وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي
قال الصفدي إن اتفاقية السلام مع إسرائيل ستكون وثيقة يلفها الغبار في مستودع في ظل"استمرار حربها على غزة"

قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الخميس، إن الأردن لن يوقع اتفاقا لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل والذي كان من المقرر توقيعه الشهر الماضي، مشيرا إلى أن اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل قبل عقدين هي الآن، في خضم الحرب الجديدة "وثيقة على الرف يُغطّيها الغبار".

وقال الصفدي في حديث لقناة الجزيرة القطرية "كان هناك حوار إقليمي حول مشاريع إقليمية، اعتقد أن الحرب أثبتت عدم المضي به، وكان هناك حديث عن توقيع اتفاقية تبادل الطاقة والمياه، وكان يجب أن توقع الشهر الماضي، لكن لن نوقعها".

وتابع منتقدا إسرائيل التي تشن هجوما على قطاع غزة منذ أكثر من أربعين يوما، ردا على هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر الماضي "إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية، وتتصرف بانتقامية فجة ووحشية".

وتابع "ما تقوم به لا يمكن أن يبرر على أنه دفاع عن النفس، ما تقوم به هو جرائم حرب.. إسرائيل تدفع بالمنطقة بأسرها نحو الجحيم.. لا يمكن أن تستمر هذه الحرب".

وفي إجابته حول سؤال يتعلق بإمكانية أن يتطور قرار تجميد توقيع عمان وإسرائيل لاتفاق تبادل الطاقة والمياه إلى إلغاء اتفاقية السلام كاملا، نزولا عند مطالب شعبية ونيابية، قال الصفدي "لنتحدث بصراحة، هذه الاتفاقية الآن، في خضم ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، ستكون وثيقة على رف يغطيها الغبار".

وتابع "نحن لنا شعب نحترمه، أمامنا رأي عام، ولنا مواقفنا كدولة.. وقعنا على اتفاقية السلام سنة 1994، بعد اتفاقيات أوسلو في إطار تحرك عربي جماعي، للوصول إلى سلام شامل على أساس حل الدولتين، لكن هذا لم يتحقق بل على العكس، نرى إسرائيل تريد إعادة احتلال غزة، وتتنصل من كل التزاماتها.

ثم جدد التأكيد "في هذه الأجواء، الاتفاقية ستكون وثيقة تجمع الغبار على رف في مستودع ما".

العاهل الأردني الراحل، الملك الحسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عند توقيع اتفاقية السلام - 1994

بخصوص علاقة الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية وإمكانية استثمارها للدفع بحلول للوضع المتأزم في الشرق الأوسط، وسط تصاعد العنف على وقع الحرب بين إسرائيل وغزة، قال الصفدي "نحن نستثمر كل علاقاتنا.. جلالة الملك، جال عدة مدن أوروبية كبيرة ليقول لهم إن هذه الحرب يجب أن تتوقف".

وأضاف " إغراق المنطقة في الحروب هي مسؤولية تتحملها إسرائيل التي لا تستمع لأحد في هذه اللحظة".

وفي تعليقه على قول الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، إنه لا يمكن أن تترك غزة بعد انتهاء الحرب للفراغ، قال الصفدي "هذا سيكون احتلالا مباشرا جديدا.. على إسرائيل أن تتحمل تبعات ذلك، نحن لن نقبل بأن ندخل الآن في أي حوار حول من سيدير غزة".

وختم "الحديث يجب أن يتركز الآن على وقف الحرب، وبعدها لن نقبل أن يتم فصل غزة عن الضفة الغربية".

ستارلينك توفر خدمات الإنترنت الفضائي. أرشيفية
ستارلينك توفر خدمات الإنترنت الفضائي. أرشيفية

أكد  رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، بسام فاضل السرحان، ، التزام الهيئة المستمر بتعزيز التعاون وبناء شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية الكبرى في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

 وأضاف المسؤول الأردني، خلال لقائه ممثلي شركة "ستارلينك"، أن ذلك يهدف إلى تعزيز دور هذه القطاعات محلياً وتوفير خدمات اتصالات نوعية ومتقدمة.

وأعرب السرحان عن استعداد الهيئة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح التجارب التي بدأت الشركة بتنفيذها مؤخراً، والتي من المتوقع أن تستمر لمدة ثلاثة أشهر. 

وأوضح أن الهيئة تدرك أهمية هذه التجارب في تحسين مستقبل خدمات الأقمار الصناعية في الأردن والمنطقة، خاصةً مع استعدادات الشركة لإطلاق خدماتها التجارية بشكل رسمي داخل المملكة.

من جانبهم، أشار ممثلو شركة ستارلينك إلى أن الأردن هو الدولة الثالثة التي تشهد هذه التجربة، بعد إجرائها في دولتين حول العالم. 

وتم اختيار المملكة لإجراء التجارب ضمن قارة آسيا، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، إضافة إلى الخبرات الفنية والتنظيمية المتوفرة التي ستساهم في نجاح التجربة وتحقيق الأهداف المرجوة. 

كما أشاد ممثلو الشركة بالتقدم الكبير الذي حققه الأردن في تقديم خدمات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

يشار إلى أن شركة ستارلينك بدأت الأسبوع الماضي، تحت إشراف رئيس مجلس مفوضي الهيئة، تنفيذ تجارب فنية داخل الأردن بالتعاون مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، وبالشراكة مع هيئة الاتصالات الخاصة. 

وتشمل هذه التجارب عمليات رصد مستمرة لتغطية إشارات الأقمار الصناعية التابعة للشركة في المملكة، بهدف دراسة تأثيرها على الشبكات الساتلية الأخرى، بالإضافة إلى قياس ومراقبة مستوى الإشارات الراديوية، وتقييم كفاءة وجودة الخدمات المقدمة. 

كما سيتم دراسة الأثر البيئي للراديو، وإعادة ضبط الأقمار الصناعية والاشارات الراديوية لتحقيق تغطية أرضية أفضل، وزيادة سرعة الإنترنت المقدمة من ستارلينك بما يزيد عن خمسة أضعاف السرعات الحالية، مع زيادة أعداد المستخدمين إلى ثمانية أضعاف.

ومن المتوقع أن تبدأ شركة ستارلينك بتقديم خدماتها التجارية في المملكة اعتباراً من شهر أبريل المقبل.