متظاهرون إسرائيليون أمام قاعدة عسكرية بعد فتح تحقيق ضد جنود يشتبه في ارتكابهم انتهاكات خطيرة تجاه معتقل فلسطيني
متظاهرون إسرائيليون أمام قاعدة عسكرية بعد فتح تحقيق ضد جنود يشتبه في ارتكابهم انتهاكات خطيرة تجاه معتقل فلسطيني

بعد دقائق فقط من إلقاء الشرطة العسكرية الإسرائيلية القبض على تسعة جنود مشتبه في أنهم أساءوا معاملة محتجز فلسطيني في سجن معسكر سدي يتمان، اقتحم حشد من اليمينيين الإسرائيليين، بما في ذلك نواب في الكنيست ووزراء في الحكومة، القاعدة العسكرية قبل التوجه إلى بيت ليد حيث يتم احتجاز الجنود حاليا.

وكان قد بدأ تحقيق سري للشرطة العسكرية ضد جنود لإساءة معاملة معتقل بعد وصول السجين إلى مركز سوروكا الطبي في بئر السبع مصابا بإصابات خطيرة في الأرداف، وفقا لما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين طبيين لقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية.

ويُشتبه في أن جنود الاحتياط ارتكبوا اعتداءات جنسية خطيرة بحق فلسطيني اعتقل في قطاع غزة. وقد نُقل الضحية إلى المستشفى بسبب الإصابات.

وانتشرت على نطاق واسع الاثنين مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر حراس الاحتياط في سدي تيمان وهم يعبرون عن غضبهم إزاء اعتقال زملائهم.

 وقال الجيش إن ضباط الشرطة العسكرية سعوا إلى اعتقال 10 جنود كانوا يحرسون مشتبها فيهم معتقلين من قطاع غزة، ضمن التحقيق في شبهة "انتهاكات خطيرة ضد معتقل".

وذكر الجيش أن 9 مشتبه فيهم تم اعتقالهم للتحقيق معهم بعد المشادة التي وقعت في القاعدة. ولم يتم اعتقال المشتبه به العاشر على الفور.

وأضاف الجيش أن تحقيق الشرطة العسكرية تم فتحه بأوامر من المدعية العامة العسكرية، يفعات تومر يروشالمي.

وقالت جماعات حقوقية، ومنها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، إن المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون لانتهاكات جسيمة في معسكر الاحتجاز، وهو قاعدة عسكرية سابقة في صحراء النقب أعلنت إسرائيل أنها ستغلقها تدريجيا.

وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق أنه يحقق في اتهامات بوقوع انتهاكات.

وحين وصلت الشرطة العسكرية إلى المعسكر، كان عدد من المحتجين المدنيين، ومنهم أعضاء في الكنيست من اليمينيين، يتجمعون خارج المنشأة.

وأعلن سياسيون من اليمين أنهم جاؤوا للقاعدة العسكرية لإظهار الدعم للجنود المعتقلين وانتقدوا المدعية العامة العسكرية ورئيس الأركان هرتزل هاليفي، معتبرين أن الجنود كانوا يؤدون واجبهم، قبل أن يقتحم عشرات من المتظاهرين القاعدة، وكافح الجنود لتفريق هذا الحشد، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

 وبثت قنوات تلفزيونية إسرائيلية لقطات لمحتجين وهم يحاولون اقتحام بوابة وشق طريقهم إلى القاعدة. ويمكن رؤية وزير من حزب قومي متطرف وهو يسير وسط المحتجين.

 

 واعتبرت صحيفة "هآرتس" أن اليمين المتطرف في إسرائيل يسعى إلى فرض قيمه على الجيش منذ بداية الحرب في غزة.

وقالت : "لعل احتجاز جنود الاحتياط الإسرائيليين الاثنين بتهمة إساءة معاملة سجين فلسطيني في مركز الاحتجاز سدي تيمان قد وفر لهم الفرصة التي كانوا ينتظرونها".

 ودان وزير الدفاع يوآف غالانت اقتحام قاعدة بيت ليد التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي مساء الاثنين، واصفا ما حدث بأنه "خطير" و"يضر بالديمقراطية الإسرائيلية بشكل خطير ويخدم مصالح عدونا في أوقات الحرب".

 وقال غالانت إنه تحدث مع رئيس الأركان وأخبره أن الجيش يحظى بدعمه الكامل "لاتخاذ التدابير والتصرف فورا لمنع المواطنين غير المصرح لهم من دخول قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي".

ودعا الشرطة إلى "التحرك فورا ضد من يخالفون القانون"، كما طالب المسؤولين المنتخبين إلى "الامتناع عن التصريحات غير المسؤولة التي تجر الجيش إلى الساحة السياسية".

وقالت الشرطة إنها فرقت حشدا من القوميين الذين اقتحموا قاعدة بيت ليد التابعة للجيش وسط إسرائيل.

وتشير "هآرتس" إلى أنه تم احتجاز مئات الفلسطينيين في سدي تيمان، بما في ذلك العديد من المشتبه في تورطهم في هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

وذكرت الصحيفة أن ما يقرب من 30 سجيناً من غزة لقوا حتفهم في هذه القاعدة العسكرية.

ومنذ بداية حرب غزة، تحدث السجناء المفرج عنهم من المنشأة علناً عن الظروف القاسية هناك. كما كتبت المنظمات الدولية عن ذلك أيضا، الأمر الذي جذب انتباها عالميا ومطالبات بإجراء تحقيق. وتشعر أجهزة العدالة الإسرائيلية والعسكرية بالقلق إزاء التشابكات مع المحاكم الدولية.

وفي مايو، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تنظر في اتهامات تتعلق بانتهاكات ارتكبتها إسرائيل بحق معتقلين فلسطينيين.

جاء اعتقال جنود الاحتياط بعد يوم واحد من تقرير مثير للقلق في صحيفة ديلي تلغراف، أكدت فيه الصحيفة البريطانية أن حماس أرسلت تحذيرا إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة سوف يتعرضون للأذى إذا لم تتوقف إساءة معاملة السجناء الفلسطينيين.

وتحقيق "سدي تيمان" ليس الوحيد الذي أزعج الجيش. ففي يوم الاثنين، ظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر جنودا من اللواء المدرع 401 يصورون أنفسهم وهم يفجرون منشأة لتخزين المياه في حي تل السلطان في رفح.

وأمرت المدعية العامة العسكري بإجراء تحقيق من جانب الشرطة العسكرية. وزُعم أن الجنود تصرفوا بناء على سلطة قادة ألويتهم، لكن القادة الأعلى لم يكونوا على علم بالحادث مسبقا، بحسب "هآرتس". 

احتجاجات لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تحرير باقي الرهائن ـ (ِAFP)
احتجاجات لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تحرير باقي الرهائن ـ (ِAFP)

تنظم عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، احتجاجات على الطريق السريع من تل أبيب إلى القدس، لمطالبة الحكومة بالإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وعدم تأخير إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة لاستئناف المرحلة الثانية من المفاوضات.

ومساء الإثنين، أغلق محتجون طريقا سريعا في تل أبيب، تعبيرا عن غضبهم من الحكومة، وسط مؤشرات عن إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المختطفين لدى حركة حماس في غزة، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وتأتي هذه الاحتجاجات تزامنا مع تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل، وفي أعقاب تهديد حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، بتأجيل الإفراج عن الدفعة التالية من الرهائن حتى إشعار آخر، متذرعة بانتهاك إسرائيل لشروط الاتفاق في مرحلته الأولى.

واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن رفض حماس الإفراج عن الدفعة القادمة من المختطفين، يمثل "خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار".

ووفقا لمصادر إسرائيلية، يناقش الكابينت الأمني خيارات التعامل مع الأزمة، قبل نهاية الأسبوع.

وطالب منتدى عائلات الرهائن، في بيان، الإثنين، حكومة إسرائيل بـ"ألا تقع ضحية لمناورات الجماعة الإرهابية، وضمان عدم إغلاق الباب الذي فُتح".

وأضاف المنتدى أن "الصور المؤلمة التي شهدناها السبت الماضي"، حين أُطلق سراح 3 رهائن وهم في حالة هزال من غزة، "تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يجوز للحكومة تأخير المرحلة الثانية بأي حال، ناهيك عن تعريض الصفقة للخطر".

وتوجه المحتجون إلى الطريق السريع عقب انتهاء تجمع أمام متحف تل أبيب، المعروف حالياً باسم ساحة الرهائن، للاحتفال بالذكرى الـ24 لميلاد الرهينة ألون أوهيل، وذلك بعد يوم من تلقي عائلته أول دليل على بقائه حيا بعد أكثر من 16 شهراً من اختطافه، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأوهيل، الذي اختُطف من مهرجان نوفا للموسيقى في 7 أكتوبر 2023، غير مدرج في قائمة الرهائن المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة.

وكشفت عيديت، والدة أوهيل، الأحد، أن أحد الرهائن المحررين مؤخراً من غزة، أفاد بأن ابنها محتجز في نفق تحت الأرض تابع لحماس، مقيد الحركة، ويعاني من الجوع وإصابات غير معالجة بشظايا في كتفه وذراعه، فضلاً عن إصابة في عينه أدت إلى فقدان جزئي للبصر.

وفي مخاطبتها للمحتجين، انتقدت عيديت أوهيل ما اعتبرته "تباطؤ الحكومة في المحادثات للمضي قدماً في المراحل التالية من صفقة وقف إطلاق النار"، التي قد تؤدي إلى عودة ابنها.

وتساءلت قائلة: "كيف، بعد المشاهد التي رأيتموها، وبعد الشهادات التي سمعتموها من الناجين، تسمحون باستمرار هذا الواقع؟ كيف لم يجتمع المجلس الوزاري الأمني أمس (الأحد) للتعجيل بعودة جميع الرهائن المتبقين؟ ماذا تنتظرون، بحق السماء؟".

في غضون ذلك، كشف عوفر كالديرون، الذي أُطلق سراحه من غزة في الأول من فبراير، الإثنين، أنه "احتُجز في الأنفاق دون رؤية ضوء النهار، ولم يكن لديه وصول إلى وسائل الإعلام، وعانى من ظروف جوع شديدة، وأمضى شهوراً كاملة دون الاستحمام أو تلقي الرعاية المناسبة".

وفي بيان نقله منتدى عائلات الرهائن والمفقودين عن كالديرون، الذي اختُطف من كيبوتس نير عوز مع اثنين من أطفاله، قال إنه "مباشرة بعد الصفقة الأولى (في نوفمبر 2023) تدهورت ظروف احتجازي وظروف العديد من الرهائن الآخرين بشكل كبير وأصبحت وحشية".

وخلال تلك الهدنة التي استمرت أسبوعاً، تم إطلاق سراح طفليه سهر وإيرز كجزء من صفقة شهدت عودة معظم النساء والأطفال المحتجزين كرهائن إلى إسرائيل.

وأضاف كالديرون: "يجب ألا نوقف الصفقة الحالية ويجب أن نواصل العمل لتحرير جميع الرهائن. حماس عدو قاسٍ لن يتردد في إيذاء الرهائن المتبقين. يجب إخراج الجميع بأسرع ما يمكن".

ودخلت هدنة بين حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ يوم 19 يناير أوقفت إلى حد كبير قتالا استمر أكثر من 15 شهرا في قطاع غزة، وتمّ إثرها، على 5 دفعات، إطلاق سراح رهائن في غزة مقابل مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وكان مقررا أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر للهدنة، لكنّ إسرائيل رفضت إرسال مفاوضيها إلى الدوحة لهذا الغرض.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن لدى حماس فسيدعو لإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف: "إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت، فسأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار".

وأوضح أن "تهديد حماس بتعليق الإفراج عن الرهائن مريع"، متوعدا الحركة الفلسطينية بـ"جحيم حقيقي" إذا لم تفرج عن كل الرهائن.