أكد الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف أن دروز إسرائيل لا يتدخلون في الشأن الداخلي لسوريا.
كذلك تطرق طريف في مقابلة خاصة مع الحرة لعدة ملفات أخرى بينها التحركات التي أجراها مؤخرا لحماية الدروز وشدد أنه لن يسمح بتكرار المجازر التي حصلت مؤخرا في الساحل السوري.
وهذا نص المقابلة التي أجراها مراسل الحرة في القدس يحيى قاسم وتزامنت مع زيارة تاريخية لوفد من دروز سوريا إلى إسرائيل.
الحرة: أنتم تلعبون دورا هاما منذ اندلاع الثورة السورية بشأن دعم الدروز هناك، هل لك أن تفصل لنا نوعية هذا الدعم؟
الشيخ موفق طريف: الدور الذي يلعبه أبناء الطائفة الدرزية هو دورهم كأهل وإخوان وهو فريضة دينية توحيدية يجب أن نقوم بها.
نحن لا نتدخل بالشؤون السورية السياسية أو الداخلية مطلقا، إخواننا وأهلنا من سوريا هم سوريون يفخرون ويعتزون بسوريتهم.
أي قرار يتخذونه هو شأنهم الخاص ولكن نحن ومن منطلق الإخوة والعلاقة والقربى التي تربطنا معهم، فمن الواجب علينا أن نقوم بأي دور لدعمهم إنسانيا فقط.
الحرة: على ما يبدو هذا الدور مرحب به في السويداء، ورأينا في الأيام الماضية كيف جرى رفع صورتك داخل السويداء، ولكن من ناحية ثانية هنالك انتقادات لهذا الدور.
على سبيل المثال، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط وجه انتقادات وربما أكثر من ذلك لكم شخصيا بشأن السماح لإسرائيل بالتدخل في الشؤون السورية بذريعة حماية الدروز؟
الشيخ موفق طريف: أولا أنا لست ناطقا باسم دولة إسرائيل أو حكومتها، ولكن ما سمعناه وسمعه الكل بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية أعلن توسيع المنطقة العازلة في القنيطرة والسويداء ودرعا.
لن يكون هناك تدخل في الشؤون السورية أو في شؤون أهلنا هناك.
أريد أن أُذكّر هنا وليد بيك جنبلاط، أنه عندما كانت هناك محنة في الجبل، فأبناء الطائفة الدرزية في بلادنا كانوا السد المنيع والمعين لأهلنا هناك عبر الإمدادات والمساعدات. كل ما طلبه وليد بيك جنبلاط وأهلنا هناك كنا مساعدين، وإذا كان هناك أي تعدٍ على أهلنا أينما كانوا فسنقوم بنفس الدور.
الحرة: من ناحية الدور الذي قمت أنت به، هناك تحركات أيضا مع دول عظمى مثل الولايات المتحدة، حيث كان لك اتصالات في الفترة الماضية ومع روسيا أيضا من أجل مساعدة الدروز، هل لك أن تفصح لنا عن أية معلومات بهذا الشأن؟
الشيخ موفق طريف: اللقاءات التي جرت سواء في الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو موسكو وأوروبا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، هذه لقاءات من أجل المحافظة على أهلنا وإعطائهم حقهم.
تحدثنا ليس فقط باسم الدروز بل باسم جميع الأقليات، يتصلون بي من كل أطياف سوريا، مسيحيون وأكراد وعلويون وسنة أيضا، طلبنا أن تكون سوريا لجميع أهلها والمحافظة على الأقليات وإعطائهم حقهم وأن تكون هناك دولة مدنية تحفظ وتضمن حرية العبادة للجميع.
الحرة: هل لديكم ضمانات من إسرائيل في أنها قد تتدخل عسكريا من أجل حماية الدروز في المناطق التي ربما تتعرض لاعتداءات من قبل جهات معينة في سوريا؟
الشيخ موفق طريف: أتمنى أن لا نصل لهذا الوضع، ولكن في حال حصل ذلك فبدون شك سنتدخل، لن نسمح أن يكون هناك أي اعتداء على أبناء الطائفة الدرزية، أو لا سامح الله، مذابح ضدهم.
للأسف الشديد في 2018 حصلت مذبحة ضد الدروز ذهب ضحيتها أكثر من 300 امرأة ورجل وطفل وشيخ (تنظيم داعش كان المسؤول عن هذه المذبحة التي وقعت في السويداء).
وأيضا كان هناك مذبحة في قلب لوزة في إدلب في 2015. (نشطاء ومجموعات معارضة أعلنت حينها أن 20 قرويا درزيا على الأقل قتلوا نتيجة استهدافهم من قبل عناصر جبهة النصرة التي تحولت اليوم لهيئة تحرير الشام).
لذلك وجب علينا أن نضمن أن مثل هذه الأمور لا تتكرر مستقبلا.
الحرة: في تلك الفترة كان هنالك انتقادات من قبل أوساط درزية في داخل إسرائيل للحكومة بأنها قامت بدعم ميليشيات معارضة للنظام مثل جبهة النصرة وما شابه.
هل ترون أن هذه محاولة من إسرائيل للعب على الحبلين، فمن ناحية هي كانت في السابق تدعم الفئات المعارضة للنظام، والآن يحاولون أن يدعموا الدروز من أجل مصالحهم؟
الشيخ موفق طريف: طبعا أنا لا أتدخل في الأمور السياسية ولا بالقرارات الحكومية، ما يعنينا هو فقط أن لا يحدث مثلما حدث مؤخرا في الساحل السوري، لن نسمح بتكرار هذا المشهد، هذا واجبنا والمطلوب منا.
الحرة: فيما يتعلق باستقبال الوفد الدرزي من سوريا والذي أجرى زيارة تاريخة لإسرائيل اليوم، هل لك أن تشرح لنا أهمية هذه الزيارة؟
الشيخ موفق طريف: بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية في الجولان والكرمل والجليل فهذا اليوم هو يوم عيد، وكما هو معروف أنها زيارة دينية بحتة. مشايخ يزورون مقام سيدنا شعيب.
أتمنى أن تتكرر مثل هكذا زيارات وأن يكون لنا الحق كأبناء طائفة درزية، كما يحق لإخواننا المسلمين والمسيحيين الحج لمكة و زيارة القدس.
حتى الدول المعادية للسعودية يقوم رعاياها بالحج. بالتالي يحق لأبناء الطائفة الدرزية أن يقوموا بزيارات دينية.
نأمل قريبا أن يحل السلام وتُزال كل الحواجز والحدود وأن نرى الأهل والأخوة من جميع الطوائف.