Cross-border hostilities between Hezbollah and Israel
قوات من الجيش الإسرائيلي على الحدود بين إسرائيل ولبنان- رويترز

نقلت CBS News عن مسؤول أميركي لم تسمه أن إسرائيل قد أبلغت الولايات المتحدة بالفعل أنها تنوي شن عملية برية محدود في لبنان، وأنها قد تبدأ في غضون ساعات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، مناطق المطلة وكفار غلعادي ومسغاف عام شمالي إسرائيل مناطق عسكرية مغلقة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن القيادة العسكرية  صادقت على تعزيز الدفاع على خط التماس، معلناً أن الجيش يستعد من أجل الأيام المقبلة.

وأضاف أن "اللواء 188" في الجيش أجرى تدريبات بالقرب من الحدود الشمالية وفي مقرات القيادة، كما أجريت تدريبات لدوائر حماية البلدات وذلك لتوفير الاستجابة لسيناريوهات متنوعة.

في المقابل، أفاد مصدر في الجيش اللبناني وكالة فرانس برس بأن قواته تعيد التمركز قرب الحدود في جنوب لبنان على وقع تهديدات إسرائيلية بتوغّل بري محتمل.

وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن "قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى عند الحدود الجنوبية"، بعيد إبلاغ اسرائيل الولايات المتحدة عن عمليات بريّة "محدودة" تستهدف البنى التحتية التابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.

وقال مصدر أمني لقناة "الحرة" إن قصفاً مدفعياً عنيفاً استهدف مناطق قريبة من الحدود انطلاقاً من سهل الخيام مروراً بالوزاني وصولاً إلى مرتفعات كفرشوبا، مشيراً إلى تحليق مكثف للطيران التجسسي (الإسرائيلي).

ونقلت رويترز عن مصدر أمني لبناني أن القوات اللبنانية انسحبت إلى مسافة 5 كيلومترات من شمال الحدود، فيما قال سكان محليون ومصدر أمني في جنوب لبنان، إنهم شاهدوا الجيش اللبناني ينسحب من مواقع عدة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

ولم يؤكد متحدث باسم الجيش اللبناني هذه التقارير لرويترز، كما أنه لم ينفها.

وفي منشور آخر لأدرعي على إكس، قال إن الجيش الإسرائيلي دمر مستودع صواريخ أرض-جو وضعه حزب الله على بعد كيلومتر ونصف عن مطار بيروت الدولي، زاعماً أن الحزب اللبناني "يخفي منصّات صواريخه ومستودعات الأسلحة بين السكان المدنيين".  

وقال إن إسرائيل ستواصل "مهاجمة حزب الله وتجريده من قدراته وبناه التحتية العسكرية".

ووسط هذه التحركات والأنباء المتداولة حول احتمالات "كبيرة" باجتياح إسرائيلي بري لجنوب لبنان، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ حزب الله التي تستهدف إسرائيل.

وأوضح  للصحفيين أن "قوات اليونيفيل تظل في مواقعها في المنطقة التابعة لمسؤولية البعثة، في حين أن شدة القتال تمنع تحركاتها وقدرتها على القيام بالمهام الموكلة إليها"، كما نقلت عنه وكالة فرانس برس.

وأكد دوجاريك أن قوات "اليونيفيل" غير قادرة على القيام بدوريّات بسبب "شدة التراشق الصاروخي" بحسب تعبيره.

وصرّح مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس"، الاثنين، أن إسرائيل تستعد لغزو بريّ وشيك سيركز على القرى اللبنانية القريبة من حدودها.

وفي وقت سابق، الاثنين، قال مسؤول أميركي لشبكة "سي بي أس نيوز"، إن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة أنها تنوي شن عملية برية محدودة داخل لبنان، و"قد تبدأ خلال ساعات".

وقال مسؤول أميركي آخر لصحيفة "واشنطن بوست" إن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها تخطط لعملية برية محدودة في لبنان، قد تبدأ في وقت قريب، وستكون أصغر مما كانت عليه في حربها ضد حزب الله عام 2006.

وستركز الخطة الإسرائيلية "على تطهير البنية التحتية لحزب الله على طول الحدود" لإزالة التهديد الذي يشكله للمدن في شمال إسرائيل، بحسب المسؤول الأميركي.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية "إسرائيل أبلغتنا بعدد من العمليات المحدودة التي تركز على البنية التحتية لحزب الله"، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها ماثيو ميلر "ما زلنا ندعم وقفا لإطلاق النار في لبنان".

حالة من الخوف والقلق لدى اللبنانيين خشية حصار إسرائيلي على البلاد
حالة من الخوف والقلق لدى اللبنانيين خشية حصار إسرائيلي على البلاد

أثار كلام وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة علي حمية عن حصار برّي وجوي وبحري إسرائيليّ سيشهده لبنان في الفترة المقبلة، حالة من الخوف والقلق لدى اللبنانيين، خصوصا في ظل توافر السلع والمواد الغذائية والأدوية والمحروقات لغاية الآن على الرغم من الحرب المشتعلة على الحدود اللبنانيّة واستمرار الضربات الإسرائيليّة على بلدات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت.

هذا الخوف مبرّر في لبنان الذي يعيش أزمة اقتصاديّة وماليّة حادّة منذ عام 2019 ارتفعت بموجبها نسبة الفقر في صفوف الشعب اللبناني، بعد تعثّر المصارف عن سداد أموال المودعين، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها وبنسبة ستين ضعفًا عما كانت عليه قبل الأزمة ما ترك انعكاسات بالغة التأثير على القدرة الشرائيّة للمواطن.

فما الداعي لهذا التحذير الرسمي في هذا التوقيت بالذات؟ وما صحّته؟ وما مبرّراته؟ وهل تأثر لبنان اقتصاديًا بالضربة على معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا؟ وهل هناك خوف حقيقي من فقدان بعض السلع الأساسيّة خصوصًا أنّ الحديث عن حصار بحري وجوي وبري يأتي على لسان أحد المسؤولين الرسميّين في الحكومة.

المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر أكّد "أنّ لبنان يستورد أكثر من 80% من حاجاته من السلع الغذائية، وبما أنّ المعابر البحرية لا تزال مفتوحة فلا داعي لتخزين أي سلعة وعمل الوزارات لا يزال مستمرًا في مرفأي طرابلس وبيروت وبالتالي فلا خوف من انقطاع أي سلة في السوق اللبنانية".

وتابع "أنّه على مستوى الأمن الغذائي لدينا من المواد الغذائية ما يكفي لمدة 3 أو 4 أشهر، ومن القمح ما يكفي لمدة شهرين أو 3 أشهر، أما المشتقات النفطيّة فهي متوافرة والبواخر تستمرّ بإفراغ حمولتها، كذلك الأمر بالنسبة إلى الغاز المنزلي المتوافر لمدة شهرين، وبالتالي فلا داعي للخوف من فقدان أي سلعة في ظل استمرار عمل المعابر البحريّة".

من جهته نقيب الصيادلة أكّد أيضًا "أنّ الأدوية بمعظمها يتم استيرادها عبر المرفأ أو عبر مطار بيروت، وبالتالي فإنّ الكلام عن حصار محتمل بحرًا وجوًا سيكون له تأثير كبير على المدى المتوسط والمدى البعيد وخصوصًا على أدوية السرطان والأمراض المستعصية المتوافرة لمدة شهرين كحد أقصى، أما أدوية الأمراض المزمنة فتكفي لأربعة أشهر فقط".

بدوره أكّد ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا "أنّ لبنان يتسلّم كميّاته من المحروقات عبر البحر وهي لا تزال متوافرة لغاية الآن ويتمّ تسليمها بشكل طبيعي، لكن لا نستطيع أن نتوقّع الوضع في المستقبل القريب في حال حصول حصار بحري".

أما نقيب موزعي المواد الغذائيّة هاني بحصلي فأكّد "أنّ لبنان يستورد كميات من المواد الغذائيّة عبر نقطة المصنع خصوصًا من الخليج، من السعودية والأردن وغيرها من البلدان العربيّة لكن الكميات الأكبر تأتي عبر البحر. وفي حال إقفال هذا المعبر فهناك بدائل أخرى أكثر كلفة كمعبر العبوديّة الحدودي".

وأمل "أن تبقى المرافق البحريّة مفتوحة لاستقبال البضائع وهذا يبعد الخوف من فقدان أي سلعة في السوق، خصوصًا ألا يحصل أي حصار اقتصادي بحري وجوي كما سمعنا وأن يكون استهداف المصنع قد حصل في الإطار العسكري فقط وليس الاقتصادي".

أما بشأن المخزون الغذائي، فتمنّى "ألا يحصل أي حصار مدني اقتصادي لكي تبقى السلع متوافرة لأنّ الكميات الأكبر تأتي عبر المرفأ وعبر مطار بيروت وهي لا تزال متوافرة لغاية الآن".