جنود إسرائيليون في قطاع غزة
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أرشيفية)

كشف وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، الثلاثاء، عن الميزانية العامة للبلاد للعام المقبل، التي تضمنت تخصيص 160 مليار شيكل (حوالي 44 مليار دولار) كنفقات للأمن والحرب، وفقا لما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.

وتضمن عرض الميزانية أيضا 44 مليار شيكل (11 مليار دولار تقريبا) للاحتياجات المدنية، و20 مليار شيكل (5.5 مليار دولار تقريبا) لإعادة الإعمار.

وحسب سموتريش، سيتم تخصيص 9 مليارات شيكل لجنود الاحتياط، و10 مليارات للنازحين عن بلداتهم المحاذية للجبهة الجنوبية والجبهة الشمالية في البلاد.

وسيتم أيضا إنفاق مبلغ 1.4 مليون شيكل على الرعاية الاجتماعية والصحية العقلية. وكذلك صرف 16 مليار شيكل كتعويضات للشركات.

وسيجري تخصيص مليار شيكل آخر لنمو قطاع التكنولوجيا الفائقة، و2 مليار للدفع بقطاع العقارات، كما سوف يجري رصد ملياري شيكل إضافية لتعزيز فرق الحراسة في البلدات وتعزيز الشرطة.

واعتبر سموتريتش أن "الشيكل يزداد قوة" بالرغم من الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهرا، وأن سوق الأوراق المالية "آخذ في الارتفاع". 

ونبه إلى أن مستوى الاستثمارات في مجال التكنولوجيا الفائقة آخذ في الارتفاع منذ ظهور فيروس كورونا، وأن هناك زيادة قدرها 23 مليار دولار في عائدات الضرائب. كما قال إن معدل البطالة في البلاد انخفض إلى 2.8 بالمئة. 

من جانب آخر، أعلن نواب كتلة  تحالف "يهدوت هتوراة" المتشدد، أنهم سيمتنعون الأسبوع المقبل عن التصويت على الميزانية، حتى يتم تحقيق مطالبهم، وم بينها تسوية أزمة ميزانية التربية والتعليم الخاصة باليهود المتشددين دينيا "الحريديم".

يشار  إلى أن وكالة "فيتش" كانت قد خفضت التصنيف الائتماني لإسرائيل في أغسطس الماضي من "A+" إلى "A"، مشيرة إلى تفاقم المخاطر الجيوسياسية مع استمرار الحرب في غزة.

وأبقت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني على نظرتها المستقبلية للتصنيف عند مستوى سلبي، مما يعني إمكانية خفضه مرة أخرى، حسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية..

وقالت الوكالة في بيان: "نعتقد أن الصراع في غزة قد يستمر حتى عام 2025، وهناك مخاطر من امتداده إلى جبهات أخرى".

وأضافت فيتش أن التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران وحلفائها، "قد تعني إنفاقا عسكريا إضافيا كبيرا، وتدمير البنية التحتية، وإلحاق الضرر بالنشاط الاقتصادي والاستثمار".

وتتوقع وكالة التصنيف الائتماني أن تزيد الحكومة الإسرائيلية الإنفاق العسكري بشكل دائم بنحو 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بمستويات ما قبل الحرب، مع تعزيز البلاد لدفاعاتها الحدودية.

وذكرت فيتش أن "المالية العامة تضررت ونتوقع عجزا في الميزانية بنسبة 7.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وأن يظل الدين أعلى من 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في الأمد المتوسط".

وتوقعت أن يواصل دين البلاد الارتفاع بعد عام 2025، إذا استمرت زيادة الإنفاق العسكري والضبابية الاقتصادية.

وأنفقت إسرائيل 88 مليار شيكل (نحو 24 مليار دولار) على الحرب حتى الآن - وهو ما يقرب من 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي - وجمعت أكثر من 190 مليار شيكل حتى يوليو، للمساعدة في تمويل الجيش وسد العجز المالي. 

وإذا استمر هذا النمط، فإن الاقتراض لهذا العام سيحطم الرقم القياسي الذي سجل خلال جائحة كورونا عام 2020، وفقا لبلومبيرغ.

وارتفع العجز إلى 8.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في الأشهر الـ12 حتى يوليو، في حين تتوقع وزارة المالية الإسرائيلية والبنك المركزي أن يكون حوالي 6.6 بالمئة لهذا العام ككل، على افتراض أن الصراع مع حزب الله وإيران لم يتفاقم.

هذه أول زيارة لدروز سوريا لإسرائيل منذ عام 1973
هذه أول زيارة لدروز سوريا لإسرائيل منذ عام 1973

توجّه قرابة 100 رجل دين درزي صباح الجمعة من محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، نحو اسرائيل، في زيارة وصفت بالتاريخية لأنها جاءت بعد نحو خمسة عقود.

وجاءت الزيارة تلبية لدعوة وجهها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف الذي وصف الزيارة بأنها "يوم تاريخي" للطائفة بعد عقود من الانقطاع.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد خلال زيارته بعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية الدرزية.

لكن هذه الزيارة أثارت بعض الانتقادات سيما أنها تأتي بعد تصريحات اسرائيلية تعهدت بحماية دروز سوريا، وسط تحذيرات من تبعات هذا التقارب، وترجيحات من أن تكون هذه الزيارة مؤشرا على رفض الدروز العلاقة مع سلطات دمشق؟

خطوة نحو "تمهيد العلاقات السورية الإسرائيلية"

مالك أبو الخير، الأمين العام لحزب اللواء السوري في السويداء، صرح لقناة "الحرة" أن الزيارة تعتبر ذات أهمية كبيرة بعد انقطاع دام خمسة عقود.

وأوضح أن هناك "إزدواجية في التعامل مع هذا الموضوع من قبل البعض"، مشيرًا إلى أن هناك انتقادات وُجهت إلى الدروز بسبب هذه الزيارة، بينما لم توجه أي انتقادات للسلطات السورية الجديدة التي استقبلت وفدًا من الطائفة اليهودية.

وأضاف أن ما يحدث حاليًا هو "تمهيد للعلاقات بين سوريا وإسرائيل"، موضحًا أن هذه العملية ستتم بشكل تدريجي وتشمل جميع الطوائف، ولن تقتصر على الدروز فقط.

وتابع أبو الخير "لكن بسبب الخلاف بين الحكومة السورية ورجل الدين حكمت الهجري، يتم التركيز بشكل أكبر على زيارة الدروز إلى إسرائيل، في حين يتم إغفال زيارة الطائفة اليهودية إلى دمشق".

وأشار الأمين العام لحزب اللواء السوري في السويداء، إلى أن ما قام به وفد الطائفة الدرزية إلى إسرائيل هو "مجرد زيارة دينية علنية، وهو حق طبيعي ومشروع لأبناء هذه الطائفة لزيارة مقام النبي شعيب، نظرًا لقدسيته الكبيرة".

التوقيت والتمثيلية 

أما الأكاديمي والكاتب الصحفي مهيب صالحة من السويداء، فقد أكد أيضًا أن هذه الزيارة "تحمل طابعًا دينيًا بحتًا"، لكنه أشار إلى أن التوقيت كان غير مناسب نظرًا للأنظار التي تتركز حاليًا على محافظة السويداء وما تشهده من تطورات و"اللغط الكبير" الذي يدور في سوريا.

وأوضح أن الزيارة تأتي في وقت غير طبيعي تمر به سوريا، بسبب عملية الانتقال السياسي وحالة الفوضى وشد الأعصاب والمرحلة الصعبة التي يعيشها البلد.

وأشار إلى أن وفد الدروز إلى إسرائيل لا يمثل رجال الدين في محافظة السويداء أو منطقة جبل العرب "نظرًا لحساسية الموضوع والتوقيت غير المناسب"، بل اقتصر على أبناء منطقة جبل الشيخ.

وأضاف الأكاديمي والكاتب الصحفي أن السوريين لم يزوروا الأراضي الفلسطينية منذ خمسين عامًا بسبب "حالة العداء بين إسرائيل وسوريا"، مؤكدًا أن الزيارة تعقد المشهد بشكل أكبر في ظل "التصرفات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي السورية".

وأعرب الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف عن أمله في أن يحل السلام قريبا، وأن تزال كل الحواجز والحدود لتجتمع كل الطوائف.

طريف وفي مقابلة مع الحرة، رحب بزيارة وفد من دروز سوريا إلى مقام النبي شعيب في إسرائيل ووصفه بأنه يوم عيد للطائفة.

وقال طريف إنه ليس ناطقا باسم إسرائيل ولا يتدخل في السياسة، وكل ما يهمه هو حماية أبناء طائفته، وألا يتعرضوا لما تعرض له سكان الساحل السوري.

وتتضمن الزيارة، التي تستمر يومين، جولات في مواقع دينية في شمال إسرائيل، أبرزها مقام النبي شعيب غربي طبريا في الجليل الأسفل بالإضافة لقرية البقيعة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال هذا الأسبوع إنه سيُسمح للعمال الدروز القادمين من سوريا بدخول إسرائيل، في خطوة من شأنها أن تفتح الحدود بشكل محدود لأول مرة منذ ما قبل الحرب الأهلية السورية.

ويعيش الدروز، وهم أقلية عربية تمارس شعائر دينية مشتقة في الأصل من الإسلام، في لبنان وسوريا وإسرائيل وهضبة الجولان، ولهم مكانة مميزة في مزيج الأديان والثقافات بالمنطقة.

وفي إسرائيل، يخدم الكثير من الدروز في الجيش والشرطة، بما في ذلك خلال حرب غزة، وتبوأ بعضهم مناصب رفيعة.

وبحسب مراقبين فإن زيارة الجمعة، هي أحدث مؤشر على دعم إسرائيل للدروز منذ وقف إطلاق النار في لبنان والإطاحة بالأسد أواخر العام الماضي.

ودعت إسرائيل مرارا إلى حماية حقوق الأقليات السورية، ومنها الدروز.

وأبدى وزراء إسرائيليون شكوكا عميقة إزاء الحكومة السورية الجديدة للرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، واصفين حركته، هيئة تحرير الشام، بأنها جماعة جهادية.