أبو سلمية يتحدث لرجال الصحافة والإعلام لدى عودته لغزة
أبو سلمية يتحدث لرجال الصحافة والإعلام لدى عودته لغزة

علقت مصلحة السجون الإسرائيلية، الثلاثاء، على مزاعم التعذيب وسوء المعاملة التي ساقها مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة، محمد أبو سلمية، عقب إطلاق سراحه.

في بيان خاص لموقع قناة "الحرة"، قال المتحدث الرسمي باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، الثلاثاء، عبر البريد الإلكتروني، "نحن لسنا على علم بالادعاءات" التي تحدث عنها مدير مستشفى الشفاء.

ومع ذلك، يحق للسجناء والمعتقلين في مصلحة السجون الإسرائيلية تقديم شكوى يتم دراستها ومعالجتها بشكل كامل من قبل الجهات الرسمية، بحسب البيان.

وجاء في الرد أن "مصلحة السجون الإسرائيلية هي منظمة لتطبيق القانون تعمل بموجب أحكام القانون وتحت إشراف مراقب الدولة والعديد من الجهات الرسمية الأخرى".

وتابع البيان: "يتم احتجاز كافة السجناء وفقا للقانون. يتم تطبيق جميع الحقوق الأساسية المطلوبة بشكل كامل من قبل حراس السجن المدربين بشكل احترافي".

وكان أبو سلمية اتهم إسرائيل، الاثنين، "بالتعذيب"، بعد إطلاق سراحه إثر أكثر من 7 أشهر من الاحتجاز، في خطوة سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي للتنديد بها.

وبجانب عشرات من السجناء الفلسطينيين، أطلق سراح أبو سلمية مما أدى لتبادل اتهامات بين المسؤولين الإسرائيليين.

وفي أول تصريح له عقب الإفراج عنه وعودته لقطاع غزة، أكد أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي أن "الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب.. الكثير من الأسرى توفوا في مراكز التحقيق".

وأضاف: "اعتدوا علينا بالكلاب البوليسية، بالهراوات، بالضرب، سحبوا منا الفراش والأغطية". ووفقا لأبو سلمية "لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يوميا".

وتتهم إسرائيل حماس التي تحكم قطاع غزة منذ العام 2007، باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية وهو ما تنفيه الحركة.

وقال الجيش في وقت سابق عن أبو سلمية: "تحت قيادته كان المستشفى مسرحا للعديد من الانشطة الإرهابية لحماس".

وكان جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" قال في بيان، الاثنين، إنه تكلف إلى جانب الجيش الإسرائيلي "بإطلاق سراح عشرات السجناء من أجل توفير أماكن في معتقل سدي تيمان"، المخصص لاحتجاز المعتقلين لفترات قصيرة.

وأضاف الجهاز في البيان أنه "نظرا للحاجة الوطنية التي حددها مجلس الأمن القومي فقد تقرر إطلاق سراح عدد من المعتقلين من غزة الذي يشكلون خطرا أقل، بعد تقييم واسع للمخاطر بين جميع المعتقلين".

العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس
العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس

تبحث إسرائيل إمكانية البقاء بمواقع محددة في جنوب لبنان، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي كان من المقرر أن تنسحب خلالها قواتها من جميع القرى والبلدات والمواقع الحدودية، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في أواخر نوفمبر الماضي.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن حكومة، بنيامين نتنياهو، توجهت بطلب لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشأن إمكانية بقاء الجيش الإسرائيلي في خمسة مواقع جنوبي لبنان.

وتطرح تساؤلات عن إمكانية اشتعال الحرب مجددا مع قرب انتهاء مهلة الشهرين وعن السيناريوهات المتوقعة في حال عدم انسحاب القوات الإسرائيلية.

ويقول الباحث والمحلل السياسي، طارق أبو زينب، إن "المخاوف تتزايد من احتمال انهيار الهدنة القائمة بين لبنان وإسرائيل في ظل تطورات تنذر بتصعيد محتمل".

خطوة استفزازية

وأشار في حديثه لموقع "الحرة" إلى أن طلب حكومة نتنياهو من إدارة ترمب السماح للجيش الإسرائيلي بالبقاء في خمسة مواقع جنوب لبنان "يُعد خطوة استفزازية وخطيرة تهدد استقرار الوضع الهش في المنطقة. هذا الطلب قد يثير حفيظة حزب الله الذي يعتبر أي وجود إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية تجاوزا صريحا للخطوط الحمراء، مما قد يدفع إلى رد فعل قد يشعل فتيل مواجهة أوسع".

وأضاف "ورغم أن احتمالات اندلاع حرب شاملة تبدو منخفضة في الوقت الراهن، إلا أن المخاطر تظل قائمة. القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب قد تكون كارثية، خاصة مع التحديات الإقليمية المتفاقمة".

ولفت أبو زينب إلى أن "السيناريو الأرجح حتى الآن هو استمرار التهدئة الهشة مع احتمالات التصعيد المحدود، كإطلاق صواريخ متفرقة من جنوب لبنان أو ضربات إسرائيلية محدودة تستهدف مواقع معينة، وهو ما يُستخدم من قبل الطرفين كرسائل تحذيرية متبادلة دون التورط في مواجهة شاملة".

وتابع "لكن هذا التوازن المؤقت قد ينهار في أي لحظة، خاصة إذا فشلت الجهود الدولية في احتواء الأزمة أو تغيرت الحسابات السياسية لأي من الطرفين".

كما تحدث عن قيام وسائل إعلام محسوبة على حزب الله ببث رسائل مكثفة خلال الأيام الأخيرة، تُبرز "جهوزية المقاومة" و"قدرتها على فرض معادلات جديدة"، وهو ما وصفه بـ"محاولة لتعبئة الحاضنة الشعبية لأي تطورات محتملة بعد انتهاء الهدنة".

وأفادت مراسلة "الحرة" في بيروت، الخميس، بأن لقاء سيعقد بين رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي، جيسبر جيفرز، ورئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان، ليزا جونسون.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، الخميس، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجتمع مساء اليوم لبحث مسألة انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وقالت إن الاجتماع يأتي "عقب طلب نتنياهو من ترمب السماح ببقاء الجيش في مواقع بجنوب لبنان".

ويطالب الجيش الإسرائيلي بتمديد بقائه بمناطق في الجنوب اللبناني، لمدة 30 يوما على الأقل لإنهاء ما وصفه بـ"المهام الأمنية الضرورية"، بحسب ما جاء في تقرير أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، الأربعاء.

الحرب قد تشتعل مجددا

ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، أن الحرب قد تشتعل مجددا في حال عدم انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وعودة حزب الله إلى القرى والمناطق الحدودية وإطلاقه الصواريخ على إسرائيل.

وقال في حديثه لموقع "الحرة" إن "القضية الأولى هي أن الجيش اللبناني لم ينتشر في جنوب لبنان كما كان مخططا له، وعليه إسرائيل لا تستطيع أن تنسحب من هذه المواقع (في الجنوب) طالما أن الجيش اللبناني لم ينتشر في كافة أنحاء الجنوب".

وأضاف "ثانيا كما سمعنا يوم أمس (الأربعاء) من قائد المنطقة الشمالية، فهناك خروقات جمة من قبل حزب الله، وهذه الأمور لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لأن حزب الله يخرق الاتفاق وربما يتهيأ للقيام بعمليات تخريبية" على حد وصف نيسان.

وتابع "ثالثا هناك كما عُلم أن إسرائيل توجهت إلى ترمب بطلب تمديد بقاء القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حتى يشعر السكان في شمال إسرائيل بالأمان، ولضمان عدم عودة مخربي حزب الله إلى القرى في جنوب لبنان، والاستعداد للقيام بعمليات تخريبية" على حد تعبيره.

ولفت إلى أنه "سنرى ماذا سيكون الرد الأميركي، خاصة أن الولايات المتحدة هي أحد أطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسمعت من بعض المتحدثين في حزب الله قولهم إن على إسرائيل أن تنسحب من جنوب لبنان، وإذا لم تنسحب فإن ما كان قائما خلال ستين يوما سيتغير".

وأشار "إذا حزب الله بدأ يهدد بإطلاق الصواريخ، وانهار اتفاق وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ستضربه في كافة المناطق اللبنانية".

وختم حديثه قائلا "إذا لم ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب، وحاول حزب الله الانتشار في الجنوب، فإسرائيل لن تقبل بذلك أبدا".