مستوطن يحمل علمًا، خلال تجمع بكيبوتس بئيري للدعوة لإعادة الاستيطان بغزة (رويترز)
مستوطن يحمل علمًا، خلال تجمع بكيبوتس بئيري للدعوة لإعادة الاستيطان بغزة (رويترز)

اعتقلت السلطات الإسرائيلية 6 نشطاء اليمين المتطرف على الأقل، ليلة الخميس، وذلك بعد أن اخترقوا الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني، بغية الاستيطان هناك. 

وتسلل المتطرفون من نقطة على مقربة من معبر بيت حانون (إيريز) شمالي القطاع، حيث مكثوا في الأراضي الفلسطينية لمدة نصف ساعة. 

وكان قد جرى عقد اجتماع حاشد لنشطاء من اليمين المتطرف، الأسبوع الجاري، على مقربة من كيبوتس بئيري في منطقة غلاف غزة، للمطالبة بإعادة الاستيطان في القطاع الفلسطيني.

وشارك في ذلك التجمع عدد من الوزراء والنواب من حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ومن حزبي "العظمة اليهودية" و"الصهيونية الدينية". 

وأثار ذلك التجمع غضب رؤساء السلطات المحلية في منطقة غلاف غزة، معتبرين أن هدف الحرب في القطاع الفلسطيني ليس الاستيطان، مثلما يدعو إليه متطرفو اليمين في إسرائيل.

السلطات في غزة أعلنت مقتل 770 شخصا في شمال القطاع منذ 6 أكتوبر - صورة أرشيفية رويترز
شمالي غزة.. نصف مليون فلسطيني على شفا الكارثة
للأسبوع الثالث على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي الإطباق على منطقة شمال قطاع غزة، حيث أغلق كافة المنافذ الرئيسية بالآليات والسواتر الترابية، وعزل المنطقة عن مدينة غزة، تحت قصف مستمر ونسف للبيوت. وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاع الإنترنت بشكل كامل عن المنطقة.

وكان ضباط إسرائيليون عرفوا عن أنفسهم بـ"منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط" نشروا "خطة لهزيمة  حماس" مؤلفة من مرحلتين، يتم خلالها تهجير السكان المتبقين في شمال قطاع غزة والإعلان عن منطقة عسكرية مغلقة وتنفيذ الخطة لاحقا في أنحاء القطاع.

والأربعاء، أعاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، التأكيد على موقف الولايات المتحدة الرافض للدعوات الإسرائيلية لإعادة بناء وحدات استيطانية في قطاع غزة.

وقال: "نحن نرفض ذلك تماما. كما نرفض إعادة احتلال إسرائيل لغزة. وقلت ذلك في طوكيو قبل سنة. وهذه كانت سياسة الولايات المتحدة، وستظل.. وهذه على حد علمي سياسة الحكومة الإسرائيلية. وهذا ما سمعته من رئيس الوزراء، وهو صاحب الكلمة الرسمية في هذا الشأن".

 رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال
رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال

نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، صحة التقارير المتداولة بشأن نية، بنيامين نتانياهو، إقالة قيادات الأجهزة الأمنية، واصفا إياها بـ"غير الصحيحة" وتهدف لإثارة الانقسام. 

وأكد المكتب أن رئيس الوزراء عقد اجتماعا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الثلاثة، الجيش والشاباك والموساد، حيث شدد على أهمية مواصلة التعاون مع وزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس. 

وأقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الدفاع يوآف غالانت بعد خلافات خرجت إلى العلن بشأن حرب غزة وعيّن مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي تعهّد هزيمة "أعداء" بلاده.

ونفى مكتب نتايناهو المزاعم بأن الوزراء الحريديم (المتدينين المتشددين) كانوا على علم مسبق بقرار إقالة غالانت. مشيرا إلى أنهم  "علموا به من وسائل الإعلام."

وشابت علاقة نتانياهو وغالانت سلسلة توترات بشأن إدارة الحرب التي اندلعت بين  إسرائيل وحماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقال نتانياهو في بيان، بشأن قراره إقالة غالانت إنّ "الثقة تآكلت على مدى الأشهر الماضية. في ضوء ذلك، قررتُ اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع"، مضيفا أنه عيّن كاتس مكانه.

وعقب قراره الأخيرة، رجحت تقديرات إسرائيلية واسعة إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، إلى جانب مسؤولين أمنيين آخرين، وهو ما نفاه ديوان نتانياهو.

وفي تحليل للتطورات، يرى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن نتانياهو أصبح، بعد إقالة غلانت، صاحب القرار النهائي في جميع القضايا الأمنية على المستويات التكتيكية والنظامية والاستراتيجية، معتبرا أنه "يجمع الآن بين منصبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع".