صورة أرشيفية لمطار دمشق - فرانس برس
صورة أرشيفية لمطار دمشق - فرانس برس

كشفت مصادر أمنية، الأحد، أن إسرائيل منعت طائرة إيرانية من الهبوط في سوريا، للاشتباه في أنها تحمل "شحنة أسلحة" لحزب الله اللبناني.

وقالت المصادر إن إسرائيل "أصدرت أوامر لطائرة إيرانية كانت في طريقها للهبوط في سوريا، وتحمل شحنة يُعتقد أنها تحتوي على أسلحة وعتاد متطور لحزب الله، بالعودة شرقًا دون إكمال مهمتها".

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار حالة التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث يسعى الجيش لفرض قواعد جديدة على الأرض.

ووفقًا للتقارير، كانت الطائرة في طريقها إلى مطار دمشق الدولي عندما اعترضتها مقاتلات إسرائيلية فوق الأجواء الدولية، مما دفعها إلى تغيير مسارها والعودة شرقًا.

وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية، أن الطائرة "كانت محمّلة بمعدات عسكرية ذات أهمية استراتيجية قد تعزز القدرات القتالية لحزب الله في لبنان"، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي "عازم على منع أي تهديد قادم من لبنان أو سوريا، سواء من خلال تعزيز التواجد العسكري أو عبر العمليات الاستباقية". 

وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن الجيش كثف في الأسابيع الأخيرة من عملياته الاستخباراتية والعسكرية لضرب مسارات التهريب، سواء عبر الطرق البرية أو الجوية. 

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خلال جلسة حكومية، أن بلاده "ملتزمة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمنها القومي"، مشددًا على "أهمية مراقبة النشاط الإيراني في سوريا ولبنان".

وقال نتانياهو: "لن نسمح بأي تهديد يمس بأمن مواطنينا. سنواصل التصدي لمحاولات إيران ووكلائها تسليح حزب الله وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل". 

من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش "لن يتردد في استخدام القوة لمنع تعاظم قوة حزب الله"، فيما يرى خبراء إسرائيليون أن هذه التطورات، "تظهر استمرار إيران في محاولاتها لتعزيز ترسانة حزب الله بالأسلحة المتطورة".

ترامب يمتلك علاقة وثيقة بولي العهد السعودي
ترامب يمتلك علاقة وثيقة بولي العهد السعودي

مع توقع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ الأحد بعد 15 شهرا من الحرب، وعودة دونالد ترامب إلى الحكم الاثنين، يواجه ولي عهد السعودية والحاكم الفعلي للمملكة محمد بن سلمان معضلة شائكة تتمثل في الاعتراف بإسرائيل.

وفي حين رحبت الرياض بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الذي من المقرر أن يبدأ الأحد، فإنها أصرت على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي "الكامل" من غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن فراس مقصد لوكالة فرانس برس إن "المسار الموثوق به، مع مواعيد نهائية واضحة لقيام الدولة الفلسطينية، يبقى الشرط الأدنى لأي تطبيع مع إسرائيل".

كانت السعودية التي لا تعترف بإسرائيل، تجري مفاوضات منذ العام 2020 بهدف التقارب مع إسرائيل في مقابل اتفاقية دفاع مع واشنطن ومساعدة أميركية لتنفيذ برنامج نووي مدني.

ويقول الباحث السعودي عزيز الغشيان "لقد أوضح السعوديون أنهم بحاجة إلى هذا التحالف وهذه المعاهدة مع الولايات المتحدة".

لكن الأمر الأصعب للرياض سيكون طيّ صفحة الحرب في غزة، التي دفعت المملكة إلى تعليق كل المناقشات حول التطبيع المحتمل.

وتقول آنا جاكوبس من معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن "الحرب المدمرة في غزة، والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 ألف فلسطيني، عززت رفض أي تقارب مع إسرائيل" في أوساط الشعب السعودي المتضامن إلى حد كبير مع القضية الفلسطينية.

في سبتمبر الماضي، أكد ولي العهد السعودي أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل "قيام دولة فلسطينية"، منتقدا "جرائم" القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وبذلك عزز موقفه، الذي كان يطالب في السابق باتباع مسار "لا رجعة فيه" نحو إقامة دولة فلسطينية.

خلال ولايته الأولى، أقدم ترامب على خطوات عدة تصب في صالح إسرائيل، أبرزها نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وكان من أبرز أدواره التفاوضية اتفاقيات التطبيع في العام 2020 بين إسرائيل والبحرين والإمارات والمغرب.

وقال مقصد إن "ترامب عازم بشدة على إتمام ما يسميه صفقة القرن، وهي التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والعالم العربي بشكل عام".

وتجمع ترامب بالأمير محمد بن سلمان علاقة وثيقة. فبعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018، والذي أثار غضبا دوليا، كان ترامب أحد الأصوات القليلة التي دافعت عن ولي العهد السعودي، قائلا إن أحدا لم يوجه له الاتهام.

بعد تنصيبه الاثنين، "ستتركز جهود دونالد ترامب وجماعات الضغط المؤيدة للتطبيع في الولايات المتحدة ليس فقط على السعودية، ولكن بشكل خاص على محمد بن سلمان"، بحسب ما يقول الغشيان.

وترى جاكوبس أن "الرياض، بعدما اتخذت موقفا علنيا واضحا بشأن هذه القضية، سوف تضطر إلى التقدم بحذر وتأنٍ".

يضاف إلى ذلك أنه بعد سنوات من التوترات الإقليمية، تقاربت المملكة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وهو ما يمثل انتكاسة للمعسكرين الأميركي والإسرائيلي.

وإذا ما بدت إسرائيل مهتمة جدا بالتطبيع مع الرياض، فإن حكومتها مناهضة لحل الدولتين الذي تدعو إليه معظم بلدان المجتمع الدولي.

لكن اتفاقا مماثلا قد يكون معقدا بالنسبة لإدارة ترامب التي سيتعين عليها الاعتماد على أصوات الديموقراطيين للتصديق عليه في مجلس الشيوخ، كما أكد مقصد.

ورغم ذلك، يعتقد بعض المحللين أن نوعا من التطبيع لا يزال ممكنا، وإن لم يكن بكل معنى الكلمة.

وإذا حدث التطبيع، فمن المرجح أن "يقتصر على الاعتراف الدبلوماسي والسلام البارد، بدلا من السماح بالتبادلات التجارية والثقافية والشعبية"، كما قال مقصد، مستشهدا بمثال الأردن.

ففي العام 1994 أصبحت عمّان ثاني عاصمة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، بعد مصر في العام 1979، وهو خيار نددت به دول عربية عدة حينها.

ولكن مصر والأردن لم ينجحا أبدا في إقناع شعبيهما اللذين ينظران إلى إسرائيل باعتبارها عدوا.

وقالت جاكوبس إن "تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار سيكون حاسما للنظر في أي خطوات قادمة. ومن دون خريطة طريق واضحة لحل الدولتين، فسيظل التطبيع بعيد المنال".