نتانياهو برّر إقالة غالانت بانهيار الثقة بينهما مع استمرار الحرب في غزة (AFP)
نتانياهو برّر إقالة غالانت بانهيار الثقة بينهما مع استمرار الحرب في غزة (AFP)

اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بـ"التردد المفرط" في استخدام القوة العسكرية ضد حماس وحزب الله بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وقال غالانت، في أول مقابلة يجريها مع التلفزيون الإسرائيلي منذ إقالته من منصبه في نوفمبر، إن عدم استماع الحكومة الإسرائيلية لنصيحته التي قدمها بعد 4 أيام من هجوم السابع من أكتوبر بمثابة "أكبر فرصة ضائعة لدولة إسرائيل، من الناحية الأمنية، منذ تأسيسها".

وأكد غالانت في المقابلة مع "القناة 12"، التي أوردت تفاصيلها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الإسرائيليين كانوا يعلمون "أن كبار المسؤولين في حزب الله سيعقدون اجتماعا في 11 أكتوبر. كان بوسعنا أن نهاجم من الجو ونقتل قادة حزب الله، وأيضا إيرانيين، نصر الله، وكل البقية. كل القيادات العليا في حزب الله".

وأضاف: "بعد ذلك مباشرة، كان بإمكاننا تنفيذ خطة هجوم ضد منظومة الصواريخ والقذائف بأكملها، بالطريقة التي فعلناها بعد عام تقريبا، في سبتمبر الماضي، وما كنا لنصل إلى 70 أو 80 في المئة منها فحسب، بل 90 في المئة أو أكثر، لأن جزءا كبيرا منها كان موجودا في المستودعات".

وأشار غالانت إلى أن "عملية تفجير أجهزة البيجر كانت جاهزة قبل فترة طويلة من الحرب، وكان من الممكن تنفيذها بالتنسيق مع الضربات التي نصحت بتنفيذها".

وقال غالانت إن "حزب الله كمنظمة عسكرية كان سيختفي من الوجود.. لا قيادة ولا صواريخ، وسيتم قتل معظم عناصره في الميدان".

الوزير الإسرائيلي السابق أكد أنه عندما قدم الخطة لنتانياهو، أصر رئيس الوزراء على مناقشة الاقتراح مع الولايات المتحدة، مضيفا أنه في هذه المرحلة علم أن الهجوم لن يحدث.

وبحسب غالانت، لم يتردد نتانياهو في مهاجمة حزب الله في وقت مبكر من الحرب فحسب، بل كان حتى مترددا في إرسال قوات برية إلى غزة، لأنه كان يتوقع تكبد الجيش الإسرائيلي لخسائر فادحة "وهو ما لم يحدث في نهاية المطاف".

وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الحكومة فعلت كل ما في وسعها لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، قال غالانت: "لا أعتقد ذلك".

وأضاف أنه "كان بوسعنا أن نعيد المزيد من الرهائن إلى ديارهم في وقت أبكر وبتكلفة أقل.. الاقتراح الذي وافقت عليه حماس في أوائل يوليو مطابق للاتفاق الحالي، إلا أن الاتفاق الحالي أسوأ من عدة نواح".

وخلال المقابلة تحدث غالانت أيضا عن "إخفاقات الحكومة والجيش" في منع هجوم السابع من أكتوبر والرد عليه.

ودعا غالانت إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية في ما حدث، وقال إنه سيتعاون بشكل كامل ويقبل أي شيء تجده اللجنة فيما يتصل بإخفاقاته.

ولطالما اعتبر غالانت، الجنرال السابق الذي تحوّل إلى السياسة، من صقور حكومة نتانياهو، حيث أدى دورا مركزيا بعد هجوم حركة حماس.

وبرّر نتانياهو إقالة غالانت بانهيار الثقة بينهما مع استمرار الحرب في غزة ضد حماس.

وشارك غالانت في وضع خطط الحرب ضد حماس في غزة، لكنه اختلف مع نتانياهو بشأن مستقبلها.

وأثار غالانت أيضا غضب قادة الأحزاب اليهودية المتدينة، الحلفاء الرئيسيين لنتانياهو في ائتلافه الحكومي، بعد أن أمر بإخضاع عشرة آلاف شاب يهودي متدين للخدمة الإلزامية في الجيش بعد أن كانوا معفيين منها.

أرشيفية لمسلح على متن شاحنة في غزة - رويترز
أرشيفية لمسلح على متن شاحنة في غزة - رويترز

هاجم الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك (الأمن العام) أكثر من 100 شاحنة "بيك آب" يستخدمها عناصر حماس في أنحاء قطاع غزة.

وذكر بيان للمتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، أن الشاحنات التي تم استهدافها استخدمها عناصر حماس في هجوم السابع من أكتوبر.

وقال إنها استخدمت لاقتحام أراضي إسرائيل وقتل وخطفو مواطنين إسرائيليين.

كما أشار إلى استخدامها في "أنشطة إرهابية ولنقل وسائل قتالية".

 واندلعت الحرب مع هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، واقتياد نحو 250 رهينة إلى غزة، حسب بيانات رسمية.

وردا على ذلك، شنت إسرائيل قصفا مكثفا ونفذت عمليات عسكرية برية في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.

والاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على مبنى تابع للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة نتيجة عملية تحديد خاطئة، بحسب ما نقلت "رويترز".

وأشار إلى أنه سيجري تحقيقا في الواقعة.

وأعلنت إسرائيل على مدار الأيام الماضية، مقتل عناصر بارزة في حركة حماس الفلسطينية بقطاع غزة، وذلك بعد استئناف الحرب، الأربعاء، وبدء عمليات في شمال القطاع وجنوبه.