إيران استهدفت إسرائيل بعشرات الصواريخ
إيران استهدفت إسرائيل بعشرات الصواريخ

أطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية، الثلاثاء، ضد إسرائيل، في هجوم وصفته الأخيرة بأنه "الأكبر والأعنف" ضدها، لكن دون الإعلان عن سقوط ضحايا جراء هذه الضربات.

ويعد هذا الهجوم الثاني الذي تستهدف فيه إيران بشكل مباشر إسرائيل، إذ هاجمتها بصواريخ ومسيّرات في أبريل، فيما وصفته بـ"الرد" على على ضربة اتهمت إيران إسرائيل بشنها في الأول من أبريل واستهدفت مبنى وصفته إيران بأنه مبنى قنصلي إيراني في العاصمة السورية دمشق، قُتل فيها سبعة أعضاء من الحرس الثوري، بينهم جنرالان. ويذكر أن إسرائيل لم تعترف بشن الضربة..

والثلاثاء، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على الهجوم الإيراني، بالقول إن طهران ارتكبت "خطأ جسيما"، متوعّدا إياها بـ"دفع ثمن" هذا القصف.

وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ.

وفيما يلي، رصد للفروقات بين الهجوم الإيراني الأخير ضد إسرائيل، وبين هجوم 13 أبريل الماضي.

"أكبر بمرتين"

قالت وزارة الدفاع الأميركية، إن إيران أطلقت على إسرائيل "ضعف" ما أطلقته من صواريخ باليستية خلال هجومها الأول في أبريل.

وأوضح الناطق باسم الوزارة، بات رايدر، في تصريحات للصحفيين، الثلاثاء، أن الهجوم "كان أكبر بمرتين على صعيد عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقوها".

وأكد أنه حسب المعلومات الأولية المتوفرة، فقد "تمكنت إسرائيل من اعتراض غالبية الصواريخ الآتية"، لافتا إلى أن سفنا أميركية أطلقت نحو 10 صواريخ اعتراضية إسنادا لإسرائيل في تصديها لهذا القصف.

وأضاف أن "الأضرار كانت طفيفة على الأرض".

وكانت إيران قد أطلقت في هجوم أبريل، حوالي 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ باتجاه إسرائيل، التي اعترضت غالبيتها بمساعدة دول أخرى، بينها الولايات المتحدة.

إسرائيليون في أحد الملاجئ خلال الهجمة الصاروخية الإيرانية على إسرائيل

وذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي، أن استخدام الصواريخ الباليستية، جعل هجوم الثلاثاء أكثر صعوبة على إسرائيل، مقارنة بالهجوم السابق الذي كان أغلب ما تم استخدامه فيه هي المسيّرات وصواريخ كروز.

وقالت إسرائيل في أبريل، إنها تصدت لنحو 99 بالمئة من الصواريخ والمسيرات التي أُطلقت ضدها، وأعلنت حينها الولايات المتحدة وبريطانيا المشاركة في صد الهجمات وكذلك الأردن.

صواريخ فرط صوتية

أعلن الحرس الثوري استخدام صواريخ باليستية فرط صوتية من طراز "فتّاح" في الهجوم الأخير، وهو الذي كشفت عنه إيران في يونيو 2023.

الصاروخ، وفق طهران، متوسط المدى وتصل سرعته إلى 15 ضعفا مقارنة بسرعة الصوت.

والصواريخ فرط الصوتية تحلق في الغلاف الجوي بسرعة فائقة وعلى ارتفاع منخفض، وهي قادرة على المناورة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسارها وبالتالي اعتراضها، وفق فرانس برس.

وذكر موقع "أكسيوس" أن تلك الصواريخ يمكنها الوصول إلى إسرائيل في غضون 12 دقيقة، بينما المسيّرات وصواريخ كروز التي استخدمت في الهجوم الأول منحت المزيد من الوقت لإسرائيل وحلفائها من أجل الدفاع.

كما أشار الموقع إلى أن التحذيرات من هجوم إيراني وشيك جاءت قبل وقت قصير من الهجوم، رغم استمرار إيران بالتعهد بالرد على إسرائيل لمدة شهرين منذ مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في انفجار بمقر إقامته في طهران.

الدوافع والرد

كان الرد الإسرائيلي على الهجوم الأول "صغيرا نسبيا" في نطاقه، لكن كشف مسؤولون إسرائيليون لأكسيوس أن الرد هذه المرة "سيكون أقوى بكثير".

وكانت إيران قد أعلنت في 19 أبريل، أن انفجارات وقعت في وسط البلاد. وتحدث مسؤولون أميركيون كبار عن هجوم إسرائيلي ردا على الهجوم الإيراني غير المسبوق ضد إسرائيل، حينها.

من جانبها، قللت إيران من تأثير الانفجارات من دون أن توجه اتهاما مباشرا لإسرائيل، التي لم تعلن مسؤوليتها عنها، وفق فرانس برس.

وأشار تقرير أكسيوس، إلى أن رد إسرائيل حاليا "ربما يتمثل في استهداف المنشآت النفطية ومواقع استراتيجية أخرى"، مع عدم استبعاد تنفيذ عمليات اغتيال.

وأضاف الموقع الأميركي وفق مصادره، أنه في حال كان لإيران رد فعل على الهجوم الإسرائيلي المرتقب "خلال أيام"، فإن "كل الخيارات ستكون مطروحة أمام إسرائيل، ومن بينها استهداف منشآت إيران النووية".

أما هجوم الثلاثاء، فقد جاء بعد مقتل هنية في طهران، بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، بعملية نسبتها إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني إلى إسرائيل.

ولم تعلق إسرائيل على مقتل هنية، في حين أعلنت رسميا أنها قتلت القيادي العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، بضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت وقعت قبل ساعات من مقتل هنية.

وفي 27 سبتمبر، قُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، بجانب القيادي في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفورشان.

وقالت إيران إن هجوم الثلاثاء، جاء "ردا" على مقتل الثلاثي هنية ونصر الله ونيلفورشان.

مسلحون من حركة حماس ينتشرون قبل بدء عملية التسليم (رويترز)
مسلحون من حركة حماس ينتشرون قبل بدء عملية التسليم (رويترز)

أجرت حركة حماس، السبت، سادس عملية تسليم رهائن إسرائيليين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي كان وصل إلى حافة الانهيار هذا الأسبوع.

وسلم مسلحون من الحركة، المصنفة الإرهابية في الولايات المتحدة، الرهائن إلى قافلة من الصليب الأحمر الدولي.

وكما في كل عملية تبادل، انتشر عشرات المقاتلين الملثمين والمسلحين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في الصباح حول منصة أقيمت هذه المرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

ورفعت خلف المنصة لافتة عريضة تحمل شعار كتائب عز الدين القسام وعبارة "لا هجرة إلا للقدس" بالعربية والإنكليزية والعبرية، تعبيرا لرفض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن والتي قوبلت برفض عربي كبير.

والرهائن الثلاثة الذين جرى تسليمهم هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف (29 عاما)، والإسرائيلي الأميركي ساغي ديكل تشين (36 عاما)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاما).

 وطالب الرهائن الثلاثة في كلمات ألقوها باللغة العبرية: "بضرورة إتمام مراحل وقف إطلاق النار، وإعادة كافة الرهائن إلى بلادهم".

ولفت تروبانوف إلى "أن الوقت ينفد أمام بقية الرهائن".

ونشر الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مساء الجمعة شريط فيديو يظهر فيه تروبانوف على شاطئ غزة وهو يحمل صنارة صيد.

وخُطف الثلاثة من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

ترحيب من نتانياهو

وفي وقت لاحق، رحب مكتب رئيس الوزراء الإسرائليلي، بنيامين نتانياهو، بعودة الرهائن الثلاث. 

وقال في بيان، إن حركة حماس حاولت هذا الأسبوع أيضاً خرق الاتفاق وخلق أزمة وهمية بمزاعم كاذبة، مشيراً إلى أنه بفضل تمركز القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وفي محيطه، وبفضل تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الواضح والصريح، تراجعت حماس واستمر إطلاق سراح الرهائن.

كيف ترى واشنطن ملامح الخطة العربية بشأن غزة؟
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن واشنطن ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة، وذلك في أعقاب رفضهم مقترح الرئيس ترمب بتهجير سكان القطاع وسيطرة الولايات المتحدة عليه. فيما أفادت مصادر عربية أن قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 فبراير الحالي لمناقشة الرد على خطة الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة.

وأوضح مكتب نتانياهو أن إسرائيل تعمل بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة بهدف إنقاذ جميع الرهائن - الأحياء والأموات - في أسرع وقت ممكن، وتستعد بكل قوة لمواصلة هذه المهمة على كافة الأصعدة.

ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.

ومن بين المعتقلين الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم السبت "36 أسيرا محكومين بالسجن المؤبد، سيتم إبعاد 24 منهم"، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.

وقادت مصر وقطر وساطة هذا الأسبوع لمواصلة عمليات تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بعد تهديد حماس بتعليق إطلاق سراح الرهائن، وتوعد إسرائيل باستئناف الحرب.