قبل شهور قليلة من هجوم 7 أكتوبر 2023، حذر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، من أن المواجهة مع حماس أصبحت حتمية، داعيًا إلى الاستعداد لتنفيذ ضربات استباقية واغتيالات ضد قادة الحركة.
لكن نتانياهو رفض هذه التوصيات، معتبرًا أن "حماس في حالة ردع"، وأنه يوجد "توازن رعب قوي" معها، بحسب ما نقل مراسل الحرة عن تقرير لصحيفة "هآرتس".
تحذيرات الشاباك جاءت خلال اجتماع عقده بار مع نتانياهو يوم 21 مايو 2023، عقب انتهاء عملية "درع وسهم" التي استهدفت حركة الجهاد الإسلامي في غزة.
وخلال الاجتماع، قال بار: "التحدي القادم أمامنا هو حماس، لا مفر من مواجهة عسكرية في غزة. يجب الاستعداد لضربة افتتاحية وجولة اغتيالات".
لكن نتانياهو رفض هذه التقديرات ورد قائلاً: "منذ عملية حارس الأسوار، لم تطلق حماس صواريخ على إسرائيل، بينما الجهاد الإسلامي هو من تحدانا. صالح العاروري أدرك خلال العملية أنه من غير المجدي الاستمرار في التصعيد، لذا يوجد حاليًا توازن رعب قوي مع حماس."
وتتعارض هذه المعلومات مع تصريحات نتانياهو الأخيرة بشأن تقييم الشاباك للأوضاع، ففي خطابه الأخير، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن رئيس الشاباك "لم يفهم الصورة الاستخباراتية وكان أسيرًا لمفاهيم خاطئة".
لكن الوثائق المسربة من "الشاباك" تؤكد أن بار حذر مرارًا من خطر حماس، وقدم توصيات بضرورة تنفيذ عمليات استباقية ضد قيادتها، لكن الحكومة لم تصادق على ذلك.
والثلاثاء، أقر جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" بفشله في تقديم تحذير مسبق بشأن نطاق الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، مؤكدا أن الهجوم كان يمكن منعه لو تم التعامل معه بشكل مختلف على المستوى المهني والإداري.
وكشفت نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه الجهاز بشأن الإخفاقات الأمنية التي رافقت هجوم السابع من أكتوبر أن "الشاباك" كان يمتلك معلومات استخباراتية مسبقة عن خطة أطلق عليها اسم "جدار أريحا"، لكنه فشل في تحليلها وتشغيل عملائه بشكل فعال.
كما أعلن إخفاقه في التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى غياب الاستجابة العملياتية في اللحظات الحاسمة.
واعترف بار، بمسؤولية الجهاز عن الإخفاق، قائلا: "لم ننجح في منع المجزرة، وسأحمل هذا العبء على كتفي طوال حياتي".
واعتبر التقرير أن سياسة الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك الحفاظ على التهدئة في غزة وتحويل الأموال القطرية إلى الجناح العسكري لحماس، أسهمت في تمكين الحركة من الاستعداد للهجوم.
في المقابل، انتقدت مصادر مقربة من نتانياهو التحقيق، معتبرة أنه "لا يقدم إجابات كافية ولا يعكس حجم الفشل الكبير للجهاز ورئيسه".