مؤتمر صحفي لترامب ونتانياهو في البيت الأبيض - فرانس برس
مؤتمر صحفي لترامب ونتانياهو في البيت الأبيض - فرانس برس

حظي الاجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في واشنطن، الثلاثاء، بردود فعل مرحبة في الأوساط السياسية الإسرائيلية.

واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في تصريحات أمام الكنيست، أن ترامب هو "أفضل صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض". 

وأشار إلى "أهمية التفكير في حلول جديدة وغير تقليدية لمشكلة غزة"، معتبرًا أن "غزة في وضعها الحالي ليس لها مستقبل". 

وأضاف ساعر أن ترامب "يسعى لتقديم مقترحات جديدة، ويجب الترحيب بها"، مضيفا أن "الهجرة الطوعية (لسكان غزة)، بموافقة الدول المستقبلة، لا يمكن اعتبارها غير أخلاقية أو غير إنسانية".

وتساءل وزير الخارجية الإسرائيلي: "هل ينطبق هذا على جميع الشعوب باستثناء الفلسطينيين؟"، داعيا إلى "استغلال الفرصة مع إدارة ترامب لبناء مستقبل أفضل لإسرائيل والشرق الأوسط".

وبدوره، أعرب وزير البناء والإسكان، زئيف الكين، عن اعتقاده بأن "الفلسطينيين سيوافقون" على ما قاله ترامب، "إذا عُرضت عليهم خطة إعادة توطين في مكان آخر في العالم".

وأضاف أن هناك "طلبا كبيرا على الأيدي العاملة"، مشيرا إلى أن للولايات المتحدة "وسائل ضغط على الأردن ومصر"، اللتين تتلقيان مساعدات كبيرة من واشنطن.

أما زير المالية الإسرائيلي، اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، فتعهد بالعمل على "دفن" فكرة الدولة الفلسطينية "الخطيرة بشكل نهائي".

وقال في كلمة مصورة عبر حسابه على تلغرام: "الخطة التي قدمها الرئيس ترامب أمس (الثلاثاء)، هي الرد الحقيقي على السابع من أكتوبر".

دمار هائل حل بقطاع غزة جراء الحرب (رويترز)
بعد تصريحات ترامب بشأن غزة.. ردود فعل عربية ودولية تتوالى
تتوالى التعليقات العربية والدولية بشأن قطاع غزة وإعادة إعماره ومصير سكانه، إثر تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن السيطرة الأميركية على القطاع وتحويله إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط، وإعادة توطين سكانه في دول أخرى.

رئيس حزب المعسكر الرسمي المعارض، بيني غانتس، أشاد بتصريحات الرئيس الأميركي، معتبرا إياها "دليلا إضافيا على التحالف العميق بين بلاده والولايات المتحدة".

وأكد أن ترامب "أظهر مرة أخرى أنه صديق حقيقي لإسرائيل وسيواصل دعمها في القضايا المهمة لتعزيز أمنها".

كما أثنى على "التفكير الإبداعي الذي قدمه ترامب"، مشددا على ضرورة "دراسته مع التركيز على تحقيق أهداف الحرب وإعطاء الأولوية لإعادة جميع المختطفين".

فيما عبّر رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، عن شكره لترامب على "التزامه المطلق بأمن إسرائيل، وإطلاق سراح جميع المختطفين، والسعي لإيجاد حل عادل في قطاع غزة يشمل التعاون مع مصر للقضاء على حكم حماس".

كما أثنى على موقف ترامب "الثابت" في مواجهة تهديدات إيران.

ورحب رئيس حزب العظمة اليهودية، إيتمار بن غفير، في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، بالموقف الذي عبر عنه الرئيس ترامب.

لوحة إعلانية تروج لاتفاقية سلام مع السعودية
لوحة إعلانية تروج لاتفاقية سلام مع السعودية في تل أبيب

أعادت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بشأن إمكانية نقل الفلسطينيين إلى السعودية، ملف التطبيع بين المملكة وإسرائيل إلى الواجهة.

قال نتانياهو في تصريحات تلفزيونية الأحد إن "للسعودية أراض شاسعة يمكنها أن تنقل الفلسطينيين إليها وتُنشئ لهم دولة".

هذه التصريحات، وضعت السعودية التي لمحت في أكثر مرة للتطبيع، بموقف محرج، خاصة في ظل المساعي الأميركية لإضافتها إلى الاتفاقيات "الإبراهيمية".

وبالتالي، يُمكن لمواقف نتانياهو الأخيرة، أن تكون عصا تعرقل عجلة التطبيع بين البلدين التي سارت بشكل جيد في السنوات الأخيرة.

الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي وصف في مقابلة مع قناة "الحرة" تصريحات نتانياهو بأنها "غير مسؤولة"، واعتبر أنها تعكس حالة من التخبط داخل الحكومة الإسرائيلية.

وأكد المحلل السياسي السعودي أحمد الركبان في مقابلة  مع قناة "الحرة" أيضا، أن المملكة لم تذكر حتى اسم نتانياهو في بيانها الرسمي، ما يعكس موقفها الثابت من اعتبار إسرائيل قوة "احتلال" لا تملك أي شرعية في فلسطين.

وأشار إلى أن "مثل هذه التصريحات الاستفزازية، لن تُقبل بأي حال من الأحوال، وأن السعودية والدول العربية ترفض الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عبر سياسة العصا والجزرة".

وجاءت التصريحات الإسرائيلية بعد أيام من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول توجُّه واشنطن للسيطرة على غزة.

في السنوات الأخيرة، تصاعد الحديث عن إمكانية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، خاصة بعد اتفاقيات "إبراهيم" التي وقعتها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب مع إسرائيل برعاية أميركية.

إلا أن السعودية حافظت على موقفها، بأن أي تطبيع مرهون بتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

من جانبه، حاول المستشار السياسي الإسرائيلي ميتشيل باراك التقليل من وقع تصريحات نتانياهو، معتبرا أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار، وأن هناك دورا محتملا لدول مثل السعودية بمساحتها الكبيرة، والأردن ومصر في التعامل مع الأزمة.

وقال خلال مقابلة مع قناة "الحرة" إن "الدولتين الأخيرتين، تحصلان على مساعدات من الولايات المتحدة" في إشارة إلى مصر والأردن.

وحول سبب تصريح نتانياهو في وقت تحاول فيه بلاده إقامة علاقات طبيعية مع السعودية قال باراك: "في الشرق الأوسط، قد تتغير قواعد التفاوض بشكل مفاجئ، ما يثير استياء البعض".

وأضاف أن "فكرة نقل مليوني فلسطيني إلى السعودية ليست واقعية، لكن المملكة لديها قدرات لوجستية هائلة، كما يظهر في موسم الحج، ويمكنها استخدامها لمساعدة غزة، مع احتمال إقامة اللاجئين مؤقتا في مصر أو الأردن".

كان الأمر أقرب من أي وقت مضى أو بالأحرى قاب قوسين أو أدنى قبل هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر 2023.

تعطل الأمر لأكثر من 15 شهرا هي المدة التي استمرت فيها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

ويقول الركبان: "لم يكن هناك تقدم في عملية التطبيع الإسرائيلي، خاصة بعد التصعيد الأخير من إسرائيل وحماس، مما أدى إلى إنهاء جميع المحاولات التي قادتها الولايات المتحدة ودول أخرى".

وبعد أن توقفت الحرب جراء اتفاق تم بوساطة قطرية ومصرية وبدعم أميركي، عاد الحديث عن مستقبل التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

لكن ما نتج عن الحرب من مقتل نحو 48 ألفا وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وما صاحب ذلك من دمار هائل، يعكر المزاج.

"من الصعب أن تقدم السعودية على التطبيع، إذ إنها تشترط أربعة أمور أساسية: أن تكون القدس عاصمة لفلسطين، عودة المهجّرين الفلسطينيين، إزالة المستوطنات الإسرائيلية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، في ظل عدم الثقة في التزام إسرائيل بالمعاهدات"، قال الركبان.

وأضاف: "ترى المملكة أن الوقت ليس مناسبا لأي خطوات تطبيعية، حتى لو حاول ترامب تقريب وجهات النظر".

كما أن الطرح الإسرائيلي حول تحميل الدول العربية مسؤولية إعادة إعمار غزة قوبل برفض واسع.

في المقابل قال باراك إن "إسرائيل تدرك أن حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بحاجة إلى دعم إقليمي، ولا يمكن تجاهل دور الدول العربية الكبرى مثل السعودية".

"لكن في النهاية، على الفلسطينيين والعرب التعامل مع الواقع الجديد وإيجاد حلول مشتركة للخروج من الأزمات المستمرة" وفقا لقوله.