جنود إسرائيليون يحملون نعش رائد قتل بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان
المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان تشهد تبادلا يوميا للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله

سيرجئ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، رحلته إلى نيويورك يوما واحدا بسبب الوضع الأمني في شمال إسرائيل، على ما قال مسؤول بمكتبه لوكالة فرانس برس الجمعة.

وأوضح المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه أن "رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أرجأ زيارته للولايات المتحدة يوما واحدا في ضوء الوضع الأمني في شمال إسرائيل" مضيفا أن نتانياهو سيغادر في 25 سبتمبر بدلا من 24 منه كما كان مقررا.

ويأتي ذلك غداة هجوم غير مسبوق نسبه حزب الله إلى إسرائيل وأوقع 37 قتيلا وحوالي ثلاثة آلاف جريح ووقع بعد ساعات على إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.

وعصر الأربعاء، انفجر عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكية في الضاحية الجنوبية لبيروت تزامنا مع تشييع عناصر من حزب الله قتلوا الثلاثاء في انفجارات مماثلة.

وكشفت معطيات أولية لتحقيق تجريه الدولة اللبنانية في انفجارات أجهزة "بايجرز" تابعة لحزب الله الثلاثاء أن الأجهزة كانت مبرمجة سابقا وتحتوي على مواد متفجرة، ولم تعلّق إسرائيل على الانفجارات.

وحمّل حزب الله في بيان الثلاثاء إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي"، وقال إنها "ستنال بالتأكيد قصاصها العادل". وأعاد حزب الله التأكيد الأربعاء أن وحداته "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها" لإسناد غزة، مشدّدا على أنّ "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء".

ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل نحو عام، تشهد المنطقة الحدودية بين الدولة العبرية ولبنان تبادلا يوميا للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين في كلا الجانبين.

إسرائيل تواصل غاراتها على لبنان
إسرائيل تواصل غاراتها على لبنان

شهد السبت، تطورات متلاحقة في لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه شن ضربة على "مقاتلين من حزب الله" داخل مسجد جنوبي البلاد، تلتها غارات جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما أعلنت حركة حماس مقتل أحد قادتها مع عائلته بغارة إسرائيلية على مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، أنه "خلال الليل، وبتوجيه من استخبارات الجيش الإسرائيلي، قصفت القوات الجوية إرهابيين من حزب الله كانوا ينشطون داخل مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور، في جنوب لبنان".

ولفتت وكالة فرانس برس، إلى أن هذا "أول قصف من نوعه" منذ بدء إطلاق النار بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.

من جانبها، أشارت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية في لبنان)، إلى أن غارة أخرى استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، وبالتحديد منطقة برج البراجنة.

ونقلت مراسلة الحرة عن مصدر أمني لبناني قوله، إن قصفا إسرائيليا استهدف بلدات الوزاني، وكفركلا، والخيام، وسهل مرجعيون، وأطراف ديرميماس، في القطاع الشرقي لجنوبي لبنان.

وأضاف المصدر أن "اشتباكات عنيفة تُسمع أصواتها في محيط بلدتي يارون ومارون الراس" في القطاع الأوسط لجنوبي لبنان.

غارة "في الشمال"

من جانبها، نعت حركة حماس الفلسطينية، السبت، أحد قادتها في لبنان بعد مقتله فجرا مع عائلته بغارة إسرائيلية في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي البلاد، في أول استهداف للمنطقة منذ بدء التصعيد.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد أفادت بأن الغارة "استهدفت شقة في المخيم" الواقع على بعد 5 كيلومترات شمال مدينة طرابلس.

وشاهد مصور لفرانس برس، نيرانا مندلعة داخل شقة سكنية في مبنى داخل المخيم، بينما هرعت سيارات إسعاف الى المكان وعملت آليات على رفع الركام.

ولم تعلق إسرائيل حتى الآن على هذه الغارة.

حزب الله يعلن "استهداف قاعدة إسرائيلية"

نقلت وكالة فرانس برس عن حزب الله، أنه "قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية" الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا، بصلية صاروخية، تزامنا مع "استهدافه دبابة ميركافا خلال تقدمها عند أطراف بلدة حدودية" في جنوب لبنان.

ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي حتى الآن بشأن استهداف القاعدة أو الدبابة.

قوات اليونيفيل "باقية" في مواقعها

أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، أن قواتها "لا تزال في مواقعها، رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلبا من إسرائيل بإعادة نقل بعضها"، قبيل بدء عملياتها البرية "المحدودة".

وقالت يونيفيل في بيان، السبت، إن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 سبتمبر "عزمه شنّ عمليات برية محدودة في لبنان، وطلب منها نقل بعض مواقعها"، مؤكدة في الوقت ذاته أن "جنود حفظ السلام لا يزالون في جميع المواقع".

وتابعت: "نعدل بانتظام وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر"، مؤكدة أن "سلامة وأمن جنود حفظ السلام أمران في غاية الأهمية، ونذكر جميع الأطراف بضرورة احترام هذا الالتزام".

وفي خضم حملة القصف الجوي الإسرائيلي المكثف الذي خلّف أكثر من ألف قتيل في أنحاء مختلفة من لبنان خلال أقل من أسبوعين، ينفذ الجيش الإسرائيلي منذ الإثنين "عمليات برية محدودة ومركزة" في نقاط عدة على طول الحدود مع لبنان.

وجددت اليونيفيل في بيانها حث لبنان وإسرائيل على "إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، من خلال الأفعال وليس الأقوال فقط، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة".

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمرة خاضاها صيف 2006، وعزز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان.

وبموجب القرار، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.

وأفاد حزب الله في بيان، الجمعة، بأن مقاتليه "اشتبكوا" مع "قوة مشاة معادية" في محيط البلدية في بلدة العديسة مساء الجمعة و"أُجبرت على التراجع"، قبل أن يعلن لاحقا أن الجيش الإسرائيلي أعاد "محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 1,50 من فجر يوم السبت 5-10-2024، فتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية لمحاولة التقدم، والاشتباكات مستمرة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن قواته ضربت أكثر من ألفي موقع وقتلت 250 مقاتلا من حزب الله "21 منهم من القياديين" وضربت أكثر من ألفي موقع منذ بدأت عملياتها البرية ضد الحزب في جنوب لبنان، حيث قتل تسعة من عسكرييها في المعارك.

وقدّرت الحكومة اللبنانية عدد النازحين هربا من الضربات الإسرائيلية جنوبي البلاد بحوالى 1,2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.