لقطة حديثة للبيت الأبيض
اللقاء يتزامن مع موجة عنف شهدتها إسرائيل والأراضي الفلسطينية

يلتقي الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، الخميس، العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وفقا لما أكدته وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، الثلاثاء. 

وذكرت الوكالة الرسمية أن المباحثات ستتطرق "إلى المستجدات في الإقليم والعالم، خصوصا المتعلقة بالقضية الفلسطينية ودور الولايات المتحدة المحوري حيالها، فضلا عن تبعات الأزمة في أوكرانيا". 

كما سيتناول الاجتماع "سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية وعلاقات الصداقة بين الأردن والولايات المتحدة من خلال توسيع التعاون في شتى المجالات"، وفقا لـ "بترا". 

وذكرت صحيفة "ذا هيل" أن الملك سيجتمع برئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، في مبنى الكابيتول الذي يضم الكونغرس، يوم الثلاثاء. 

وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء سيكون الأول لرئيس مجلس النواب الجمهوري بزعيم أجنبي منذ استلام مكارثي منصبه، في بداية يناير من العام الجاري. 

وتأتي زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن مع تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذي تجسد بقتلى وجرحى بين الطرفين خلال الأيام الماضية. 

واشتدت موجة العنف بعد أن أسفرت عملية عسكرية إسرائيلية في الضفّة الغربية عن مقتل 10 فلسطينيين، في تصعيد قرّرت السلطة الفلسطينية على إثره وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل التي قالت من جهتها إنّ قواتها تبادلت إطلاق النار مع "مطلوبين بعمليات إرهابية".

وبحسب وزارة الصحّة الفلسطينية فقد سقط تسعة من القتلى العشرة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين، في حين سقط القتيل العاشر في بلدة الرام قرب القدس برصاص إسرائيلي خلال مواجهات أثناء احتجاجات على العملية العسكرية في جنين.

كما أقدم مسلح فلسطيني، الجمعة، على إطلاق النار على كنيس يهودي بالقدس مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح عدد آخر في عملية حظيت بإدانات دولية واسعة.

وكان العاهل الأردني قد استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الثلاثاء في العاصمة، عمّان، في أول زيارة منذ عودة الأخير إلى السلطة.

وجاءت زيارة نتانياهو، بعد اعتراض دخول السفير الأردني، غسان المجالي، الحرم القدسي قبل نحو أسبوعين، مما أثار تنديدا من جانب عمان، إذ استدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السفير الإسرائيلي في أعقاب الحادث.

سقطت شظايا صواريخ إيرانية على مناطق أردنية
شظايا صواريخ إيرانية سقطت على مناطق أردنية

أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، أن موقف بلاده "واضح ودائم" بأنه "لن يكون ساحة للصراع" لأي طرف، وذلك في أعقاب إعلان عمّان اعتراض صواريخ في أجواء المملكة، في خضم الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل، الثلاثاء.

وصرّح المومني لقناة "المملكة"، بأن "حماية الأردن والأردنيين تعتبر مسؤوليتنا الأولى"، مضيفًا أن أجزاء من الصواريخ سقطت في مناطق مختلفة من المملكة، مشيرًا إلى "عدم وجود إصابات حرجة، بينما تم تسجيل 3 إصابات صنفت طبيًا بأنها طفيفة".

كما لفت إلى أن وجود "أضرار مادية وقعت نتيجة لهذه الحادثة، وعمليات حصر الأضرار جارية حاليا".

وكانت مديرية الأمن العام الأردنية، قد أعلنت في بيان، الثلاثاء، أن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.

وسمعت أصوات انفجارات، بينما شوهدت عشرات الصواريخ في سماء عمان، وفقا لمراسل ومصور فرانس برس.

وتناقل أردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو قصيرة للصواريخ في سماء المملكة، وأخرى لشظايا سقطت في مناطق متفرقة.

وأعلن الجيش الأردني إعادة فتح أجواء المملكة أمام حركة الطائرات القادمة والمغادرة، بعد إغلاق مؤقت بسبب التطورات.

وفي ظل الهجوم الإيراني، حضّت مديرية الأمن العام الأردني المواطنين على "اتباع التعليمات والبقاء في منازلهم كونها الأكثر أمانا في ظل هذه الظروف الطارئة وذلك حفاظا على سلامتهم".

ودعتهم إلى "عدم الاقتراب من باقي أي أجسام ساقطة أو التعامل معها أو التجمهر بالقرب منها لحين وصول الفرق المختصة"، مؤكدة "ضرورة الإبلاغ عنها وعن أماكن سقوطها لضمان سلامتهم وتجنب الخسائر البشرية والمادية".

وتعليقا على الهجوم الإيراني، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن طهران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها بلاده بوابل من الصواريخ البالستية، متوعدا بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وقال نتانياهو في رسالة عبر الفيديو بعدما أطلقت طهران 180 صاروخا على إسرائيل: "ارتكبت إيران خطأ فادحا هذا المساء وستدفع الثمن".

وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ.

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد قال إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل، مساء الثلاثاء، يأتي "ردا" على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في يوليو بطهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري عباس نيلفوروشان، الأسبوع الماضي، بضربة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال نتانياهو إن "النظام الإيراني لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وجعل أعدائنا يدفعون الثمن".

وأضاف أن "نصر الله (لم يفهم ذلك) ويبدو أن هناك من لا يفهم ذلك في طهران. سيفهمون ذلك"، مستطردا: "من يهاجمنا نهاجمه".