نيران تندلع في أعقاب الضربات في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون اليمنيون
الضربات هي الأولى التي أعلنتها إسرائيل ضد اليمن

كشف الجيش الإسرائيلي أن العملية التي نفذت في اليمن، السبت، أطلق عليها "اليد الطويلة" واستهدفت البنية التحتية للحوثيين ولم تكن موجهة ضد الشعب اليمني.

وفي سلسلة تغريدات على صفحته بمنصة "إكس" قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن "اليد الطويلة" ضربت أهداف الحوثيين في ميناء الحديدية في اليمن.

وأشار أدرعي إلى أن اليمن "دولة كبيرة لكن الإرهاب الحوثي يسيطر على جزء منها"، مشددا على أن إسرائيل " ليس لها أي نية لضرب الشعب اليمني" وأن تحركها "ضد الإرهاب الحوثي فقط" بحسب تعبيره.

وكشف أن الغارة استهدفت في منطقة الميناء "بنى تحتية مزدوجة الاستخدام للإرهاب ومن بينها بنية تحتية في مجال الطاقة". 

وعلى مدار الأشهر الأخيرة استهدف الحوثيون عشرات السفن وألحقوا أضرارًا في مسارات الملاحة البحرية العالمية، بحسب أدرعي، مضيفا " يتم توجيه وتمويل إرهاب الحوثيين من قبل إيران وهو يضر بحرية الملاحة وموانئ المنطقة وقناة السويس والتجارة العالمية كلها". 

ودعا أدرعي دول العالم التي تتضرر من "إرهاب الحوثي" الموجه من قبل إيران، بحسب تعبيره، أن تقف صفًا واحدًا في مواجهة ذلك.

وقال المسؤول الإسرائيلي إنه رغم غارة اليوم فإن المعركة لم تنته، إذ أن "الإرهاب الإيراني ووكلاءه على جميع الحدود سوف يجبرنا على مواصلة حماية دولتنا والعمل حيثما يتطلب ذلك".

وقال الجيش في بيان إن "مقاتلات (اسرائيلية) قصفت أهدافا عسكرية لنظام الحوثيين الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن ردا على مئات الهجمات التي طاولت دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة".

وأكد مسؤول إسرائيلي الغارة وقال إنها نُفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تم تشكيله لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

ونشر أدرعي صور ومقطع فيديو قال إنها من الاستعدادات في سلاح الجو وخاصة طائرات F15 قبل الانطلاق لشن الغارات في اليمن.

وشنت المقاتلات الإسرائيلية الغارات في ميناء مدينة الحديدة اليمنية السبت، وذلك غداة تبني المتمردين هجوما بمسيرة أسفر عن مقتل شخص واحد في تل أبيب. 

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الحوثي نُفذ "بمسيرة كبيرة جدا يمكنها التحليق مسافات طويلة". وقال إن المسيرة رُصدت لكن "خطأ بشريا" تسبب في عدم انطلاق منظومة التي تُشغَّل تلقائيا.

من جانب آخر، أظهرت لقطات مصورة اللحظات الأولى للآثار التي خلفتها الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع الحوثيين في مدينة الحديدة.

ويمكن ملاحظة ألسنة اللهب وعمود من الدخان الأسود تتصاعد من أحد المواقع المستهدفة، ويعتقد أنها منشأة نفطية تقع في مدينة الحديدة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون الموالون لإيران.

وهذه الضربات هي الأولى التي أعلنتها إسرائيل ضد اليمن التي يشن منها الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت في بيان إثر الضربات إن "دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن"، معتبرا أن "هذا الأمر تم إثباته بوضوح في لبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى. إذا تجرأوا على مهاجمتنا فالنتيجة ستكون هي نفسها".

وأكد غالانت، الذي سبق أن توعد بالرد على هجوم تل أبيب،  أن إسرائيل قصفت الحوثيين في اليمن لتوجيه رسالة محددة بعد أن ألحقوا الضرر بمواطن إسرائيلي، مضيفا في بيانه "إن النيران المشتعلة حاليا في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح".

وتابع "الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بقصفهم. وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".

وندد المسؤول الحوثي البارز محمد عبد السلام، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ"عدوان إسرائيلي غاشم". 

وأضاف أن الهجوم استهدف "منشآت مدنية وخزانات النفط ومحطة الكهرباء" في الحديدة من أجل "الضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة".

بدوره، أكد محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن من بينها الحديدة (غرب)، من جانبه، عبر منصة إكس إن اسرائيل "ستدفع ثمن" ضرباتها في اليمن.

وقالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في بيان نقله إعلام المتمردين، إن "غارات العدو" تسببت في سقوط قتلى وجرحى، من دون أن تشير الى حصيلة محددة.

ومنذ نوفمبر، يشن الحوثيون المدعومون من إيران هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وبعد أشهر من الهجمات على سفن قبالة اليمن وفي البحر الاحمر وخليج عدن، توعد الحوثيون بأن يجعلوا من تل أبيب "هدفا رئيسيا" في هجماتهم المقبلة.

يسد الناس طريق أيالون السريع في إسرائيل، خلال احتجاج لدعم الرهائن المختطفين
يسد الناس طريق أيالون السريع في إسرائيل، خلال احتجاج لدعم الرهائن المختطفين

قرر الجيش الإسرائيلي رفع مستوى الجاهزية القتالية في القيادة الجنوبية وتعليق الإيجازات العملياتية للقوات المقاتلة، مع تعزيز التمركز الدفاعي في المنطقة، تحسبا لأي تصعيد محتمل في قطاع غزة.

يأتي هذا القرار في ظل تقييمات عسكرية إسرائيلية ترجح تصعيد الأوضاع، خاصة مع استمرار تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل.

ويأتي ذلك بعد تصريح وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي أكد أن رفض حماس الإفراج عن الدفعة القادمة من المختطفين يمثل "خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار".

ووفقا لمصادر إسرائيلية، سيناقش الكابينت الأمني خلال جلسته اليوم خيارات التعامل مع الأزمة قبل نهاية الأسبوع. 

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى ممارسة ضغوط إضافية على حماس لإجبارها على تقديم تنازلات في المرحلة المقبلة من المفاوضات.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يدرس إدخال تعديلات على الفريق الإسرائيلي المفاوض، تشمل تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر كقائد جديد للمفاوضات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

كما يُتوقع أن يستعرض نتانياهو أمام وزرائه التفاهمات التي توصل إليها مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، التي تضمنت مناقشة خطة "النقل الطوعي" لسكان غزة، التي طرحها ترامب كجزء من رؤيته لحل الأزمة.

ووفقا للاتفاق المبرم، كان من المفترض أن يتم الإفراج عن تسعة مختطفين إسرائيليين خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، إضافة إلى استعادة جثامين ثمانية آخرين.

إلا أن القلق الرئيسي في إسرائيل، يدور حول احتمالية انهيار الصفقة بالكامل، حيث كان من المقرر بدء مفاوضات المرحلة الثانية بعد اليوم السادس عشر من تنفيذ الصفقة الأولى، وهو ما كان ينبغي أن يحدث الاثنين الماضي.

في ظل هذا التصعيد، دعت عائلات المختطفين الإسرائيليين الحكومة إلى التمسك بالاتفاق والسعي لتنفيذه دون اللجوء إلى أي إجراءات عسكرية قد تؤدي إلى انهياره، وشددت على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي بدلاً من تأجيج الوضع في غزة.