الانفجار وقع في قاعدة في صحراء النقب ـ صورة أرشيفية.
المحكمة العدل الدولية ستصدر قرارها الجمعة بشأن أمر إسرائيل بوقف إطلاق النار

قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الخميس، إن إسرائيل لن تُردع عن مواصلة حربها ضد حركة حماس، وذلك قبل يوم من إصدار محكمة العدل الدولية حكمها في طلب جنوب أفريقيا إصدار أمر بوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وأضاف المتحدث آفي هيمان للصحفيين، ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستمتثل لحكم محتمل ضدها من محكمة العدل الدولية غدا الجمعة "لا توجد قوة على الأرض يمكنها أن تمنع إسرائيل من حماية مواطنيها وملاحقة حماس في غزة".

وأعلنت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الخميس، أنها ستصدر قرارها الجمعة بشأن طلب جنوب أفريقيا توجيه أمر لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.

وتريد بريتوريا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بالوقف "الفوري" لجميع العمليات العسكرية في غزة، بما يشمل مدينة رفح التي باشرت عمليات برية فيها في 7 مايو رغم معارضة المجتمع الدولي.

واتخاذ قرار لصالح بريتوريا سيكون بمثابة ضربة جديدة لإسرائيل بعدما طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وثلاثة من من قادة حماس هم إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، بتهمة ارتكاب جرائم مفترضة في قطاع غزة وإسرائيل.

وتطالب جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات طارئة في انتظار النظر في جوهر القضية، وهو اتهام إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

وكانت المحكمة أمرت إسرائيل في يناير ببذل كل ما في وسعها لمنع أي عمل من أعمال الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

لكنها لم تذهب إلى حد إصدار أمر بوقف إطلاق النار. وترى بريتوريا أن تطور الوضع على الأرض وخصوصا العمليات في رفح، يتطلب أمرا جديدا من محكمة العدل الدولية.

وتدور الحرب بين إسرائيل وحماس منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ومن بين 252 شخصا تم احتجازهم رهائن يوم الهجوم، لا يزال 124 محتجزين في غزة، من بينهم 37 لقوا حتفهم، وفقا للجيش.

ودمر الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق قطاع غزة، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35800 أشخاص، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس.

من آثار قصف إسرائيلي بقطاع غزة - أرشيف

كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، نقلاً عن "مسؤولين مطلعين" تفاصيل مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي سُلمت لحماس وإسرائيل ليلة الأحد.

وبحسب المسودة، فسيتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 رهينة، سواء كانوا أحياء وأموات، علما أن معظمهم على قيد الحياة.

قوائم ومراحل

وتشمل قائمة الرهائن مجندات ونساء ورجال فوق سن الخمسين، ومرضى وجرحى. فيما سيتم إطلاق سراح آخر الرهائن في آخر المرحلة الأولى التي ستدوم 42 يوما. 

وبحسب المصدر نفسه، سوف تبدأ عمليات الإفراج في اليوم الأول من وقف إطلاق النار. كما من المقرر أن يتم إطلاق سراح نحو 1300 سجين فلسطيني، بينهم مئات المحكومين بالسجن المؤبد. ومن المتوقع أن يتغير العدد وفقاً لقائمة الرهائن التي تقدمها حماس. 

وفي نهاية المرحلة الأولى سيجري الانسحاب من "محور فيلادلفيا"، وهي المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وتعتبر من المناطق الاستراتيجية التي كانت تشهد في السابق العديد من المواجهات العسكرية والصراعات.

وخلال المرحلة الأولى، ستجرى مفاوضات بشأن المرحلة الثانية ووقف إطلاق النار الدائم.

وفي هذه المرحلة، سيتم إطلاق سراح بقية الرهائن، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، ويتعلق الأمر ببقية الرهائن من الرجال والجنود فضلا عن الجثامين. وفي الوقت نفسه، سيتم الإفراج بشكل جماعي عن سجناء فلسطينيين، بالتزامن مع استمرار انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

وتتواصل محادثات وقف إطلاق النار بغزة في الدوحة، الاثنين، في ظل حديث عن إحراز "بعض التقدم" نحو إمكانية التوصل لاتفاق مع حماس بوساطة قطرية وأميركية. 

وفي غضون ذلك، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات مع كبار المسؤولين حول التطورات المتعلقة بالمحادثات.

وقال مصدر إسرائيلي، إنه "لن نخرج من غزة حتى يتم الإفراج عن كافة الرهائن. نحن نحافظ على الأصول الاستراتيجية لنتمكن من إتمام المفاوضات حتى نهايتها".

محادثات ولقاءات

والاثنين، استقبل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مكتبه بقصر لوسيل، وفدًا من حركة حماس برئاسة خليل الحية، وذلك في إطار الجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة.

وخلال اللقاء، تمت مناقشة آخر المستجدات بشأن مفاوضات التهدئة في القطاع.

وفي سياق متصل، التقى الأمير وفدًا أميركيًا رفيع المستوى يضم ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وبريت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي.

وناقش الاجتماع الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى التحركات القطرية والأمريكية المشتركة لإنهاء الحرب في غزة.

وتلقى أمير قطر اتصالاً هاتفيًا من الرئيس الأميركي جو بايدن جرت خلاله مناقشة مجريات المفاوضات لإنهاء الحرب على غزة.

وفي الإطار ذاته، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن أنطونيو غوتيريش تلقى اتصالًا من رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، حيث تم بحث تطورات مفاوضات التهدئة في غزة.