الدفاعات الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية
الدفاعات الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية

قال مسؤولون إسرائيليون، إن بلادهم ستبدأ "ردا قويا" على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدف إسرائيل، مساء الثلاثاء، في غضون أيام، وقد يشمل ذلك استهداف منشآت نفطية ومواقع استراتيجية إيرانية أخرى.

وحذر المسؤولون في تصريحاتهم لموقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء، من احتمالية اندلاع حرب إقليمية شاملة، حيث هددت إيران بأنه في حال قررت إسرائيل الرد على هجومها الصاروخي، فإنها ستوجه ضربات أخرى ضدها.

وتعتبر طهران تلك الضربات الصاروخية "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على بيروت.

وتعهدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إيران ارتكبت "خطأ جسيما".

وحال قررت إيران تنفيذ هجمات مجددا عقب الرد الإسرائيلي المحتمل، قال المسؤولون لأكسيوس إن حينها "ستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية".

وقال مسؤول إسرائيلي للموقع الأميركي: "لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على الهجوم (المرتقب)، لكننا سنأخذ في الاعتبار احتمالية القيام بأقصى ما يمكنهم فعله، وهو ما سيكون قضية مختلفة تماما".

وذكر تقرير أكسيوس أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن يقول البعض إن "تنفيذ اغتيالات وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أمر وارد أيضًا".

كما أضاف أن الرد الإسرائيلي "ربما يشمل غارات جوية بجانب عمليات سرية مماثلة لتلك التي أدت إلى مقتل هنية قبل شهرين في طهران".

وقبل الضربة الإيرانية بساعات، كانت الولايات المتحدة قد نقلت معلومات استخبارية لإسرائيل تفيد بأن إيران "تعتزم إطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل في وقت قريب جدا".

بدوره، اعتبر نتانياهو أن طهران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها بلاده، متوعدا بأنها "ستدفع الثمن".

وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ.

وقال نتانياهو إن "النظام الإيراني لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وجعل أعدائنا يدفعون الثمن".

وأضاف أن "نصر الله (لم يفهم ذلك) ويبدو أن هناك من لا يفهم ذلك في طهران. سيفهمون ذلك"، مستطردا: "من يهاجمنا نهاجمه".

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية، أطلقتا نحو 12 من الصواريخ الاعتراضية لاستهداف صواريخ إيرانية كانت موجهة صوب إسرائيل.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأربعاء، إن طهران "حذرت الولايات المتحدة من  التدخل" بعد
هجومها الصاروخي على إسرائيل، وفق وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنه تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء، بعد "العمل العدواني الشائن" الذي قامت به إيران ضد إسرائيل.

وتابع أوستن في منشور على منصة "إكس": "تحدثت اليوم مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في أعقاب العمل العدواني الشائن الذي قامت به إيران ضد إسرائيل. وأعرب الوزير وأنا عن تقديرنا المتبادل للدفاع المنسق لإسرائيل ضد ما يقرب من 200 صاروخ باليستي أطلقتها إيران".

وأشار إلى "تعهد" وزيري الدفاع بـ"البقاء على اتصال وثيق"، مضيفا: "كما أعربت عن أعمق تعازيّ للأسر المتضررة من إطلاق النار الإرهابي المروع والقاتل في إسرائيل".

حالة من الخوف والقلق لدى اللبنانيين خشية حصار إسرائيلي على البلاد
حالة من الخوف والقلق لدى اللبنانيين خشية حصار إسرائيلي على البلاد

أثار كلام وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة علي حمية عن حصار برّي وجوي وبحري إسرائيليّ سيشهده لبنان في الفترة المقبلة، حالة من الخوف والقلق لدى اللبنانيين، خصوصا في ظل توافر السلع والمواد الغذائية والأدوية والمحروقات لغاية الآن على الرغم من الحرب المشتعلة على الحدود اللبنانيّة واستمرار الضربات الإسرائيليّة على بلدات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت.

هذا الخوف مبرّر في لبنان الذي يعيش أزمة اقتصاديّة وماليّة حادّة منذ عام 2019 ارتفعت بموجبها نسبة الفقر في صفوف الشعب اللبناني، بعد تعثّر المصارف عن سداد أموال المودعين، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها وبنسبة ستين ضعفًا عما كانت عليه قبل الأزمة ما ترك انعكاسات بالغة التأثير على القدرة الشرائيّة للمواطن.

فما الداعي لهذا التحذير الرسمي في هذا التوقيت بالذات؟ وما صحّته؟ وما مبرّراته؟ وهل تأثر لبنان اقتصاديًا بالضربة على معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا؟ وهل هناك خوف حقيقي من فقدان بعض السلع الأساسيّة خصوصًا أنّ الحديث عن حصار بحري وجوي وبري يأتي على لسان أحد المسؤولين الرسميّين في الحكومة.

المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر أكّد "أنّ لبنان يستورد أكثر من 80% من حاجاته من السلع الغذائية، وبما أنّ المعابر البحرية لا تزال مفتوحة فلا داعي لتخزين أي سلعة وعمل الوزارات لا يزال مستمرًا في مرفأي طرابلس وبيروت وبالتالي فلا خوف من انقطاع أي سلة في السوق اللبنانية".

وتابع "أنّه على مستوى الأمن الغذائي لدينا من المواد الغذائية ما يكفي لمدة 3 أو 4 أشهر، ومن القمح ما يكفي لمدة شهرين أو 3 أشهر، أما المشتقات النفطيّة فهي متوافرة والبواخر تستمرّ بإفراغ حمولتها، كذلك الأمر بالنسبة إلى الغاز المنزلي المتوافر لمدة شهرين، وبالتالي فلا داعي للخوف من فقدان أي سلعة في ظل استمرار عمل المعابر البحريّة".

من جهته نقيب الصيادلة أكّد أيضًا "أنّ الأدوية بمعظمها يتم استيرادها عبر المرفأ أو عبر مطار بيروت، وبالتالي فإنّ الكلام عن حصار محتمل بحرًا وجوًا سيكون له تأثير كبير على المدى المتوسط والمدى البعيد وخصوصًا على أدوية السرطان والأمراض المستعصية المتوافرة لمدة شهرين كحد أقصى، أما أدوية الأمراض المزمنة فتكفي لأربعة أشهر فقط".

بدوره أكّد ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا "أنّ لبنان يتسلّم كميّاته من المحروقات عبر البحر وهي لا تزال متوافرة لغاية الآن ويتمّ تسليمها بشكل طبيعي، لكن لا نستطيع أن نتوقّع الوضع في المستقبل القريب في حال حصول حصار بحري".

أما نقيب موزعي المواد الغذائيّة هاني بحصلي فأكّد "أنّ لبنان يستورد كميات من المواد الغذائيّة عبر نقطة المصنع خصوصًا من الخليج، من السعودية والأردن وغيرها من البلدان العربيّة لكن الكميات الأكبر تأتي عبر البحر. وفي حال إقفال هذا المعبر فهناك بدائل أخرى أكثر كلفة كمعبر العبوديّة الحدودي".

وأمل "أن تبقى المرافق البحريّة مفتوحة لاستقبال البضائع وهذا يبعد الخوف من فقدان أي سلعة في السوق، خصوصًا ألا يحصل أي حصار اقتصادي بحري وجوي كما سمعنا وأن يكون استهداف المصنع قد حصل في الإطار العسكري فقط وليس الاقتصادي".

أما بشأن المخزون الغذائي، فتمنّى "ألا يحصل أي حصار مدني اقتصادي لكي تبقى السلع متوافرة لأنّ الكميات الأكبر تأتي عبر المرفأ وعبر مطار بيروت وهي لا تزال متوافرة لغاية الآن".