دعوات في إسرائيل للرد على حزب الله
دعوات في إسرائيل للرد على حزب الله

أكدت إسرائيل، الاثنين، أنها سترد بقوة على أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، بعد إعلان حزب الله إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك منطقة جبل دوف، حسبما نقت هيئة البث عن مصدر أمني رفيع المستوى.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن بلاده ستلتزم بالرد على أي خرق لوقف إطلاق النار من قبل حزب الله، مشدداً على أن إطلاق النار الذي استهدف موقعاً للجيش الإسرائيلي في منطقة جبل دوف لن يمر دون رد قاسٍ.

وقال كاتس في تصريح له: "وعدنا بالتحرك ضد أي خرق لوقف إطلاق النار من قبل حزب الله، وهذا بالضبط ما سنفعله. ما كان في الماضي لن يكون".

وفي تصريحات للإذاعة الإسرائيلية "كان"، قال دافيد أزولاي، رئيس بلدية المطلة: "لم أفاجأ بالخرق، لكن ما فاجأني توقيته المبكر. أدعو الحكومة الإسرائيلية لعقد اتفاق حقيقي وليس مجرد خدعة. أتوقع الآن أن أرى طائرات سلاح الجو تواصل قصف الضاحية".

ودعا وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إلى رد حازم، قائلا: "حزب الله ارتكب خطأً فادحاً، وخرقه بإطلاق النار على جبل دوف يجب أن يُواجَه بضربة قوية تُغيّر المعادلة بشكل كامل. انتهى عصر الاحتواء".

وقال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض، أفيغدور ليبرمان: "يكفي مع هذه المفاهيم الخاطئة. عندما تدرك الحكومة الإسرائيلية أنه لا يمكن عقد اتفاقيات مع الإرهابيين، عندها فقط يمكنها استعادة الردع والأمن لمواطني الدولة. لا يمكننا الانتظار حتى ندفع الثمن بالدماء".

وأكدت إسرائيل، الاثنين، أن حزب الله أطلق قذائف صاروخية على شمال البلاد، وذلك بعدما أعلن التنظيم شن هجوم على موقع عسكري إسرائيلي، ردا على "خروقات" لوقف إطلاق النار، وفق مراسلي الحرة في بيروت وتل أبيب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن حزب الله "أطلق قذيفتيْن صاروخيتيْن باتجاه منطقة جبل دوف، في شمال إسرائيل، وقد سقطا في مناطق مفتوحة، دون وقوع إصابات".

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم إطلاق هجمات على إسرائيل منذ إعلان وقف اتفاق النار ، وفق مراسلة الحرة.

وأشار حزب الله في بيان إلى أنه استهدف الموقع ردا على "إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان... واستمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية".

وختم الحزب المصنف إرهابيا على اللوائح الأميركية بيانه بعبارة "وقد أعذر من أنذر".

العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس
العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس

تبحث إسرائيل إمكانية البقاء بمواقع محددة في جنوب لبنان، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي كان من المقرر أن تنسحب خلالها قواتها من جميع القرى والبلدات والمواقع الحدودية، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في أواخر نوفمبر الماضي.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن حكومة، بنيامين نتنياهو، توجهت بطلب لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشأن إمكانية بقاء الجيش الإسرائيلي في خمسة مواقع جنوبي لبنان.

وتطرح تساؤلات عن إمكانية اشتعال الحرب مجددا مع قرب انتهاء مهلة الشهرين وعن السيناريوهات المتوقعة في حال عدم انسحاب القوات الإسرائيلية.

ويقول الباحث والمحلل السياسي، طارق أبو زينب، إن "المخاوف تتزايد من احتمال انهيار الهدنة القائمة بين لبنان وإسرائيل في ظل تطورات تنذر بتصعيد محتمل".

خطوة استفزازية

وأشار في حديثه لموقع "الحرة" إلى أن طلب حكومة نتنياهو من إدارة ترمب السماح للجيش الإسرائيلي بالبقاء في خمسة مواقع جنوب لبنان "يُعد خطوة استفزازية وخطيرة تهدد استقرار الوضع الهش في المنطقة. هذا الطلب قد يثير حفيظة حزب الله الذي يعتبر أي وجود إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية تجاوزا صريحا للخطوط الحمراء، مما قد يدفع إلى رد فعل قد يشعل فتيل مواجهة أوسع".

وأضاف "ورغم أن احتمالات اندلاع حرب شاملة تبدو منخفضة في الوقت الراهن، إلا أن المخاطر تظل قائمة. القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب قد تكون كارثية، خاصة مع التحديات الإقليمية المتفاقمة".

ولفت أبو زينب إلى أن "السيناريو الأرجح حتى الآن هو استمرار التهدئة الهشة مع احتمالات التصعيد المحدود، كإطلاق صواريخ متفرقة من جنوب لبنان أو ضربات إسرائيلية محدودة تستهدف مواقع معينة، وهو ما يُستخدم من قبل الطرفين كرسائل تحذيرية متبادلة دون التورط في مواجهة شاملة".

وتابع "لكن هذا التوازن المؤقت قد ينهار في أي لحظة، خاصة إذا فشلت الجهود الدولية في احتواء الأزمة أو تغيرت الحسابات السياسية لأي من الطرفين".

كما تحدث عن قيام وسائل إعلام محسوبة على حزب الله ببث رسائل مكثفة خلال الأيام الأخيرة، تُبرز "جهوزية المقاومة" و"قدرتها على فرض معادلات جديدة"، وهو ما وصفه بـ"محاولة لتعبئة الحاضنة الشعبية لأي تطورات محتملة بعد انتهاء الهدنة".

وأفادت مراسلة "الحرة" في بيروت، الخميس، بأن لقاء سيعقد بين رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي، جيسبر جيفرز، ورئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان، ليزا جونسون.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، الخميس، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجتمع مساء اليوم لبحث مسألة انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وقالت إن الاجتماع يأتي "عقب طلب نتنياهو من ترمب السماح ببقاء الجيش في مواقع بجنوب لبنان".

ويطالب الجيش الإسرائيلي بتمديد بقائه بمناطق في الجنوب اللبناني، لمدة 30 يوما على الأقل لإنهاء ما وصفه بـ"المهام الأمنية الضرورية"، بحسب ما جاء في تقرير أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، الأربعاء.

الحرب قد تشتعل مجددا

ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، أن الحرب قد تشتعل مجددا في حال عدم انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وعودة حزب الله إلى القرى والمناطق الحدودية وإطلاقه الصواريخ على إسرائيل.

وقال في حديثه لموقع "الحرة" إن "القضية الأولى هي أن الجيش اللبناني لم ينتشر في جنوب لبنان كما كان مخططا له، وعليه إسرائيل لا تستطيع أن تنسحب من هذه المواقع (في الجنوب) طالما أن الجيش اللبناني لم ينتشر في كافة أنحاء الجنوب".

وأضاف "ثانيا كما سمعنا يوم أمس (الأربعاء) من قائد المنطقة الشمالية، فهناك خروقات جمة من قبل حزب الله، وهذه الأمور لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لأن حزب الله يخرق الاتفاق وربما يتهيأ للقيام بعمليات تخريبية" على حد وصف نيسان.

وتابع "ثالثا هناك كما عُلم أن إسرائيل توجهت إلى ترمب بطلب تمديد بقاء القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حتى يشعر السكان في شمال إسرائيل بالأمان، ولضمان عدم عودة مخربي حزب الله إلى القرى في جنوب لبنان، والاستعداد للقيام بعمليات تخريبية" على حد تعبيره.

ولفت إلى أنه "سنرى ماذا سيكون الرد الأميركي، خاصة أن الولايات المتحدة هي أحد أطراف اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسمعت من بعض المتحدثين في حزب الله قولهم إن على إسرائيل أن تنسحب من جنوب لبنان، وإذا لم تنسحب فإن ما كان قائما خلال ستين يوما سيتغير".

وأشار "إذا حزب الله بدأ يهدد بإطلاق الصواريخ، وانهار اتفاق وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ستضربه في كافة المناطق اللبنانية".

وختم حديثه قائلا "إذا لم ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب، وحاول حزب الله الانتشار في الجنوب، فإسرائيل لن تقبل بذلك أبدا".