الأمن الأردني يحاول تفريق المحتجين على زيادة أسعار المحروقات، أرشيف
الأمن الأردني يحاول تفريق المحتجين على زيادة أسعار المحروقات، أرشيف

فرقت قوات الأمن الأردني الخميس تظاهرات جديدة ضد رفع أسعار المحروقات في يوم ثان من الاحتجاجات وأعمال الشغب التي أدت إلى مقتل شخص وإصابة 71 آخرين بينهم رجال أمن.

وقال مدير الأمن العام الفريق أول حسين المجالي في مؤتمر صحافي أنه "خلال اليومين الماضيين تم ضبط 158 شخصا في مختلف المحافظات".

وأكد أن الأمن "سيضرب بيد من حديد من يحاول المس بأمن الأردن، أما المسيرات السلمية فسيكون التعامل معها وفقا للقانون بحضارية ومهنية عالية"، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف أن "الشرطة تعاملت مع 100 حادث شغب وتخريب وسرقة في المملكة خلال اليومين الماضيين".

وأشار إلى أن "أصحاب سوابق استغلوا الوضع وارتكبوا جرائم"، مشيرا إلى وقوع 71 إصابة منها 54 بين رجال الأمن خلال الشغب والصدامات.

وكانت الشرطة أعلنت أن "مسلحين" هاجموا ليل الأربعاء الخميس مركزا للشرطة في أربد فقتل أحد المهاجمين وجرح أربعة منهم كما أصيب 12 شرطيا بجروح.

وقال المجالي إن "الأمر كان دفاعا عن النفس".

إلا أن عائلة القتيل قالت، في تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية محلية، إن "الشاب قيس العمري لم يكن مسلحا وكان يبعد 250 مترا عن المركز الأمني".

وكانت قوات الأمن استخدمت الأربعاء الغاز المسيل للدموع والمياه لتفريق احتجاجات في منطقة جبل الحسين قرب دوار الداخلية وأربد (شمال).

يشار إلى أن احتجاجات اندلعت الثلاثاء في الأردن بعد رفع أسعار المشتقات النفطية لمواجهة عجز موازنة العام الحالي الذي قارب 5 مليارات دولار في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية.

موجة احتجاجات وإضرابات في الأردن بسبب رفع أسعار المحروقات
موجة احتجاجات وإضرابات في الأردن بسبب رفع أسعار المحروقات


دعت نقابة المعلمين في الأردن أعضاءها الأربعاء إلى المشاركة في إضراب عام ومفتوح على مستوى المدارس الحكومية والخاصة وذلك احتجاجا على قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات.

وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت الثلاثاء رفع أسعار بعض المشتقات النفطية الأساسية بنسب متفاوتة لمواجهة عجز قارب خمسة مليارات دولار في موازنة المملكة لعام 2012.
وخرج إثر ذلك آلاف الأردنيين للتظاهر مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء في مناطق مختلفة من المملكة، وقام بعضهم بإحراق صور الملك عبد الله الثاني.

وقال مراسل "راديو سوا" بالأردن إن سائقي النقل العام بوسط العاصمة الأردنية عمان قاموا بإغلاق الشوارع وهتفوا ضد رئيس الحكومة، بينما أغلق سائقو الشاحنات الطريق الدولي بين عمان والعقبة في منطقة الحسا.

كما أعلن المحامون أيضا التوقف عن الترافع داخل المحاكم، وقال الطلاب والمدرسون في عدة جامعات أردنية إنهم سيخوضون إضرابا عن الدراسة.

الحكومة: الفقراء لن يتضرروا من القرار

وقال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إن الفقراء لن يتضرروا من الزيادات التى قررتها الحكومة في ثمن المحروقات، وأن الذين سيدفعون هذه الزيادة هم المقيمون بالأردن من غير الأردنيين، كما ستدفع حوالي 27 في المئة من الأسر المقتدرة سعر التكلفة.

وأوضح النسور، في حديث للتلفزيون الأردني الثلاثاء، أن الحكومة الأردنية تأخرت في اتخاذ هذا القرار حتى تصل الرسالة إلى المواطنين بصورة صحيحة، مؤكدا أن الحكومة "لا تريد إلا مصلحة وخدمة المواطنين الأردنيين وأنها إذا تأخرت في اتخاذ القرار إلى ما بعد الانتخابات النيابية القادمة سيكون الوقت قد فات".

وأعرب النسور عن استغرابه من "قيام بعض الجهات في الأردن ومنها جبهة العمل الإسلامي في الأسابيع الأخيرة بتجييش أفراد الشعب الأردني لرفض قرار الحكومة بزيادة أسعار المحروقات ومواجهة القرار".

وقال النسور إن عدد دول العالم 194 دولة لا يوجد منها سوى 10 دول تدعم النفط بالإضافة إلى الدول الشيوعية، أما "الدول ذات رأس المال الحر فإنها لا تدعم النفط لأنه يفلسها مثل اليونان التي وجدت من يساعدها من الأوروبيين".