Gendarmerie officers stand guard at the gate of the new Salt government hospital in the city of Salt, Jordan March 13, 2021…
حالة طوارئ في الأردن بعد حادثة مستشفى السلط

كشف وزير الداخلية الأردني المكلف بإدارة وزارة الصحة، مازن الفراية، أن الأكسجين انقطع عن مستشفى السلط الحكومي قرابة الساعتين، وهو ماينفي أخبارا أولية حول أن عطلا كهربائيا قد تسبب في الحادث. 

وأدت هذه الحادثة لوفاة 6 مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجد، منهم 6 مرضى توفوا مباشرة خلال فترة نفاد مخزون الأكسجين كليا، في حين توفي في ذات اليوم 3 أشخاص آخرين  لاحقا بعد وصول الأكسجين إلى المستشفى، وفقا للوزير الفراية.

في كلمته أمام مجلس النواب، الأحد، قال الفراية إن الأمن العام تلقى بلاغا عند الساعة 7:12 صباحا يفيد بوجود مشكلة نقص أكسجين في غرف العزل والعناية المركزة بالمستشفى.

وأضاف: "تحركت أجهزة الدفاع المدني في السابعة والنصف لتأمين أسطوانات أكسجين للمستشفى وإنعاش المرضى، وهذا للأمانة أنقذ أرواحا إضافية كان من الممكن أن نفقدها في هذا الحادث".

وكانت الأنباء الأولية أشارت إلى أن سبب توقف الأكسجين هو انقطاع التيار الكهربائي في المستشفى، لكن الوزير الفراية لم يتطرق لذلك في كلمته نهائيا.

وكشف الوزير أنه تم إبلاغ الشركة المزودة بالأكسجين في السابعة والنصف أيضا بضرورة التحرك لتوفير مخزون إضافي في المستشفى، موضحا أن المخزون الإضافي الجديد وصل عند الساعة التاسعة والنصف.

وأشار الوزير الأردني إلى أن الأكسجين في المستشفيات الحكومية يراقب عن طريق شخص متخصص يبلغ الشركة المزودة حال وصول نسبة مخزون الأكسجين إلى 40 في المئة، وهذا لم يحدث بحسب قول الفراية.

وتابع: "وإذا وصل مخزون الأكسجين إلى نسبة 20 في المئة هناك تنبيه عبر لوحة خاصة بضرورة طلب مخزون إضافي، وهنا أيضا لم يتم طلب الأكسجين. وحال وصول نسبة الأكسجين إلى 5 في المئة هناك أجهزة في العناية تعطي تنبيهات بأن مستويات المخزون وصلت لمعدلات خطيرة دون أن يحدث شيئا أيضا".

كان العاهل الأردني، عبدالله الثاني ابن الحسين، زار مستشفى السلط بعد وقوع الحادث وأمر بإقالة وزير الصحة، نذير عبيدات، إضافة إلى مدير المستشفى.

كما بيّن الفراية عن اتخاذ الحكومة لسلسة من الإجراءات لمنع وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلا.

وقال الوزير المكلف بإدارة وزارة الصحة إنهم ثبتوا عناصر من الدفاع المدني في كل مستشفيات البلاد لتفقد مخزون الأكسجين 3 مرات يوميا، إضافة إلى تثبيت عناصر من الدفاع المدني في الشركتين المزودتين بالأكسجين. 

كما أشار إلى أنه تمت زيادة مخزون الأكسجين في كافة مستشفيات البلاد، موضحا أن طبيعة المرض يحتاج إلى كميات كبيرة من الأكسجين.

وأردف: "القوات المسلحة بدأت بإنشاء مصنع لتزويد المستشفيات بالأكسجين، حيث يوفر المصنع بعد 3 أسابيع 600 أسطوانة، على أن يوفر في بداية أبريل 10 طن من الأكسجين".

وتابع: "الشركتان الحاليتان تعتمد على استيراد الأكسجين من الكويت والسعودية، إضافة إلى الأكسجين المنتج محليا. السعودية منذ بداية الجائحة أوقف تصدير الأكسجين بشكل كامل".

من جانبه، قال مراسل "الحرة" إن الحياة عادت إلى طبيعتها أمام مستشفى السلط بشكل كبير، على الرغم من وجود آليات القوات المسلحة التي تعكف على إنشاء مستشفى ميداني في مهبط للطائرات العمودية بمقر المستشفى.

ومع ذلك، كشف مراسل "الحرة" عن حالة استياء كبيرة لا تزال موجودة منذ، السبت، بعد هذه الحادثة، مؤكدا أن خروج مسيرات غاضبة تطالب محاسبة المتسببين.

وأضاف: "السلطات الأمنية ألقت القبض على مدير المستشفى وثلاث من معاونيه من المقصرين وإيداعهم في السجن إضافة إلى شخصين من الشركتين اللتين تزودان المستشفيات بالأكسجين".

وقال مراسل "الحرة" إن هذا "يعكس حالة الإهمال الحكومي للمستشفيات التي تعاني من نقص الكوادر الطبية والمعدات بسبب تزايد أعداد الإصابات الذي سبب إرهاقا للقطاع الصحي". 

مشاهد من فيديوهات وثقت عمليات البحث عن الطفلين
مشاهد من فيديوهات وثقت عمليات البحث عن الطفلين

طالب أردنيون السلطات بفرض إجراءات لمنع تطور خلافات أسرية تصل إلى حد ارتكاب جرائم كما حدث في قضية "سيل الزرقاء" التي هزت الرأي العام في البلد على مدى الأيام الماضية.

وأعلنت الشرطة الأردنية الأحد أن فرقا متخصصة عثرت على جثتي طفلين رمى بهما والدهما في نهر "سيل الزرقاء" شمال غرب البلاد، انتقاما من زوجته بعد خلافات معها.

وأفادت الشرطة بأن التحقيق مع والد الضحية أفضى إلى اعترافه بجريمته بسبب خلافات عائلية.

كما أكدت وسائل إعلام أردنية أن عمر الطفل الأكبر 5 سنوات بينما لا يتجاوز سن الأصغر 8 شهور.

 

وتفاعلا مع الواقعة، دعت المدونة نور العمري بـ"ضرورة إدراج الفحص النفسي كجزء من متطلبات الفحص الطبي الإلزامي قبل الزواج". 

كما قالت إن الأردنيين "يدعون إلى فرض عقوبات صارمة على مرتكبي الجرائم الأسرية، خاصة تلك التي تستهدف الأطفال". 

 

واعتبرت ريما غيث في تدوينة أن "الخلافات العائلية لما تتفاقم ولا يتم حلها تتحول لقنبلة موقوتة ممكن تنفجر بأي لحظة، وغالبًا الأطفال هم الذين يدفعون الثمن".

وحملت مسؤولية تطور الخلافات الأسرية لجرائم مثل ما حدث في واقعة "سيل الزرقاء" لا تتوقف عند فقط "بل بتتوزع على المجتمع ككل"، قائل "المنظمات المجتمعية والجهات المختصة لها دور كبير في نشر التوعية وتقديم الدعم النفسي والإرشادي للأسر التي بتمر بأزمات، ورشات العمل، حملات التوعية، والخدمات الإرشادية كلها أدوات يمكن يكون لها أثر، وتحد من الخلافات قبل ما تتحول لمآسي".
 

في المقابل، طالب مدونون بمعاقبة الأب المتهم بـ"أشد العقوبات" قائلين إنه "ليس هناك ما يبرر ما قام به".