نشر الجيش الإسرائيلي الأحد فيديو قال إنه يوثق لحظة وصول الرهائن الثلاث المفرج عنهم اليوم إلى إسرائيل.
الصورة مأخوذة من مقطع فيديو للجيش الإسرائيلي تُظهر اثنين من بين ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهن اليوم

إميلي دماري.. ورومي غونين.. ودورون شتاينبريشر.. 3 إسرائيليات أمضين 471 يوما وهن مختطفات في قطاع غزة، لكن الأحد كان اليوم الموعود، حيث اجتمعن بعائلاتهن، بعد اتفاق وقف إطلاق نار طال انتظاره.. فماذا نعرف عنهن؟.

إميلي دماري

ظهرت دماري في مقاطع فيديو بعد وصولها إسرائيل، وهي ملفوفة بعلم بلادها وتعانق والدتها.

كما انتشرت صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تجري مكالمة فيديو مع عائلتها بعد لقاء والدتها.

ظهرت دماري (28 سنة) في الصورة وعلى أصابعها ضمادة. وقالت أسرتها لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنها إصابة تعرضت لها خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023.

تحمل الشابة الجنسية البريطانية أيضا، وفقدت إصبعين في الهجوم الذي شنته حماس (المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى)، على كبوتس كفار عزة.

إميلي داماري مع والدتها ماندي - الجيش الإسرائيلي

وأشارت الصحيفة إلى أنها أبلغت المقربين منها مساء الأحد، أن الحادث وقع خلال اقتحام مسلحين لمنزلها.

نشأت دماري في لندن، وتشجع فريق توتنهام الإنكليزي لكرة القدم.

ونقلت وكالة رويترز عن والدتها، أنها أصيبت برصاصة في يدها وشظية في ساقها خلال هجوم حماس.

وأضافت أنها اختطفت واقتيدت إلى قطاع غزة، بعد تعصيب عينيها ووضعها في مؤخرة سيارتها.

رومي غونين

حظيت غونين (24 سنة) باحتضان جماعي من أفراد عائلتها مع دخولها غرفة المستشفى وسط إسرائيل، ومن المتوقع أن تمكث لعدة أيام للتقييم والعلاج.

بعد وصولها إلى إسرائيل، أرسلت غونين رسالة صوتية إلى سكان بلدتها "كفار فراديم"، قالت فيها: "هذه رومي التي عادت من الأسر. شكرا لكم جميعا. ليس لدي أدنى فكرة بعد عما فعلتموه. رأيت القليل جدا من ذلك، لكنكم الأفضل".

وأشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن غونين كانت على ما يبدو محتجزة مع داماري، حيث قالت لوالدة الأخيرة: "لا تفهمين ما مثلته لي ابنتك طوال هذا الوقت".

رومي غونين مع والدتها - الجيش الإسرائيلي

وحسب رويترز، احتجز مسلحو حماس غونين التي تعمل راقصة وتبلغ 24 عاما، بعد اقتيادها من مهرجان نوفا الموسيقي.

اختبأت غونين لساعات من المسلحين قبل أن تُصاب برصاصة في اليد، وكانت تتحدث هاتفيا مع أسرتها عندما سُمعت وهي تقول "سأموت اليوم".

وآخر ما سمعته الأسرة هو قول منفذي الهجوم باللغة العربية: "إنها على قيد الحياة، لنأخذها". وجرى تتبع هاتفها لاحقا وصولا إلى موقع في قطاع غزة.

دورون شتاينبريشر

نشرت عائلة الشابة البالغة من العمر 31 عاما، بيانا وجهت فيه الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على جهوده في إطلاق سراح شتاينبريشر.

وجاء في البيان: "دودو البطلة نجت بعد 471 يوما لدى حماس، وتبدأ رحلة التأهيل اليوم. سنواصل الوقوف مع جميع العائلات وبذل ما بوسعنا حتى يعود جميع أحبائهم إلى وطنهم".

دورون شتاينبريشر مع والدتها بعد إطلاق سراحها - الجيش الإسرائيلي

شتاينبريشر ممرضة بيطرية اقتيدت إلى غزة في الهجوم غير المسبوق لحماس، من منزلها في كفار غزة، وهو التجمع السكني الذي كان من بين المناطق الأكثر تأثرا بالهجوم.

وبعد ساعات من بدء هجوم حماس عام 2023، اتصلت الشابة بوالدها ووالدتها هاتفيا وعبّرت عن خوفها، وقالت إن مسلحين وصلوا إلى المبنى الذي تسكن فيه.

وذكرت وكالة رويترز إنها أرسلت بعد ذلك رسالة صوتية إلى أصدقائها، تقول فيها: "لقد وصلوا.. عثروا عليّ".

وبعد إطلاق سراحهن ضمن صفقة الهدنة، خضعت الشابات الثلاث لفحوصات طبية أولية في مجمع تابع للجيش الإسرائيلي قرب حدود غزة، في قاعدة رعيم العسكرية، قبل نقلهن إلى مستشفى وسط تل أبيب حيث التقين بأفراد أسرهن.

ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي
ترامب ونتانياهو في مؤتمر صحفي

يحتل التعاون الأميركي الإسرائيلي بشأن غزة صدارة المشهد السياسي، مع تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب على مقاربة جديدة للملف، بعيدا عن الحلول التقليدية.

وفي أول زيارة له إلى إسرائيل، شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ضرورة "القضاء" على حركة "حماس"، مؤكدا أن استمرارها كقوة عسكرية أو حكومة، غير مقبول.

في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو العلاقة مع واشنطن بأنها تستند إلى "استراتيجية مشتركة" حيال مستقبل غزة.

وبسؤال الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية أمير آرون، عما إذا كان ترامب ونتانياهو على نفس الصفحة في ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، قال "ربما، لكن الرئيس الأميركي لديه صفحات أكثر بكثير ليقرأها".

وأوضح أنه بعد حديث ترامب عن إعادة توطين الفلسطينيين، يبدو أن اهتمامه انتقل الآن إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

واعتبر آرون أن فكرة ترامب "ولدت ميتة"، حيث لم تحظ بأي دعم يذكر سوى من نتانياهو، حتى مجموعة السبع لم تؤيدها.

لكنه يشير إلى أن الإدارة الأميركية الآن تعتبر أنها حركت المياه الراكدة.

من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة" أنه "لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض في غزة".

واعتبر أن حديث ترامب عن "ريفييرا في غزة" كان يهدف إلى الضغط على الدول العربية لتأتي بمقترح بديل لغزة ما بعد الحرب، ودفعهم أيضا المشاركة في إعادة البناء وفي ضبط الأمن مع وجود فعلي لدعم السلطة الفلسطينية في غزة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها تصور يتعلق باليوم التالي من انتهاء الحرب.

وقال: "هذا ما يعمل عليه العرب مجددا الآن للرد على الاقتراح الآخر من ترامب".

ويرى أن الدور الأميركي في غزة سيكون بالمساعدة على تكييف المقترحات العربية والعمل مع الحكومة الإسرائيلية للتوافق على اتفاق ما.

ماذا بشأن مستقبل المفاوضات والحرب في غزة؟

أكد نتانياهو في مؤتمر صحفي الأحد مع روبيو، أن بلاده ستفتح "أبواب الجحيم" في غزة إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن المحتجزين هناك.

وأشار إلى أن "إسرائيل ستقضي على القدرة العسكرية لحماس وحكمها السياسي في غزة".

وجاءت زيارة روبيو على وقع خلافات حول بنود الاتفاق ومخاوف من انهياره قبل الوصول للمرحلة الثانية منه.

وشدد شينكر على أنه إذا كان هناك أي دور لحماس في قيادة غزة، فإن ذلك سيؤدي لاستئناف الحرب.

واتفق معه آرون الذي قال إن "حكومة نتانياهو تعتمد على استمرار المواجهة".

لكنه يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعلم أن حركة حماس لن تطلق سراح الجنود إلا إن كان هناك تعهد من إسرائيل بعدم الاستمرار باستهداف قادة حماس، "وهنا نجد تناقضا لا يسهل حله" على حد قوله.

ويشير إلى أن الحل قد يكون في أن يتدخل ترامب ويعلن التزامه بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب، مما ينقذ تماسك ائتلاف الحكومة اليمينية.