صورة لعناصر من لواء "كفير" في غزة نشرها الجيش الإسرائيلي- تعبيرية
صورة لعناصر من لواء "كفير" في غزة نشرها الجيش الإسرائيلي- تعبيرية

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء عن إنهاء "لواء كفير" مهمته في شمال قطاع غزة، التي استمرت ثلاثة أشهر.

وقال إنه "قضى على العديد من المسلحين الفلسطينيين الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023"، الذي قادته حركة حماس عبر فصيلها المسلح "كتائب عز الدين القسام".

كما "عثر اللواء على معدات قتالية ودمر بنية تحتية لحماس وأنفاقاً"، وفق بيان الجيش.

ومن أبرز المناطق التي شارك فيها "كفير" في القتال، وفق بيان الجيش، بيت لاهيا، بيت حانون، حي الضباط وحي الشيخ زيد.

وتقاتل قوات اللواء في قطاع غزة وجنوب لبنان وتنفذ عمليات في الضفة الغربية.

وقد "أكملت القوات الآن مهمتها في شمال غزة وتستعد لمهام جديدة"، بحسب البيان.

ما هو اللواء "كفير"؟

يُدعى أيضا لواء "900"، تم تأسيسه عام 2005 لمواجهة مسلحين في الضفة الغربية.

ومنذ ذلك الحين حتى أكتوبر 2023 لم يتدخل في قطاع غزة. وفي نوفمبر 2024، انضم للواء "غفعاتي" للقتال في الشمال تحت إمرة الفرقة "162".

و"كفير" هو أكبر لواء مشاة في جيش الدفاع الإسرائيلي، متخصص بمهمات حرب المدن وحرب العصابات.

وقتل العديد من جنوده في المعارك شمال غزة. كان يتم الإعلان عن أسمائهم ورتبهم بين وقت وآخر.

ويوم السبت الماضي، أعلن الناطق الإعلامي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عن استكمال اللواء عمليته في حيّ الضباط في بيت حانون.

وقال إن حماس استخدمته كمخبأ لعناصرها، وكذلك توجد فيه أنفاق ومواقع إطلاق صواريخ ومبان مفخخة وفتحات أنفاق.

قال أدرعي إن "كفير" دمر المجمع والبنية التحتية بالكامل.

مقتل آلاف المدنيين

وعلى الطرف الآخر، قالت مصادر في قطاع غزة إن العملية العسكرية في الشمال أسفرت عن مقتل نحو 4 آلاف وإصابة أكثر من 10 آلاف شخص، عدا عن تهجير أكثر من 130 ألفاً.

وتسببت العملية أيضاً بتدمير البنية التحتية في الشمال من مدارس ومستشفيات آخرها مستشفى كمال عدوان، الذي أخلي من المرضى والموظفين واعتُقل مديره. 

مصير حسام أبو صفية، مدير المستشفى لا يزال مجهولاً، إلى جانب نحو 1800 آخرين اعتقلوا في شمال القطاع خلال العملية الإسرائيلية.

وأظهرت مشاهد التقطتها عدسات الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا وقد دمر بشكل شبه كامل وسويّت أغلب مبانيه في الأرض.

 

كما نشر فلسطينيون مشاهد لجثث في الشوارع خلال الأشهر الماضية، منعت طواقم الإسعاف من انتشالها.

غداة ذلك، سارعت الكلاب الضالّة بالتهام عدد منها، تم توثيق ذلك بالكاميرات.

الأهداف الأساسية للعملية

وفي مقابلة سابقة مع مصدر إسرائيلي عسكري، أوضح لمراسل الحرة أبرز أهداف العملية العسكرية في شمال غزة.

الأول منها القضاء على لواء شمال غزة التابع لحركة حماس.

وركزت العملية على استهداف المسلحين والقادة العسكريين، وفق المصدر، مؤكداً تصفية قادة الكتائب، وما تبقى عناصر متفرقة أو خلايا تم القضاء على معظمها.

صورة لعناصر من لواء "كفير" في غزة نشرها الجيش الإسرائيلي- تعبيرية

كما اعتقل الجيش 1300 من عناصر حماس في جباليا، تم نقلهم إلى سجون إسرائيلية، مثل "سدي تيمان".

وفي ما يتعلق بالمدنيين من سكان المنطقة، قال المصدر "تم تشجيعهم على مغادرة المناطق المستهدفة، حيث أُخلي حوالي 75 ألف شخص من جباليا وبيت لاهيا".

ونفى أن يكون الجيش الإسرائيلي استهدف المدنيين في شمال القطاع، موضحاً أن العملية "موجهة ضد البنية التحتية العسكرية التابعة لحماس، لضمان عدم استعادة قدراتها القتالية".

الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان
الاتفاقية تشترط ان تعزز قوات الأمم المتحدة "يونيفل" انتشارها في جنوب لبنان

تنتهي اليوم الأحد 26 يناير/كانون الثاني، المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

هذا الاتفاق، الذي تم بوساطة أميركية، كان يهدف إلى وضع حد للنزاع الممتد لأكثر من عام، حيث كان يشترط انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

ومع انتهاء المهلة، تتزايد المخاوف الدولية بشأن عدم التزام الأطراف بالاتفاق. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا السبت الأطراف المعنية إلى الوفاء بالتزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، مشدداً على أهمية استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه.

جاء هذا في سياق محادثة هاتفية مع الرئيس اللبناني جوزاف عون، حيث أعرب عن قلقه من المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق. الرئيس اللبناني من جانبه، شدد على ضرورة إلزام إسرائيل باحترام الاتفاق لضمان استقرار المنطقة.

العمليات الإسرائيلية ألحقت دمارا واسعا في جنوب لبنان - أسوشيتد برس
إسرائيل تبحث البقاء في جنوب لبنان.. هل تشتعل الحرب مجددا؟
تبحث إسرائيل إمكانية البقاء بمواقع محددة في جنوب لبنان، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي كان من المقرر أن تنسحب خلالها قواتها من جميع القرى والبلدات والمواقع الحدودية، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في أواخر نوفمبر الماضي.

وبحسب بنود الهدنة، يتوجب على حزب الله، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.

في الجانب الإسرائيلي، أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتم بالكامل في الموعد المحدد، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ستواصل الانسحاب "بالتنسيق مع الولايات المتحدة" نظراً لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق بشكل كامل.

وأوضح البيان، أن إسرائيل "لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان".

من جهته، ألقى الجيش اللبناني باللوم على إسرائيل في التأخير، مؤكداً أنه مستعد لاستكمال انتشاره في المنطقة فور انسحاب القوات الإسرائيلية، وأقر بحصول "تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من الجانب الإسرائيلي".

وقد سادت أجواء من التوتر بين الأطراف، حيث اتهم لبنان إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقية، في حين هدد حزب الله بأن عدم احترام إسرائيل لمهلة الانسحاب "يعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق".

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
الهدنة تنتهي الأحد.. إلى أين يتجه الوضع في جنوب لبنان؟
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقاء جزء من قواته في جنوب لبنان لحين تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، موجهًا اللوم للجيش اللبناني وحزب الله لعدم التزامهما بشروط "انتشار كامل للجيش في جنوب لبنان وانسحاب عناصر الحزب إلى شمال نهر الليطاني".

وبالرغم من سريان الهدنة، شهدت الأسابيع الماضية تبادل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار، حيث نفذت إسرائيل ضربات ضد منشآت وأسلحة للحزب، بينما أفاد الإعلام اللبناني عن عمليات تفخيخ لمنازل ومبانٍ في القرى الحدودية.

في ظل هذه التطورات، ما زالت المخاوف قائمة بشأن استقرار المنطقة واحتمالية تصعيد التوترات إذا لم يتم الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

وقد حذر الجيش اللبناني السكان من العودة إلى القرى الحدودية بسبب الألغام والمخلفات التي خلفتها العمليات العسكرية الإسرائيلية.