الرهينة عومير وينكرت بعد إطلاق سراحه من غزة ـ تعبيرية.

طالبت عائلات عدد من الرهائن المحررين مؤخرا من قبضة حركة حماس بقطاع غزة، الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ ما تبقى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، مشاركين خلال مؤتمر صحفي عُقد الأحد، تفاصيل جديدة عن 500 يوم قضاها أحباؤهم في الأسر.

وفي مركز رابين الطبي، تحدث أهالي عومر شيم توف وعومر فينكرت وإيليا كوهين وطال شوهام عن تجارب أبنائهم القاسية في غزة، من احتجازهم وحيدين في الظلام لأشهر، إلى عدم تلقيهم العلاج الطبي لحالات صحية مزمنة.

وروت شيلي شيم توف أن ابنها عومر، المختطف من مهرجان "نوفا" الموسيقي يوم السابع من أكتوبر، "ظل محتجزاً وحيداً في نفق لمدة 450 يوما"، مشيرة إلى أنه "لم يشعر بالحرية إلا عند لقائه بجنود الجيش الإسرائيلي لحظة إطلاق سراحه".

ووجهتشكرها وتقديرها للرهينة المقتول أوري دانينو، الذي عاد في ذلك اليوم إلى مهرجان نوفا لإنقاذ عومر والشقيقين مايا وإيتاي ريغيف، حيث قُتل دانينو لاحقا في غزة في أغسطس 2024 مع 5 رهائن آخرين، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

بدورها، تحدثت نيفا، والدة عومر فينكرت، عن ظروف احتجاز ابنها الصعبة، كاشفة أنه فقد أكثر من 30 كيلوغراماً ولم يتلق أي علاج لمرض القولون المزمن.

وأكدت أن "عومر هزم الأسر" لكنها تعهدت بمواصلة النضال حتى عودة آخر رهينة. 

وشكر زوجها شاي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على جهودهما في ضمان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

ومن جانبه، شكر مور كورنغولد، شقيق طال شوهام، الحكومة النمساوية وسفرائها لمساعدتهم في تحرير شقيقه الذي يحمل الجنسية النمساوية.

وشدد على أن إعادة بقية الرهائن "لا تأتي على حساب أمننا؛ بل على العكس، إنها الأساس الذي يقوم عليه أمننا".

وحسب تقرير للـ"القناة 12"، خضع الرهينة إيليا كوهين لعملية جراحية لاستخراج رصاصات دون تخدير.

ووفق المصدر ذاته، تحدث كوهين مع عائلة الرهينة أوهيل بعد وقت قصير من عودته إلى إسرائيل، السبت، وأخبرهم أنه كان من الصعب عليه ترك أوهيل خلفه، حيث يتم احتجازه الآن بمفرده.

بالإضافة إلى احتجازه مع أوهيل، كان إيليا محتجزا مع إيلي شرابي وأور ليفي، اللذين أُطلق سراحهما قبل أسبوعين منه.

وحسب تقرير للقناة الإسرائيلية 12، فإنه لم يتم فك قيود الرهائن "إلا في أواخر فترة احتجازهم، قبيل تحريرهم"، وقد احتاج معظمهم إلى "تعلم المشي مجدداً بسبب طول فترة تقييدهم".

وأضاف أن الخاطفين "حرصوا على إطعام كوهين بكميات وافرة من الطعام في الأيام الأخيرة، قبل إطلاق سراحه في محاولة لتحسين مظهره الجسدي".

وحسب شهادة كوهين لعائلته، فقد نجا بأعجوبة من قصف إسرائيلي استهدف النفق الذي كان محتجزاً فيه، حيث تمكن من الفرار قبل لحظات من القصف.

كما كشف أنه التقى خلال فترة اختطافه بالرهينة ساروسي، الذي لقي حتفه لاحقاً في أغسطس مع دانينو و4 رهائن آخرين.

وفي مستشفيين آخرين وسط إسرائيل، عاد أفيرا منغيستو وهشام السيد بعد أعوام كانا فيها مختطفين في القطاع الذي عبرا إليه عامي 2014 و2015 على التوالي. وكلاهما كان يعاني من اضطرابات نفسية حينها.

وقد كافحت عائلتاهما على مر السنين لحشد الدعم العام والضغط على الحكومة للتفاوض على إطلاق سراحهما. ومنغيستو من المجتمع الإثيوبي الإسرائيلي، والسيد من مجتمع البدو في النقب.

وصرح شعبان السيد أن ابنه عاد "ظلاً لإنسان، يكاد لا يتكلم وفقد ذاكرته"، منتقداً حماس لـ"استغلال شخص مريض نفسياً". 

سجناء فلسطينيون أفرجت إسرائيل عنهم بموجب هدنة غزة (رويترز)
قرار إسرائيلي و"تنديد" من حماس.. تعقيد جديد في مسار هدنة غزة
في تطور جديد يهدد بإفشال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في أيامها الأخيرة، أعلنت إسرائيل، الأحد، عن تأجيل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين حتى تنهي حماس "المراسم المهينة" التي تقيمها أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين.

بدوره، كشف مايكل ليفي، شقيق أور ليفي المحرر، أن أخاه علم، فقط، بعد تحريره بمقتل زوجته عيناف.

وأضاف أن العائلة تحاول العودة تدريجياً للحياة الطبيعية، وأن شقيقه يركز على دعم قضية الرهائن المتبقين، والعودة لحياته الطبيعية كأب لطفله البالغ من العمر 3 سنوات.

وأوضح ليفي أن الخاطفين "أعطوا المحتجزين كميات إضافية من الطعام قبل تحريرهم بأسبوعين لتحسين مظهرهم"، مؤكداً أنهم "احتُجزوا في ظروف لا تُحتجز فيها حتى الحيوانات".

وأشار إلى أن رؤية الرهائن يعودون للمنزل أمر مذهل، حيث يتحولون من مجرد صور على ملصقات إلى أشخاص حقيقيين.

وبحسب "تايمز أوف إسرائيل"، لا تزال حماس تحتجز في غزة 63 رهينة، منهم 62 من أصل 251 اختُطفوا في 7 أكتوبر 2023.

ويشمل هذا العدد جثث 36 شخصاً على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي وفاتهم.

وأطلقت حماس في إطار الاتفاق الأخير سراح 30 رهينة، وسابقا 105 مدنيين خلال هدنة نوفمبر 2023، و4 رهائن في بداية الحرب.

كما تم إنقاذ 8 رهائن أحياء بواسطة القوات الإسرائيلية، واستعادة 41 جثة، بينهم 3 قتلوا خطأً أثناء محاولتهم الفرار.

صفارات الإنذارات إطلقت في إسرائيل بعد رصد إطلاق الصاروخ من اليمن. أرشيفية
الجيش الإسرائيلي اعترض الصاروخ خارج أجواء إسرائيل

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق داخل إسرائيل بعد إطلاق مقذوف من اليمن.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على موقع أكس، أن "سلاح الجو اعترض قبل قليل الصاروخ الذي أطلق من اليمن فبل اختراقه الأجواء الإسرائيلية".

وأكد الجيش في بيان مقتضب أن "التفاصيل لا تزال قيد المراجعة"، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تمكنت من اعتراض الصاروخ، دون إعلان فوري عن وقوع إصابات أو أضرار.

ويطلق المتمردون الحوثيون في اليمن الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما يصفونه بالتضامن مع الفلسطينيين في غزة.

وتصاعد التوتر بعد أن استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على أهداف في غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، وفقاً للمصادر الصحية الفلسطينية.

وهذا الهجوم الإسرائيلي أنهى أسابيع من الهدوء النسبي بعد تعثر المحادثات التي كانت تهدف إلى تأمين وقف دائم لإطلاق النار.