نتانياهو بلقطة أرشيفية - رويترز
نتانياهو بلقطة أرشيفية - رويترز

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، بالتحرك "بقوة وتصميم" ضد الحوثيين، وذلك غداة إطلاق صاروخ من اليمن أصاب منطقة قرب تل أبيب، بعد فشل محاولات اعتراضه، وأدى إلى إصابة 14 شخصا.

وقال نتانياهو في مقطع فيديو بثه مكتبه: "كما تصرفنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فإننا سنتحرك ضد الحوثيين، والنتيجة واحدة فقط في هذه الحالة".

وأضاف: "نحن لا نتصرف بمفردنا، الولايات المتحدة ودول أخرى ترى أيضًا أن الحوثيين يشكلون تهديدًا ليس فقط للشحن الدولي، بل للنظام الدولي. ولذلك، سنتصرف بقوة وعزم وحنكة. أقول لكم، حتى لو استغرق الأمر وقتاً، فإن النتيجة ستكون نفسها، كما هو الحال مع الأذرع الإرهابية الأخرى".

وتابع نتانياهو: "ما أطلبه منكم، أيها المواطنون الإسرائيليون، هو التحلي بالصبر، ومواصلة إظهار نفس الموقف الصارم الذي أظهرتموه حتى الآن، والحذر الشديد في التعامل مع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية. أنا أطلب منكم أن تفعلوا ذلك، ونحن سوف نفعل الباقي".

والسبت، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة إكس أنه "عقب إطلاق صاروخ من اليمن وتفعيل إنذاراتٍ وسط إسرائيل، جرت محاولات اعتراض غير ناجحة"، مضيفا "التفاصيل لا تزال قيد الفحص".

وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء"، إن 14 شخصا أصيبوا بجروح.

وذكرت أن طاقم الإسعاف والطوارئ التابع لنجمة داوود الحمراء، يقدم العلاج الطبي لـ14 شخصا، أصيبوا بشظايا الزجاج، ونقل بعضهم إلى المستشفى.

وأفادت الشرطة بوقوع "أضرار" في عدد من المساكن.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصاروخ سقط في بني براك شرقي تل أبيب.

وقال متحدث باسم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، إنها أصابت "هدفا عسكريا" في منطقة يافا "بصاروخ باليستي فرط صوتي".

ومنذ نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه "دعما" للفلسطينيين في قطاع غزة حيث تدور حرب مدمّرة بين إسرائيل وحماس منذ أن شنّت الحركة هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وفي يوليو 2024، أدّى انفجار مسيّرة مفخّخة في تل أبيب في هجوم نفّذه الحوثيون إلى مقتل مدني إسرائيلي.

وردّا على ذاك الهجوم شنّت إسرائيل ضربات انتقامية على محافظة الحديدة الساحلية اليمنية.

وأدّت هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة البحرية إلى اضطرابات كثيرة في حركة النقل البحري في هذه المنطقة الأساسية للتجارة العالمية.

وردّا على هذه الهجمات تشن الولايات المتحدة، بالاشتراك أحيانا مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.

ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي
ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي

يحتل التعاون الأميركي الإسرائيلي بشأن غزة صدارة المشهد السياسي، مع تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب على مقاربة جديدة للملف، بعيدا عن الحلول التقليدية.

وفي أول زيارة له إلى إسرائيل، شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ضرورة "القضاء" على حركة "حماس"، مؤكدا أن استمرارها كقوة عسكرية أو حكومة، غير مقبول.

في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو العلاقة مع واشنطن بأنها تستند إلى "استراتيجية مشتركة" حيال مستقبل غزة.

وبسؤال الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية أمير آرون، عما إذا كان ترامب ونتانياهو على نفس الصفحة في ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، قال "ربما، لكن الرئيس الأميركي لديه صفحات أكثر بكثير ليقرأها".

وأوضح أنه بعد حديث ترامب عن إعادة توطين الفلسطينيين، يبدو أن اهتمامه انتقل الآن إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

واعتبر آرون أن فكرة ترامب "ولدت ميتة"، حيث لم تحظ بأي دعم يذكر سوى من نتانياهو، حتى مجموعة السبع لم تؤيدها.

لكنه يشير إلى أن الإدارة الأميركية الآن تعتبر أنها حركت المياه الراكدة.

من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة" أنه "لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض في غزة".

واعتبر أن حديث ترامب عن "ريفييرا في غزة" كان يهدف إلى الضغط على الدول العربية لتأتي بمقترح بديل لغزة ما بعد الحرب، ودفعهم أيضا المشاركة في إعادة البناء وفي ضبط الأمن مع وجود فعلي لدعم السلطة الفلسطينية في غزة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها تصور يتعلق باليوم التالي من انتهاء الحرب.

وقال: "هذا ما يعمل عليه العرب مجددا الآن للرد على الاقتراح الآخر من ترامب".

ويرى أن الدور الأميركي في غزة سيكون بالمساعدة على تكييف المقترحات العربية والعمل مع الحكومة الإسرائيلية للتوافق على اتفاق ما.

ماذا بشأن مستقبل المفاوضات والحرب في غزة؟

أكد نتانياهو في مؤتمر صحفي الأحد مع روبيو، أن بلاده ستفتح "أبواب الجحيم" في غزة إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن المحتجزين هناك.

وأشار إلى أن "إسرائيل ستقضي على القدرة العسكرية لحماس وحكمها السياسي في غزة".

وجاءت زيارة روبيو على وقع خلافات حول بنود الاتفاق ومخاوف من انهياره قبل الوصول للمرحلة الثانية منه.

وشدد شينكر على أنه إذا كان هناك أي دور لحماس في قيادة غزة، فإن ذلك سيؤدي لاستئناف الحرب.

واتفق معه آرون الذي قال إن "حكومة نتانياهو تعتمد على استمرار المواجهة".

لكنه يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعلم أن حركة حماس لن تطلق سراح الجنود إلا إن كان هناك تعهد من إسرائيل بعدم الاستمرار باستهداف قادة حماس، "وهنا نجد تناقضا لا يسهل حله" على حد قوله.

ويشير إلى أن الحل قد يكون في أن يتدخل ترامب ويعلن التزامه بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب، مما ينقذ تماسك ائتلاف الحكومة اليمينية.