون في حديث للقناة 12 الإسرائيلية، نشرت تفاصيله بالإنكليزية صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أنه لن يتراجع عن تعليقاته التي اتهم فيها إسرائيل بتنفيذ "تطهير عرقي" شمالي غزة.

وأضاف أنه لم يعد يعتبر أن الجيش الإسرائيلي "هو الأكثر أخلاقية في العالم.. من الصعب علي قول ذلك"، مرجعا ذلك إلى "تدخل السياسيين الذين يفسدون الجيش".

ولاقت تصريحات وزير الدفاع الأسبق حول "التطهير العرقي" هجوما وانتقادات حادة في الأوساط الإسرائيلية.

وكتب وزير الخارجية جدعون ساعر، في منشور على منصة "إكس"، إن "التصريحات غير المسؤولة للوزير السابق موشيه يعلون غير صحيحة وتُسيء لسمعة إسرائيل، وأدعوه إلى التراجع عنها".

فيما قال وزير الأمن القومي، اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، إن " تصريحات يعلون عن التطهير العرقي في غزة كاذبة وخيالية وخطيرة وتشوه صورة إسرائيل حول العالم. يعلون الذي كان وزيراً للدفاع ورئيساً لأركان الجيش يعلم أن الجيش الإسرائيلي أكثر الجيوش أخلاقية".

أما حزب الليكود الذي يترأسه بنيامين نتانياهو، فاعتبر أن "يعلون فقد صوابه وبوصلته منذ زمن طويل، وتصريحاته الكاذبة هي مكافأة لمحكمة الجنايات الدولية ولمعسكر كارهي إسرائيل".

وكانت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، قد قالت في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن معظم النازحين في قطاع غزة "يعيشون في خيام تفتقر إلى الأساسيات، وسط نقص حاد في الغذاء والمستلزمات الضرورية".

وأضافت أن الوضع في شمال غزة "يزداد تدهورا"، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في المواد الطبية والمياه والغذاء، داعية إلى تحسين الظروف الإنسانية بشكل عاجل.

وأكدت أن المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في الأدوية، في الوقت الذي تزدحم فيه بالمرضى والمصابين بجروح خطيرة وأشخاص يعانون من أمراض مزمنة، مما يزيد من تعقيد الوضع.