الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة العشرات في الجولان
اشتباكات متواصلة بين إسرائيل وحزب الله منذ 8 أكتوبر.

 قالت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية، السبت، إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 34 آخرون في قصف صاروخي على الجولان، واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بتنفيذه.

وقال جهاز "نجمة داود الحمراء" إن 10 أشخاص قتلوا في ضربة على مجدل شمس، لافتا إلى أن 17 من 34 جريحا هم في حالة حرجة، وثمة عشرة أطفال بينهم.

وأكدت الشرطة والجيش الإسرائيليان أن صواريخ أصابت عدة مواقع في مرتفعات الجولان، وأصاب أحدها بلدة مجدل شمس التي تقع على حدود لبنان والأردن.

وحمل الجيش حزب الله المسؤولية، في حين نفى الأخير إطلاق الصواريخ.

وقال الجيش إنه تم نشر مروحيات وسيارات إسعاف ووحدات عناية مركزة متنقلة في المنطقة.

وقال المسعف عيدان أفشالوم في بيان نشره الإسعاف الإسرائيلي "وصلنا إلى ملعب كرة قدم ورأينا دمارا وأغراضا تحترق وكان الجرحى ممددين على العشب".

وأفاد مراسل لفرانس برس أن مسعفين كانوا ينقلون جرحى على نقالات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس، مضيفا أن عددا من عناصر قوات الأمن الإسرائيلية انتشروا بسرعة في المنطقة.

وقالت الشرطة في بيان منفصل إن "ضباطا وفريق إزالة قنابل تابعا لشرطة المنطقة الشمالية يقومون حاليا بتأمين المنطقة لمنع أي خطر آخر على الجمهور".

وأفاد مراسل الحرة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أطلع على مجريات الهجوم في مجدل شمس بالجولان ويجري مشاورات في هذه الأثناء.

جاء الهجوم الصاروخي بعد أن أعلن مصدر أمني لبناني أن أربعة عناصر من حزب الله اللبناني المدعوم من إيران قتلوا السبت في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان.

وأكد حزب الله مقتل أربعة من عناصره. ويتبادل الحزب القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي مع الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في قطاع غزة إثر الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

ويقول حزب الله إن هجماته على إسرائيل تأتي دعما لحليفته حماس والفلسطينيين في قطاع غزة.

ويتبادل الجانبان منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر وابلا من الصواريخ وقذائف المدفعية والضربات الجوية يوميا في مواجهة لم تصل إلى حرب شاملة بعد.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل ما يقرب من 350 مقاتلا من حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني، بينهم مسعفون وأطفال وصحفيون، في حين قُتل عشرة مدنيين إسرائيليين وعامل زراعي أجنبي و20 جنديا إسرائيليا.

ورغم ذلك ومع استمرار إطلاق النار عبر الحدود، تتدرب القوات الإسرائيلية على هجوم محتمل في لبنان قد يزيد بشكل كبير من خطر نشوب حرب إقليمية أكبر ربما تتدخل فيها إيران والولايات المتحدة.

ومن جانبها، قالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، الأربعاء، إن إساءة التقدير على امتداد الحدود بين لبنان وإسرائيل يمكن أن تؤدي إلى حرب من شأنها أن "تشمل المنطقة بأكملها".

وأضافت أن سبل إنهاء الأعمال القتالية على امتداد الخط الأزرق "لا تكمن فحسب في لبنان".

احتجاجات لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تحرير باقي الرهائن ـ (ِAFP)
احتجاجات لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تحرير باقي الرهائن ـ (ِAFP)

تنظم عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، احتجاجات على الطريق السريع من تل أبيب إلى القدس، لمطالبة الحكومة بالإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وعدم تأخير إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة لاستئناف المرحلة الثانية من المفاوضات.

ومساء الإثنين، أغلق محتجون طريقا سريعا في تل أبيب، تعبيرا عن غضبهم من الحكومة، وسط مؤشرات عن إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المختطفين لدى حركة حماس في غزة، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وتأتي هذه الاحتجاجات تزامنا مع تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل، وفي أعقاب تهديد حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، بتأجيل الإفراج عن الدفعة التالية من الرهائن حتى إشعار آخر، متذرعة بانتهاك إسرائيل لشروط الاتفاق في مرحلته الأولى.

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن رفض حماس الإفراج عن الدفعة القادمة من المختطفين، يمثل "خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار".

ووفقا لمصادر إسرائيلية، يناقش الكابينت الأمني خيارات التعامل مع الأزمة، قبل نهاية الأسبوع.

وطالب منتدى عائلات الرهائن، في بيان، الإثنين، حكومة إسرائيل بـ"ألا تقع ضحية لمناورات الجماعة الإرهابية، وضمان عدم إغلاق الباب الذي فُتح".

وأضاف المنتدى أن "الصور المؤلمة التي شهدناها السبت الماضي"، حين أُطلق سراح 3 رهائن وهم في حالة هزال من غزة، "تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يجوز للحكومة تأخير المرحلة الثانية بأي حال، ناهيك عن تعريض الصفقة للخطر".

وتوجه المحتجون إلى الطريق السريع عقب انتهاء تجمع أمام متحف تل أبيب، المعروف حالياً باسم ساحة الرهائن، للاحتفال بالذكرى الـ24 لميلاد الرهينة ألون أوهيل، وذلك بعد يوم من تلقي عائلته أول دليل على بقائه حيا بعد أكثر من 16 شهراً من اختطافه، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأوهيل، الذي اختُطف من مهرجان نوفا للموسيقى في 7 أكتوبر 2023، غير مدرج في قائمة الرهائن المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة.

وكشفت عيديت، والدة أوهيل، الأحد، أن أحد الرهائن المحررين مؤخراً من غزة، أفاد بأن ابنها محتجز في نفق تحت الأرض تابع لحماس، مقيد الحركة، ويعاني من الجوع وإصابات غير معالجة بشظايا في كتفه وذراعه، فضلاً عن إصابة في عينه أدت إلى فقدان جزئي للبصر.

وفي مخاطبتها للمحتجين، انتقدت عيديت أوهيل ما اعتبرته "تباطؤ الحكومة في المحادثات للمضي قدماً في المراحل التالية من صفقة وقف إطلاق النار"، التي قد تؤدي إلى عودة ابنها.

وتساءلت قائلة: "كيف، بعد المشاهد التي رأيتموها، وبعد الشهادات التي سمعتموها من الناجين، تسمحون باستمرار هذا الواقع؟ كيف لم يجتمع المجلس الوزاري الأمني أمس (الأحد) للتعجيل بعودة جميع الرهائن المتبقين؟ ماذا تنتظرون، بحق السماء؟".

في غضون ذلك، كشف عوفر كالديرون، الذي أُطلق سراحه من غزة في الأول من فبراير، الإثنين، أنه "احتُجز في الأنفاق دون رؤية ضوء النهار، ولم يكن لديه وصول إلى وسائل الإعلام، وعانى من ظروف جوع شديدة، وأمضى شهوراً كاملة دون الاستحمام أو تلقي الرعاية المناسبة".

وفي بيان نقله منتدى عائلات الرهائن والمفقودين عن كالديرون، الذي اختُطف من كيبوتس نير عوز مع اثنين من أطفاله، قال إنه "مباشرة بعد الصفقة الأولى (في نوفمبر 2023) تدهورت ظروف احتجازي وظروف العديد من الرهائن الآخرين بشكل كبير وأصبحت وحشية".

وخلال تلك الهدنة التي استمرت أسبوعاً، تم إطلاق سراح طفليه سهر وإيرز كجزء من صفقة شهدت عودة معظم النساء والأطفال المحتجزين كرهائن إلى إسرائيل.

وأضاف كالديرون: "يجب ألا نوقف الصفقة الحالية ويجب أن نواصل العمل لتحرير جميع الرهائن. حماس عدو قاسٍ لن يتردد في إيذاء الرهائن المتبقين. يجب إخراج الجميع بأسرع ما يمكن".

ودخلت هدنة بين حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ يوم 19 يناير أوقفت إلى حد كبير قتالا استمر أكثر من 15 شهرا في قطاع غزة، وتمّ إثرها، على 5 دفعات، إطلاق سراح رهائن في غزة مقابل مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وكان مقررا أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر للهدنة، لكنّ إسرائيل رفضت إرسال مفاوضيها إلى الدوحة لهذا الغرض.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن لدى حماس فسيدعو لإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف: "إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت، فسأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار".

وأوضح أن "تهديد حماس بتعليق الإفراج عن الرهائن مريع"، متوعدا الحركة الفلسطينية بـ"جحيم حقيقي" إذا لم تفرج عن كل الرهائن.