كشف تقرير خاص أعده فريق خبراء في الجيش الإسرائيلي عن تراجع ملحوظ في الانضباط والالتزام بالمعايير العسكرية خلال العمليات القتالية المستمرة، منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر.
وعرض التقرير الذي أعد عقب مقتل كل من الباحث في التاريخ والجغرافيا وأحد مؤسسي مستوطنة عوفرا، زئيف أرليخ البالغ من العمر 71 عاما، والجندي، جور كاهاتي في معركة بجنوب لبنان، على رئيس الأركان واشتمل على توصيات لتعزيز الانضباط العسكري.
وقتل أرليخ عندما دخل برفقة قوة من الجيش الإسرائيلي إلى موقع أثري في جنوب لبنان بالقرب من مدينة صور.
وخلال تواجدهم في الموقع، تعرضوا لإطلاق نار من قبل مسلحين من حزب الله كانوا مختبئين في المكان. وأسفر الهجوم عن مقتل أرليخ وكاهاتي، وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة، بالإضافة إلى إصابة رئيس أركان لواء جولاني، الكولونيل (احتياط) يوآف ياروم، بجروح متوسطة.
وأثارت هذه الحادثة تساؤلات حول ملابسات دخول أرليخ، كمدني، إلى منطقة قتال.
وتوصل التحقيق إلى تسجيل ضعف للانضباط الميداني، من خلال حالات استخدام غير قانوني للهواتف المحمولة في مناطق القتال، مما أدى إلى تسريب معلومات حساسة ونشر مقاطع فيديو أثرت على الشرعية الدولية.
بالإضافة إلى إهمال المظهر العسكري، إذ لوحظ تراجع في الالتزام بارتداء الزي العسكري الرسمي واستخدام رموز غير معتمدة.
كما تم تسجيل دخول غير مصرح به، من خلال السماح بدخول عدد محدود من المدنيين إلى مناطق القتال دون إذن رسمي.
وقدم التقرير الخاص مجموعة من التوصيات لتعزيز الانضباط العسكري، وشملت: إجراء أيام تدريب خاصة لتعزيز الانضباط، وتنفيذ برامج تعليمية في الوحدات القتالية تبدأ من مرحلة التدريب الأساسي.
علاوة على تكثيف الرقابة على الالتزام بالقواعد الأمنية والزي الرسمي، وتحسين السلامة الميدانية عبر توجيهات صارمة لتجنب الحوادث.
وأكد رئيس الأركان أهمية الانضباط العسكري كعامل أساسي لتحقيق النجاح العملياتي، مشيدا بالجهود التي تبذلها الوحدات القتالية.
كما أشار إلى أن هذه المرحلة تمثل فرصة لتقييم المعايير العسكرية القائمة وإجراء إصلاحات تهدف إلى تحسين الأداء الميداني.
ولا تزال الظروف المحيطة بمقتل أرليخ وكاهاتي قيد التحقيق من قبل الشرطة العسكرية، ومن المقرر تقديم النتائج النهائية، بعد استكمال التحقيقات وعرضها على النيابة العسكرية.