غيرت أحداث السابع من أكتوبر حياة ملايين العرب والإسرائيليين.
لكن، ماذا عن العرب الإسرائيليين، وهم حوالي خمس السكان في إسرائيل؟
"نحن مجتمع واحد، حزننا واحد، وفرحنا واحد، بالإضافة إلى أن من قتلوا في هجوم حماس ليسوا يهودا فقط، بل كان هناك عرب وجنسيات أخرى"، يقول مندي صفدي، عضو حزب الليكود ورئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية والأبحاث، لـ(موقع الحرة).
ويؤكد "هذا الحدث الإرهابي المأساوي قرب بين أفراد المجتمع الإسرائيلي بشكل أكبر عما سبق، وأصبحنا يدا واحدة نرفض الاعتداء على أي مدني مسالم".
يقول: "يعيش العرب بكرامة داخل إسرائيل ويأخذون حقوقهم كاملة من تأمينات اجتماعية وطبية ومعاشات، وفي بعض الأحيان أكثر من اليهود أنفسهم، فعلى سبيل المثال، العرب ليس مفروضا عليهم التجنيد الإجباري بعكس اليهود".
ويتمتع المواطنون العرب بنفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها الإسرائيليون اليهود، لكنهم يعيشون في مدن أفقر، ويواجهون تحديات أخرى يعزوها بعض الخبراء إلى التمييز الهيكلي.
وكافحت الأحزاب السياسية العربية لفترة طويلة للحصول على تمثيل في حكومة إسرائيل، وأعرب العديد من العرب عن انزعاجهم من قيادة السياسيين اليمينيين، بما في ذلك رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتانياهو.
ومعظم العرب في إسرائيل مسلمون، لكن هناك أيضًا أقلية عربية مسيحية كبيرة، ومجتمعات محلية من الدروز والبدو ، الذين يعيشون وضعا متمايزا.
ويعيش بعض المواطنين العرب في إسرائيل في مجتمعات مختلطة مثل حيفا ويافا واللد، بينما يقيم آخرون في مدن وبلدات عربية، ويقولون إنهم يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية بسبب التمييز من قبل السلطات الإسرائيلية.
واختار عدة مئات الخدمة في الجيش الإسرائيلي كل عام، رغم إعفائهم من الخدمة الإلزامية.
وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية والعمل، قال صفدي إن "بعض العرب في إسرائيل يلمسون تحسن الأوضاع بالنسبة لهم في العمل تحديدا بعد السابع من أكتوبر، لأنه في السابق كان مسموحا لأهالي الضفة الغربية بالقدوم للعمل داخل إسرائيل، وبعد منعهم، أصبحت هناك وفرة في الوظائف يحاول الشباب والشابات العرب واليهود استغلالها لصالحهم حاليا".
وأكد أنه لم يواجه "أي شيء سيئ" ضده في محيط عمله ومنزله ومعارفه، بل على العكس، "أظهروا تعاطفا وتفهما".
وأضاف أن "روح الوحدة بين الشعب اليهودي والشعب العربي داخل إسرائيل كانت عظيمة، وبالتأكيد هناك أشخاص تأثروا سلبا بالأحداث، لكن ما اختبرته على المستوى الشخصي كان العكس تماما، لدرجة أن العديد من الشباب اليهود والعرب خرجوا معا لجمع تبرعات للجيش الإسرائيلي في حربه ضد الإرهاب".
وتابع أن "إسرائيل دولة واجهت الكثير من الهجمات الإرهابية منذ تأسيسها، وزادت حدتها وكثافتها في التسعينيات بالذات، لكن مع هذا، لم تتأثر وحدة وتقارب اليهود والعرب داخل المجتمع الإسرائيلي، وبقينا نعمل ونتعايش مع بعض حتى الآن، وسنظل هكذا".
ونفى صفدي، ، تعرضه لأي نوع من التمييز أو الاعتداء سواء من جانب السلطات أو من المدنيين اليهود، قائلا إن السلطات اعتقلت بالفعل بعضا من العرب "لكن من المحرضين والداعمين للإرهاب ولحماس، وهذا حقها مثلها مثل أي دولة مدنية ديموقراطية تحمي مواطنيها وتحترم نفسها".
وتابع أن "الشعب الإسرائيل عاقل ومتزن، ويدرك حجم الصعوبات التي تحيط به، ولذلك هو لا يتصرف بشكل انفعالي وعاطفي".
ويقول صفدي إنه يتعاطف مع الشعور السلبي لبعض العرب داخل إسرائيل، الذين يقولون إنهم يشعرون أنهم تحت المراقبة أو التهديد، قائلا "تداعيات وحشية أكتوبر محسوسة بالتأكيد، في مجتمع يُعتبر عادةً دراسة حالة للتعايش الناجح، لكننا ندين الإرهابيين، وندين كل ما فعلوه ونحزن على كل حياة أزهقت".
وأضاف أنه "حتى بالنسبة لمن تم اعتقالهم بعد إعلان فرحتهم بهجوم السابع من أكتوبر ودعمهم لحماس، تم اتخاذ إجراءات أمنية ضدهم معقولة وعادلة ولا تختلف عما إذا كان الأمر نفسه حدث في أي دولة أخرى".