رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو - أرشيفية
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو - أرشيفية

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الشروط التي أضافها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مؤخرا إلى مقترح وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، المطروح على الطاولة حاليا "تهدف إلى تأخير التوصل إلى اتفاق".

ومؤخرا، تعهد نتانياهو في لقاء مع عائلات رهائن إسرائيليين خلال زيارته إلى واشنطن، "بأن ترسل إسرائيل اقتراحا محدثا لحماس في غضون أيام".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها هيئة البث "كان" وصحيفة "هآرتس"، عن مصادر بفريق التفاوض قولها، إن "نتانياهو يحاول عمدا إدخال المفاوضات في أزمة، لأنه يعتقد أنه قادر على تحسين موقفه. وقد ألمح إلى هذا في المحادثات الأخيرة. وهذا يعني مخاطرة غير محسوبة بحياة الرهائن".

وحسب "هآرتس"، فإن من بين الشروط الجديدة التي طرحتها إسرائيل، إنشاء "آلية أمنية" خاصة لمنع مسلحي حماس من العودة إلى شمالي قطاع غزة.

وقال أحد كبار المفاوضين لـ"هآرتس": "لقد أبلغ فريق التفاوض رئيس الوزراء بأوضح صورة ممكنة، بأنه لن نجد خلال الأسابيع المقبلة آلية تمنع زيادة عدد المسلحين، وأن هذه الشروط تمثل ضربة قاتلة للمفاوضات. ومع ذلك سنعرف كيف نتعامل مع كل التحديات الأمنية حتى من دون ذلك".

عائلات الرهائن في البيت الأبيض
أنباء عن "تعديلات إسرائيلية".. نتانياهو يتعهد بإرسال مقترحات لهدنة في غزة "خلال أيام"
ذكرت مصادر أن "تعديلات إسرائيلية" تعمل على "تعقيد" مفاوضات إطلاق النار في غزة، وفق ما نقلته رويترز، في حين نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر أخرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تعهّد لعائلات الرهائن في غزة بتسليم مقترح "خلال أيام".

وأوردت ذات الصحيفة، أن هناك مطلبا آخرا لنتانياهو لم يكن مدرجا في المقترح الإسرائيلي الرئيسي، الذي وافق عليه مجلس الوزراء الحربي قبل حله، وهو "أن تلتزم الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل باستئناف القتال بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا فشلت المفاوضات بشأن تنفيذ المراحل التالية".

ويتضمن المقترح الإسرائيلي، المدعوم من واشنطن وأُعلن عنه قبل أشهر، في مرحلته الأولى التي ستستمر لمدة 42 يوما، وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين، بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، وفقا لما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، في يونيو الماضي.

وخلال هذه المرحلة، ستتفاوض إسرائيل وحماس على الإجراءات الضرورية لتنفيذ المرحلة الثانية، التي تشمل خارطة طريق، "لإنهاء دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وحتى الجنود الذكور".

وكشفت "هآرتس" أن الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات قرر تأجيل زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة إلى الأسبوع الجاري، بعد أن كان مقررا لها الأسبوع الماضي، بسبب "المطالب الجديدة التي تزيد من فرص إفشال المفاوضات"، وفق عدد من كبار المسؤولين في فريق التفاوض.

ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله، إن رئيس الوزراء "يستغل الوفد لخلق انطباع بأن المفاوضات تجري، بينما في الواقع ينتظر الجميع الرد الرسمي من إسرائيل".

وغادر نتانياهو الولايات المتحدة، الجمعة، بعد أن ألقى خطابا في الكونغرس، والتقى بكبار الساسة الأميركيين.

وأكد البيت الأبيض في بيان، مساء الخميس، أن بايدن ناقش في اجتماعه بنتانياهو، التطورات في غزة والمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن "بالتفصيل".

ونوه البيت الأبيض في بيان عبر موقعه، بأن بايدن أعرب "عن الحاجة إلى سد الفجوات المتبقية وإتمام الصفقة في أقرب وقت ممكن، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة".

كما أثار الرئيس الأميركي قضية "الأزمة الإنسانية في غزة، والحاجة إلى إزالة أي عقبات أمام تدفق المساعدات واستعادة الخدمات الأساسية للمحتاجين، والأهمية الحاسمة لحماية أرواح المدنيين أثناء العمليات العسكرية".

ويواجه نتانياهو اتهامات بتأخير اتفاق وقف إطلاق النار لإرضاء ائتلافه اليميني وإطالة أمد بقائه في منصبه، وهو ما ينفيه بشدة، فيما يهدد أعضاء في ائتلافه بالانسحاب من الحكومة إذا تم إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، بينهم 39 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 39 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

تدمير واسع في غزة عقب الحرب - فرانس برس
تدمير واسع في غزة عقب الحرب - فرانس برس

قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، السبت، إن التقدم في المفاوضات يأتي نتيجة للضغوط المصرية للتوصل إلى اقتراح يمكن أن يكون مقبولاً لدى حركة حماس، على أساس افتراض أن إسرائيل قد توافق على خطة لإطلاق سراح 8 رهائن أحياء. ويتضمن العرض المصري أيضاً تسليم ثمانية جثامين.

ونقلت عن مصادر مطلعة على التفاصيل، بأن الاقتراح يتضمن أيضاً المطالبة بوقف الحرب استمراراً للاتفاق.

وأضافت أن إسرائيل نقلت رسمياً مطالبها في إطار المفاوضات إلى الوسطاء، والتي تتضمن، من بين أمور أخرى، زيادة عدد الرهائن المفرج عنهم، الأحياء والأموات. وتطالب إسرائيل أيضاً بتقصير المدة بين الإفراج الأول والثاني لصالح المفاوضات.

وأشارت إلى وجود فجوات في التفاؤل المعبر عنه بين المستويين السياسي والمهني. وقالت مصادر مشاركة في المحادثات إنه في هذا الوقت، يجب على إسرائيل أن تسعى للتوصل إلى اتفاق يؤدي لإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء، وليس على مراحل تترك بعضهم محتجزين.