فلسطينيون يتنقلون بقطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم (رويترز)
فلسطينيون يتنقلون بقطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم (رويترز)

يجري وفد إسرائيلي مباحثات في قطر، الأحد، يقتصر نطاقها على الجوانب الفنية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون التطرق إلى المرحلة الثانية كما كان مقررا، وفق مصادر مطلعة. 

ويترأس الوفد منسق شؤون الرهائن والمفقودين غال هيرش، بمشاركة مسؤول من جهاز الأمن العام (الشاباك)، إضافة إلى ممثلين عن الموساد والجيش.

وفي تصريح إذاعي، علّق وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش، على سبب تأجيل مباحثات المرحلة الثانية، قائلا: "نمر بمرحلة حساسة فيما يتعلق باستعادة المختطفين. وفي هذه المرحلة، يرتبط الحديث عن المرحلة الثانية بشرط إنهاء سيطرة حماس على غزة".

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، سيعلن رفضه منح تفويض لإجراء مباحثات المرحلة الثانية. 

ويتضمن اتفاق الهدنة 3 مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة لـ6 أسابيع، إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 1900 معتقل فلسطيني.

وتشير تقديرات داخل الكابينيت، إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "سيدفع بتغير مفهوم المرحلة الثانية، في ضوء التغيرات في الإدارة الأميركية، مع تقديم وعد أميركي بدعم إنهاء حكم حماس".

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن نتانياهو "يسعى لإفشال صفقة تحرير الرهائن"، موضحة أن إيفاد الوفد إلى قطر يأتي لـ"أغراض شكلية فقط". 

وأضافت الصحيفة أن "نتانياهو يبدي بوضوح عدم رغبته في الانتقال للمرحلة التالية، إذ أرسل فريقا مجرداً من أي تفويض أو صلاحية".

وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن رئيس الوزارء "يعتقد أن مشاهد إطلاق سراح الرهائن أثرت عليه بشكل كبير في استطلاعات الرأي، إذ يرى الناخبون اليمينيون  أنه لم تتم هزيمة حماس، وأن عناصرها ما زالوا يتجولون حاملين السلاح".

وحذر مصدر آخر للصحيفة من أن "نهج نتانياهو قد يقوض المرحلة الأولى أيضا"، مؤكداً أن "حماس تواصل إطلاق سراح الرهائن على أساس توقع مرحلة ثانية تشمل وقف إطلاق النار وانسحابا إسرائيلياً من غزة. وإدراكها لعدم وجود مرحلة ثانية قد يدفعها للتوقف عن استكمال المرحلة الأولى".

من جانبها، انتقدت عائلات الرهائن الإسرائيليين بشدة قرار نتانياهو عدم تفويض الوفد للتفاوض حول المرحلة الثانية، وتأخير عقد جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت). 

وتساءل منتدى عائلات الرهائن في بيان: "لماذا لا ينعقد الكابينيت فوراً بعد الصور المروعة لإيلي وأوهاد وأور؟، هل يحتاج صناع القرار لأدلة إضافية لإدراك ضرورة استعادة الـ76 مختطفاً؟". 

وناشد البيان نتانياهو تزويد الوفد في قطر، بتفويض واضح وكامل لإتمام الاتفاق بشكل عاجل لاستعادة جميع الرهائن.

المخرج الفلسطيني (الثاني يمين) خلال تسلمه جائزة الأوسكار - رويترز
المخرج الفلسطيني (الثاني يمين) خلال تسلمه جائزة الأوسكار - رويترز

تعرض المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الحائز مؤخرًا على جائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي "لا وطن آخر"، لاعتداء عنيف من قبل مستوطنين قرب بلدة سوسيا جنوب الضفة الغربية، قبل أن تعتقله قوات الجيش الإسرائيلي.

ونشر أحد منتجي الفيلم، الصحفي الإسرائيلي يوفال أبرهام، عبر منصة "إكس"، أن "مجموعة من المستوطنين هاجمت بلال وضربته على رأسه وفي أنحاء جسده. وعندما وصلت سيارة الإسعاف لنقله وهو ينزف، اقتحمها الجنود واعتقلوه، ومنذ ذلك الحين لا نعرف شيئًا عنه".

وأضاف أبرهام أن "الاعتداء على بلال جزء من حملة عنف ممنهجة تهدف إلى تهجير سكان مسافر يطا لصالح الاستيطان"، مؤكدًا أن "الجيش والمستوطنين يعملون بتنسيق؛ أحدهم يهدم المنازل والآخر يهاجم السكان".

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "عدداً من الفلسطينيين ألقوا الحجارة على سيارات إسرائيلية قرب سوسيا، مlا أدى إلى احتكاك عنيف بين الجانبين".

وأضاف أن "الجيش والشرطة اعتقلوا 3 فلسطينيين يُشتبه بضلوعهم في إلقاء الحجارة، إلى جانب إسرائيلي شارك في الحادث، وتم نقلهم جميعًا إلى التحقيق لدى الشرطة".

ونفى المتحدث أن يكون الاعتقال قد تم من داخل سيارة إسعاف.

وفي تعليق من الميدان، قال الناشط المحلي في مسافر يطا، أسامة محامرة، إن "الاعتداء على بلال كان متعمّدًا بسبب مشاركته في إخراج فيلم فضح واقع معاناة السكان تحت الاحتلال"، وأضاف أن "الجنود منعوا وصول الإسعاف إليه وشاركوا في هدم منزله".

وخلال مؤتمر صحفي، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، عن قلق واشنطن إزاء الواقعة، وقالت: "نُدين كل أشكال العنف وسننظر في تفاصيل ما حدث. نحن قلقون بشكل خاص من عنف المستوطنين ونرغب في وضع حد له".

وكان فيلم "لا وطن آخر" قد فاز قبل 3 أسابيع بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، والذي يستعرض من خلال تصوير طويل الأمد واقع حياة الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا، وما يتعرضون له من اعتداءات وعمليات هدم لمنازل.

كما يسلّط الضوء على العلاقة التي تربط بين صحفيين فلسطينيين وإسرائيليين "سَعوا إلى نقل الحقيقة رغم الانقسام السياسي".

وشارك في إنتاج الفيلم كل من الفلسطينيين حمدان بلال وباسل الأعرج، والإسرائيليين يوفال أبرهام وراحيل شور.