جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز

دانت دول عربية، نشر صفحة رسمية إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، خريطة لما قيل إنها "مملكة إسرائيل" قبل 3 آلاف عام.

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن "إدانته الشديدة" لقيام "حسابات إسرائيلية رسمية بنشر خرائط تزعم أنها تاريخية، وتضم أراض عربية من الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا".

واعتبر البيان أن نشر هذه الخرائط "ليس تصرفا عشوائيا، بل يعكس حالة من التطرف اليميني والهوس الديني التي تسود الحكومة الإسرائيلية الحالية".

ونشرت صفحة تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية ناطقة بالعربية، خريطة وأرفقتها بنص عنوانه "هل تعلم أن مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة؟".

وأضاف بيان أبو الغيط، أن "هذه الممارسات تعتمد على خرافات تاريخية تُقدم على أنها حقائق".

وبدوره، قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن نشر حسابات رسمية إسرائيلية "خرائط للمنطقة تشمل الأراضي الفلسطينية والعربية، ونشر تصريحات عنصرية تدعو فيها إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة، هي دعوات مدانة ومرفوضة، وتشكل خرقاً فاضحاً لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".

كما هاجم الأردن بشدة المنشور الإسرائيلي، ودانت وزارة الخارجية في بيان، الثلاثاء، ما نشرته الحسابات الإسرائيلية "بأشد العبارات".

وربطت الخارجية الأردنية المنشور بتصريحات "عنصرية" لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يدعو فيها لضم الضفة الغربية وبناء مستوطنات في قطاع غزة.

وطالب البيان الأردني الحكومة الإسرائيلية بوقف "التصرفات التحريضية فورا.. التي تسهم في تأجيج الصراعات وتعد تهديدا للأمن والسلم الدوليين".

كما أصدرت قطر بيانا، الثلاثاء، يندد بالمنشور الإسرائيلي، وقالت إن ذلك يعد "انتهاكا سافرا لقرارات الشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي".

ورغم الانتقادات، لا يزال المنشور موجودا على حسابات وزارة الخارجية الإسرائيلية الناطقة بالعربية.

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز

أصدر المستوى السياسي الإسرائيلي، الخميس، تعليمات للجيش بعدم الانسحاب في هذه المرحلة من القطاع الشرقي في جنوب لبنان، رغم انتهاء مهلة الستين يوما لوقف إطلاق النار يوم الأحد المقبل، وفقا لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية (كان).

في المقابل، بدأ الجيش الإسرائيلي إعادة انتشاره في القطاع الغربي، وفقا للاتفاق المبرم مع الحكومة اللبنانية. وبحسب التقرير، أبلغ المستوى السياسي كبار المسؤولين في الجيش بأن إسرائيل تجري اتصالات مع الإدارة الأميركية الجديدة بهدف الحصول على مزيد من الوقت قبل تنفيذ الانسحاب الكامل من لبنان، وهو ما قد يمتد من أيام إلى أسابيع.

في ظل هذه التطورات، يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال قيام حزب الله بمحاولات لزعزعة وقف إطلاق النار، نتيجة استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان. كما تتوقع إسرائيل محاولات من قبل مدنيين لبنانيين للعودة إلى قراهم في القطاع الشرقي، حيث ستظل القوات الإسرائيلية متمركزة بعد انتهاء المهلة المحددة.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في لبنان ينص على انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي خلال 60 يومًا، لكن تمت صياغة البند مع الأخذ في الاعتبار أن عملية الانسحاب قد تستغرق فترة أطول.

وأكد البيان أن تنفيذ الانسحاب مرتبط بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتطبيق الاتفاق بشكل كامل وفعال، إلى جانب انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.

وأضاف أن استمرار الانسحاب التدريجي يتم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن لبنان لم يطبق الاتفاق بالكامل حتى الآن.

وشدد مكتب رئيس الوزراء على أن إسرائيل لن تخاطر بأمن مستوطنيها ومواطنيها، مؤكداً أن الهدف الأساسي من العمليات في الشمال هو ضمان عودة السكان إلى منازلهم بأمان.

وفي سياق متصل، قال رئيس حزب المعسكر الرسمي المعارض، بيني غانتس، إنه لا ينبغي للجيش الإسرائيلي الانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب لبنان، مشددا على ضرورة استمرار العمليات العسكرية ضد أي انتهاك من قبل حزب الله، بغض النظر عن حجمه.

وأضاف غانتس أن إسرائيل يجب أن تصر على تنفيذ الاتفاق بالكامل من قبل الحكومة اللبنانية، مؤكدا أن الأولوية يجب أن تكون لضمان أمن سكان الشمال ومنع إعادة تشكيل التهديد الذي يواجه مستوطنات المنطقة.

وأشار إلى أن عدم تحقيق ذلك يعني أن إسرائيل لم تستخلص العبر من أحداث السابع من أكتوبر 2023.