استهداف موقعين لتجارة المخدرات في سوريا ومقتل مهرب مطلوب لدى الأردن
استهداف موقعين لتجارة المخدرات في سوريا ومقتل مهرب مطلوب لدى الأردن

نفذ الأردن ضربتين جويتين، الإثنين، ضد موقعين لتجارة المخدرات جنوبي سوريا، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر أشار بعضها إلى أن الاستهداف بمثابة "رسالة" إلى النظام السوري بألا يخطئ فيما يخص تصميم عمّان على مواجهة أزمة المخدرات.

وقالت مصادر استخباراتية ودبلوماسية لرويترز، إن ضربة استهدفت معملا للكبتاغون في درعا مرتبط بالمليشيات المدعومة من إيران وحزب الله، فيما قتلت الأخرى ما تعتبره عمّان المطلوب الأول لديها بتهريب المخدرات إلى الأردن، ويدعى مرعي الرمثان.

وذكر مسؤولان أردنيان رفضا الكشف عن اسمهما، لرويترز، أن الخطوة الأردنية تعد بمثابة "رسالة إلى دمشق" بألا تخطئ في تقديراتها بشأن عزم عمّان على مواجهة قضية تهريب المخدرات عبر حدودها، في وقت تقود فيه المملكة جهودا عربية لإنهاء القطيعة مع سوريا.

وأشار المسؤولان إلى أن الأردن عبّر للنظام السوري عن مخاوفه بشأن تهريب المخدرات، وذلك خلال اجتماعات أمنية خلال الأشهر الماضية، لكنها لم تجد أي محاولات حقيقية من الجانب الآخر للقضاء على تلك التجارة.

فيما أوضحت المصادر الأخرى لرويترز، أن استهداف الرمثان كان في قرية الشعاب في محافظة السويداء السورية على الحدود مع الأردن، خلال وجوده في منزله مع أسرته.

وقال الباحث السوري المختص في تتبع تجارة المخدرات، ريان معروف، إن منزل الرمثان والمنشأة التي تعرضت للقصف أصبحا "أنقاضا".

وأضاف أن معمل المخدرات في درعا، كان يعتقد أنه مركز للقاءات المهربين الممولين من قبل حزب الله، ودعم حديثه روايات من مصادر محلية مطلعة على الأمر، بحسب رويترز.

وبحسب مصادر استخباراتية أردنية وإقليمية، فإن الرمثان جنّد مئات من المهربين والتحقوا بصفوف المليشيات الإيرانية المتمركزة في جنوبي سوريا.

وبحسب مصادر قضائية، ذكرت رويترز أن القضاء الأردني حكم على الرمثان عدة مرات بالإعدام غيابيا بسبب تهريب المخدرات.

وأكد مصدران من الاستخبارات الإقليمية ومصدر دبلوماسي غربي مطلعان على الأوضاع في جنوبي سوريا لرويترز، أن مقاتلات حربية أردنية قصفت الهدفين في غارة نادرة داخل الأراضي السورية، منذ بدء الحرب منذ 2011.

كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أشار في وقت سابق من العام الماضي، أن مخابرات النظام السوري اعتقلت مرعي الرمثان، لعدة أيام قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا.

وتمتد الحدود السورية الأردنية لمسافة 375 كلم، وطالما أعلنت المملكة إحباط عمليات تهريب لكميات كبيرة من المخدرات وبينها حبوب الكبتاغون.

يشير الأردن أيضا إلى أن نحو 85 في المئة من المخدرات التي يتم ضبطها تكون مجهزة لتهريبها مرة أخرى إلى دول الخليج وعلى رأسها السعودية، بحسب فرانس برس.

وبحسب الوكالة، باتت سوريا إحدى أبرز نقاط تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة وتصديرها وخصوصا بعد اندلاع الحرب فيها عام 2011، إلى جانب تواجد مصانع في لبنان.

الأردن يقول إن تهريب المخدرات، عبر الحدود الأردنية السورية بمثابة "عملية منظمة" - صورة تعبيرية.
الأردن يقول إن تهريب المخدرات، عبر الحدود الأردنية السورية بمثابة "عملية منظمة" - صورة تعبيرية.

قال الجيش الأردني، الثلاثاء، إنه قتل ثلاثة من مهربي المخدرات في عملية أحبطت محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود من سوريا.

وأضاف أنه ضبط 233 ألف قرص من مخدر الكبتاغون ومزيجا من الأمفيتامين وكميات من الحشيش خلال العملية.

وأوضح أنه رصد مجموعة من المهربين يحاولون اجتياز الحدود وجرى تطبيق قواعد الاشتباك.

وتابع الجيش في بيان "نواصل التعامل بكل حزم وقوة مع أي تهديد على الواجهات الحدودية وأية مساع يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه".

ويقول مسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات وواشنطن إن سوريا التي دمرتها الحرب أصبحت الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات بمليارات الدولارات إذ يعتبر الأردن الممر الرئيسي لتهريب الأمفيتامين سوري الصنع المعروف باسم الكبتاغون إلى دول الخليج الغنية بالنفط.

ويُحمل الأردن جماعات مسلحة مؤيدة لإيران، يقول إن وحدات من الجيش السوري تدعمها، مسؤولية تهريب المخدرات عبر حدوده نحو الأسواق الخليجية.

ويقول النظام السوري إنه يعمل جاهدا لكبح تهريب المخدرات والقبض على عصابات المهربين في الجنوب، كما ينفي التواطؤ مع الجماعات المدعومة من إيران المرتبطة بجيشه وقواته الأمنية.

ويذكر أنه خلال السنوات الماضية شن الجيش الأردني عدة عمليات ضد مهربي مخدرات من سوريا، وقام بضرب عدة مواقع داخل سوريا في إطار مكافحة التهريب.

وفي مايو الماضي، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الأردن اتفق مع الحكومة السورية على تشكيل فريق أمني سياسي لمواجهة تهريب المخدرات.

وأتى تصريح الصفدي ردا على سؤال حول ضلوع الأردن في غارة جوية أدت إلى مقتل مهرب مخدرات بارز يدعى، مرعي الرمثان، مع زوجته وأطفالهما استهدفت منزلهم في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد الصفدي في مؤتمر صحفي أنه "بالنسبة لقضية المخدرات كما أكدنا سابقا، هي تهديد كبير للمملكة وللمنطقة وللعالم أيضا في ضوء تصعيد عمليات تهريب المخدرات".

من جهتها، أكدت الحكومة التابعة للنظام السوري في بيان الموافقة على العمل مع الأردن والعراق للمساعدة في تحديد مصادر إنتاج المخدرات وتهريبها عبر حدودها، بحسب بيان ختامي صدر عقب اجتماع وزراء خارجية عرب في العاصمة الأردنية عمان.

وذكر البيان أن دمشق وافقت على اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف التهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق بعد أن بحث وزراء خارجية سوريا ومصر والعراق والسعودية والأردن سبل إنهاء الصراع السوري المستمر منذ 12 عاما.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن الرمثان قد لقي حتفه مع أفراد أسرته المؤلفة من زوجته وأطفاله الستة جراء "غارة جوية أردنية" استهدفت مبنى يضم منزلهم في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي قرب الحدود مع المملكة الهاشمية.

ويعد الرجل، وفق المرصد، من "أبرز تجار المخدرات، بينها الكبتاغون، في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن".

وينشط الجيش الأردني منذ سنوات في مجال إحباط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات آتية من الأراضي السورية.

ويقول الأردن إن تهريب المخدرات، عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة حوالى 375 كيلومترا، بمثابة "عملية منظمة" تستعين بطائرات مسيرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.

وأعلن الجيش في 17 فبراير 2022 إحباط السلطات الأردنية خلال نحو 45 يوما، مطلع العام ذاته، دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، ما يعادل الكمية التي ضبطت طوال عام 2021.

وتعد سوريا المصدر الأبرز للكبتاغون منذ ما قبل اندلاع النزاع الدامي في العام 2011. إلا أن الحرب جعلت تصنيعها أكثر رواجا واستخداما وتصديرا.

وتشكل دول الخليج وخصوصاً السعودية الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون التي تعد من المخدرات السهلة التصنيع ويصنفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنها "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة"، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.