صورة أرشيفية لاعتراض صواريخ جرى إطلاقها من قطاع غزة نحو إسرائيل
تملك إسرائيل نظام دفاع جوي متعدد المستويات (أرشيف)

عندما أطلق العراق عام 1991 عشرات الصواريخ نحو إسرائيل، أقرت السلطات الإسرائيلية في العام التالي قانونا يفرض بناء الملاجئ في كل مبنى يتم تشييده، لتصبح في الوقت الحالي "خط الدفاع الأخير" أمام هجوم إيراني محتمل في أعقاب اغتيال القيادي بحماس إسماعيل هنية.

وسلط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الضوء على الملاجئ المنتشرة في البلاد، حيث يمتلكها نحو 65 بالمئة من الإسرائيليين؛ بحيث يتجهون إليها فور سماع صفارات الإنذار التي تنبئ بوجود صواريخ تستهدف المدن أو البلدات الإسرائيلية.

ويعود نظام الملاجئ في إسرائيل إلى حوالي 5 عقود مضت، حيث جرى تشييدها لتتحمل معظم الصواريخ التقليدية، وبسبب هذا النظام تشير الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يشعرون بالتوتر جراء الهجوم الإيراني المحتمل، لكنهم غير مذعورين.

ودعا وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان، الثلاثاء، الأطراف كافة في منطقة الشرق الأوسط إلى التهدئة وعدم التصعيد في وقت تصر فيه إيران على الانتقام من إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته لطهران.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة أبلغت إيران وإسرائيل بشكل مباشر بوجود توافق للآراء بالشرق الأوسط على ضرورة عدم تصعيد الصراع.

وأضاف بلينكن بعد اجتماع مع وزير الدفاع، لويد أوستن، ونظيريهما الأستراليين، "يجب أن يفهم الجميع في المنطقة أن شن مزيد من الهجمات سيؤدي فقط لإدامة الصراع وعدم الاستقرار وانعدام الأمن للكل".

واغتالت إسرائيل، الأسبوع الماضي، فؤاد شكر، أكبر قائد عسكري بجماعة حزب الله اللبنانية بغارة جوية في الضاحية الجنوبية في بيروت.

وتوعد حزب الله بالرد على عملية الاغتيال التي وقعت عشية اغتيال هنية بطهران في هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه، لكن الأخيرة لم تؤكد أو تنفِ مسؤوليتها عن الهجوم. ودفعت عمليتا الاغتيال بالمنطقة إلى شفا حرب مع توعد إيران أيضا برد.

السنوار في الوسط وعلى يمينه هنية الذي قتل في طهران
السنوار زعيم حماس الجديد.. من هو "الميت الذي يمشي على الأرض"؟
"كل شيء يبدأ وينتهي مع يحيى السنوار. هو الذي قرر مذبحة السابع من أكتوبر"، هكذا أكد الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، في مارس الماضي بشأن الرجل الذي اختارته الحركة الثلاثاء لقيادة مكتبها السياسي لخلافة إسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران الأسبوع الماضي.

وأشار تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن "خط الدفاع الرئيسي" الإسرائيلي ضد أي هجوم محتمل من جانب إيران أو وكلائها في المنطقة، هو نظام الدفاع الجوي متعدد المستويات، الذي يمتلك تاريخا متميزا، خصوصا مع دعم الولايات المتحدة.

واستشهدت الصحيفة بإسقاط 99 بالمئة من بين أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة أطلقتها إيران نحو إسرائيل خلال شهر أبريل الماضي، في أول هجوم مباشر من طهران على إسرائيل في أعقاب غارة ضربت القنصلية الإيرانية بدمشق حينها.

ويعتمد الإسرائيليون على الملاجئ لحماية المدنيين من الهجمات، وفي هذا الصدد، قال أوفير شابتاي (39 عاما) وهو مبرمج يعيش في تل أبيب للصحيفة، "ربما تكون هناك فوضى حقيقية، لكنني أشعر بأمان شديد".

ويمتلك نحو 65 بالمئة من الإسرائيليين غرفة في المنزل أو الشقة لاستخدامها كملجأ من القنابل، بالإضافة إلى توفر ملاجئ عامة قريبة، وفق مسؤول أمني إسرائيلي تحديث للصحيفة ذاتها.

وتشيد الملاجئ من الخرسانة المسلحة والأبواب المعدنية الثقيلة، وبغض النظر عن الباب والنوافذ المحصنة، لا يمكن تمييز الغرفة التي تستخدم كملجأ عن بقية غرف المنزل الأخرى، وفي الأغلب يستخدم الإسرائيليون غرفة الملجأ للأطفال لضمان أقصى حماية لهم.

وأضاف المسؤول أن البنية الأساسية للملاجئ مصممة لحماية المواطنين من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، إذ صممت لتتحمل الانفجارات والشظايا الصاروخية.

وتصمم الملاجئ في الشقق السكنية بحيث تظل قائمة ومحصنة، حتى لو انهار المبنى بالكامل، وهنا يوضح المسؤول أن استهداف الملجأ نفسه من المرجح أن يتسبب بقتل من بداخله، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك بسبب المساحة الصغيرة للملاجئ الداخلية في المباني السكنية.

وأوضحت الصحيفة أن نحو ثلث الإسرائيليين لا يمتلكون ملاجئ في مبانيهم أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام يمكنهم الوصول إليه قبل سقوط صاروخ أو قذيفة، وهؤلاء في الأغلب يعيشون بمناطق فقيرة سواء في الريف أو مجتمعات الأقلية العربية والأحياء ذات الدخل المنخفض، حيث تم تشييد المباني هناك قبل فترة طويلة من دخول قانون الملاجئ حيز التنفيذ.

وتمتلك مدينة تل أبيب 168 ملجأ تحت الأرض و356 آخرين موجودين في المؤسسات التعليمية أو مبان البلدية الأخرى، ويمكن الوصول إلى تلك الملاذات بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة وجود لافتات إرشادية في الشوارع.

يشار إلى أنه وبعد التهديد الإيراني بتنفيذ هجوم ضد إسرائيل عقب مقتل هنية، بدأ الإسرائيليون في تخزين المياه والطعام المعلب، في الملاجئ الخاصة أو المشتركة داخل المباني السكنية.

زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار- صورة أرشيفية.
يحيى السنوار كان سجينا في إسرائيل لعقدين من الزمن (أرشيف)

بدأ الجيش الإسرائيلي تحقيقا في مزاعم نشرتها وسائل إعلام محلية، تشير إلى أن صحيفة "جويش كرونيكل" نشرت تقارير تستند إلى "معلومات استخباراتية ملفقة" مرتبطة بحركة حماس.

وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقه في المزاعم التي تشير إلى أن تلك التقارير التي نشرتها الصحيفة التي تتخذ من لندن مقرا لها، تعتبر "جزءا من حملة تضليل".

ومن بين أبرز التقارير التي نشرتها الصحيفة وأثارت جدلا كبيرا، ما نُشر الأسبوع الماضي ويزعم أن زعيم حركة حماس يحيى السنوار، "ربما يستعد للهروب إلى إيران ومعه المختطفين".

وذكرت "غارديان" أن تقرير الصحيفة هو أحد التقارير المثيرة التي كتبها صحفي يدعى إيلون بيري، خلال الأشهر الأخيرة، وتم التشكيك في سيرته الذاتية، التي تزعم أنه "عمل كصحفي وأكاديمي وجندي سري من النخبة".

وحاولت "غارديان" التحقق من أي دليل لوجود قصص مهمة نشرها بيري كمراسل بالإنكليزية أو العبرية، لكنها لم تجد سوى المقالات التي نُشرت مؤخرا في "جويش كرونيكل"، التي يُزعم أنها مفبركة، على حد وصف الصحيفة.

ومن بين تقارير بيري الأخيرة، كان قد قدم وصفا تفصيليا لعملية مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، وهو تقرير قالت "غارديان" إنه تم التشكيك في دقته أيضًا.

وعلقت "جويش كرونيكل"، وهي "أقدم صحيفة يهودية في العالم"، على التقارير حول الصحفي الذي يعمل لديها، وقالت في بيان إنها "على علم بالمزاعم المتعلقة بصحفي مستقل، وتتعامل معها بجدية".

وتابع البيان: "جويش كرونيكل أقدم صحيفة يهودية في العالم، وحافظت دائما على أعلى معايير النزاهة. التحقيق جار وسنعلن عن أي تحديث في وقت لاحق".

متوعدا بالوصول إليهما.. غالانت "في انتظار خطأ" الشقيقين السنوار
أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن زعيم حركة حماس الفلسطيني، يحيى السنوار، وشقيقه، القيادي في الجناح العسكري للجماعة، محمد السنوار، سوف يلقيان مصير من سبقهم خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو 11 شهرا.

وأثير الجدل حول تقرير نقل عن "مصادر استخباراتية" إسرائيلية، أن السنوار "كان يعتزم الهروب ومعه المختطفين الذين على قيد الحياة من غزة إلى إيران"، وهو تقرير تناولته في البداية عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ولدى سؤاله عن هذا الادعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيل هاغاري، إنه "لا يمتلك أية معلومات استخباراتية تفيد بأن السنوار يخطط للهروب مع المختطفين".

وذكر تقرير "جويش كرونيكل" أن الحديث عن هروب السنوار إلى إيران "كان يستند إلى معلومات من مسؤول كبير في حماس ألقي القبض عليه، بجانب وثائق عثر عليها خلال العثور على جثث المختطفين الستة في أحد أنفاق رفح"، وهي ادعاءات نفاها مسؤولون إسرائيليون.

وقالت "غارديان" إنها أرسلت بريدا إلكترونيا للحصول على رد من بيري.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أشارت، الأسبوع الماضي، إلى أن السلطات العسكرية المختصة تحقق في ملابسات تسريب وثيقة لحركة حماس الفلسطينية، كان قد جرى العثور عليها في قطاع غزة.

ونقلت الهيئة عن "ناطق عسكري"، أن الوثيقة المسربة "قديمة"، وأن "قادة من حماس على مستوى منخفض هم من وضعوها، وليس رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار".

وأشار الناطق، حسب هيئة البث، إلى أن "المعلومات الواردة في الوثيقة ليست جديدة، وقد طُرحت عدة مرات على صانعي القرار".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت أيضا، الجمعة، أن وثيقة عُثر عليها على جهاز الكومبيوتر الخاص بالسنوار، "تفصّل استراتيجية تلك الحركة في المفاوضات ومحادثات الرهائن والحرب ككل مع إسرائيل".

والوثيقة، التي نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية ويعود تاريخها إلى ربيع هذا العام، تظهر أن حماس "ضعفت عسكريًا، لكن هدفها الرئيسي هو إضعاف إسرائيل دوليًا، والاستفادة من الرهائن ضد الحكومة الإسرائيلية داخليًا، من خلال الضغط على عائلات الرهائن والجمهور الإسرائيلي".

وأدى هجوم حماس في السابع من أكتوبر، إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وترد منذ ذلك الحين بقصف وعمليات برية في قطاع غزة تسبّبت بمقتل ما لا يقل عن 40861 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.