رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش (رويترز)

هدد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأحد، بعدم الاستمرار في الحكومة حال أوقفت الحرب بشكل نهائي في غزة، وذلك في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقال الوزير المنتمي إلى حزب "الصهيونية الدينية" الشريك في حكومة بنيامين نتانياهو، إنه عارض اتفاق وقف إطلاق النار، لكن "إسقاط الحكومة سوف يقود حتما إلى وقف الحرب".

وتابع، عبر حسابه على منصة إكس، أن الاتفاق "يعيدنا إلى الوراء، لكن لا يغلق الباب أمام هدف تدمير حماس وإسقاط حكمها في غزة"، مؤكدا أن "البقاء في الحكومة شرطه مواصلة السعي نحو النصر".

وأضاف أنه "سيبقى في الحكومة لكنه سيترك سيف التهديد معلقا خلال الأشهر المقبلة"، مضيفا أن ذلك جعله يخوض مفاوضات مع رئيس الحكومة في هذا الشأن.

واستقال أعضاء حزب "العظمة اليهودية" الحكومة الإسرائيلية، بوقت سابق الأحد، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير، بسبب اعتراضهم على اتفاق وقف إطلاق النار.

ونشر الحزب بيانا، أشار فيه إلى استقالات بن غفير، ووزير التراث عميحاي إلياهو، ووزير النقب والجليل يتسحاق واسرلاف، من الحكومة الإسرائيلية، بسبب ما وصفوه بـ"الاتفاق المستسلم" مع حماس.

وبعد 15 شهرا من حرب مدمرة، دخل صباح الأحد، اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة حيز التنفيذ، بتأخير حوالي 3 ساعات، بسبب تأخر حماس في تسليم قائمة بثلاث رهائن يفترض الإفراج عنهن خلال النهار.

وبعدما تأخرت حماس في تقديم قائمة الأسماء، وتأجيل وقف إطلاق النار الذي كان مقررا في الساعة 8,30 صباحا بالتوقيت المحلي (6,30 بتوقيت غرينيتش)، شنت إسرائيل ضربات جديدة على القطاع أوقعت 8 قتلى، حسب الدفاع المدني.

وأعلنت حماس أن التأخير يعود لأسباب "تقنية وميدانية"، وفي وقت لاحق كشفت عن الأسماء الثلاثة للمختطفات، وهن رومي جونين (24 عاماً)، وإميلي دماري (28 عاماً) ودورون شطنبر خير (31 عاماً).

ويشمل اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى، إطلاق حماس سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين من بين 98 أحياء، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون.

فيما تفرج إسرائيل خلال نفس المرحلة عن حوالي ألفي سجين فلسطيني لديها، من بينهم 737 من الذكور والإناث والقصّر، بعضهم مدانين بتنفيذ هجمات مميتة ضد إسرائيليين.

كما تشمل 1167 فلسطينيا من غزة احتجزتهم إسرائيل، منذ بداية التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي
ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي

يحتل التعاون الأميركي الإسرائيلي بشأن غزة صدارة المشهد السياسي، مع تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب على مقاربة جديدة للملف، بعيدا عن الحلول التقليدية.

وفي أول زيارة له إلى إسرائيل، شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ضرورة "القضاء" على حركة "حماس"، مؤكدا أن استمرارها كقوة عسكرية أو حكومة، غير مقبول.

في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو العلاقة مع واشنطن بأنها تستند إلى "استراتيجية مشتركة" حيال مستقبل غزة.

وبسؤال الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية أمير آرون، عما إذا كان ترامب ونتانياهو على نفس الصفحة في ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، قال "ربما، لكن الرئيس الأميركي لديه صفحات أكثر بكثير ليقرأها".

وأوضح أنه بعد حديث ترامب عن إعادة توطين الفلسطينيين، يبدو أن اهتمامه انتقل الآن إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

واعتبر آرون أن فكرة ترامب "ولدت ميتة"، حيث لم تحظ بأي دعم يذكر سوى من نتانياهو، حتى مجموعة السبع لم تؤيدها.

لكنه يشير إلى أن الإدارة الأميركية الآن تعتبر أنها حركت المياه الراكدة.

من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة" أنه "لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض في غزة".

واعتبر أن حديث ترامب عن "ريفييرا في غزة" كان يهدف إلى الضغط على الدول العربية لتأتي بمقترح بديل لغزة ما بعد الحرب، ودفعهم أيضا المشاركة في إعادة البناء وفي ضبط الأمن مع وجود فعلي لدعم السلطة الفلسطينية في غزة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها تصور يتعلق باليوم التالي من انتهاء الحرب.

وقال: "هذا ما يعمل عليه العرب مجددا الآن للرد على الاقتراح الآخر من ترامب".

ويرى أن الدور الأميركي في غزة سيكون بالمساعدة على تكييف المقترحات العربية والعمل مع الحكومة الإسرائيلية للتوافق على اتفاق ما.

ماذا بشأن مستقبل المفاوضات والحرب في غزة؟

أكد نتانياهو في مؤتمر صحفي الأحد مع روبيو، أن بلاده ستفتح "أبواب الجحيم" في غزة إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن المحتجزين هناك.

وأشار إلى أن "إسرائيل ستقضي على القدرة العسكرية لحماس وحكمها السياسي في غزة".

وجاءت زيارة روبيو على وقع خلافات حول بنود الاتفاق ومخاوف من انهياره قبل الوصول للمرحلة الثانية منه.

وشدد شينكر على أنه إذا كان هناك أي دور لحماس في قيادة غزة، فإن ذلك سيؤدي لاستئناف الحرب.

واتفق معه آرون الذي قال إن "حكومة نتانياهو تعتمد على استمرار المواجهة".

لكنه يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعلم أن حركة حماس لن تطلق سراح الجنود إلا إن كان هناك تعهد من إسرائيل بعدم الاستمرار باستهداف قادة حماس، "وهنا نجد تناقضا لا يسهل حله" على حد قوله.

ويشير إلى أن الحل قد يكون في أن يتدخل ترامب ويعلن التزامه بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب، مما ينقذ تماسك ائتلاف الحكومة اليمينية.