الجسر دمر عدة مرات
الجسر دمر عدة مرات | Source: Library of Congress

عندما يسمع اسم "جسر اللنبي"، يتبادر لأذهان المهتمين بالتاريخ اسم الجنرال البريطاني الشهير إدموند ألنبي.

والأحد، تم الإعلان عن مقتل 3 إسرائيليين من جراء إطلاق نار وقع قرب جسر/ معبر اللنبي (جسر الملك حسين وفق ما يطلق عليه في الأردن) .

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منفذ إطلاق النار على قوات أمنية كانت عند الجسر "جاء في شاحنة قادمة من الأردن".

وهذا أول هجوم من نوعه على الحدود مع الأردن منذ هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، الذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة.

ويقع معبر اللنبي فوق نهر الأردن إلى الشمال من البحر الميت وفي منتصف المسافة تقريبا بين مدينة عمّان والقدس، ويربط الضفة الغربية بالأردن، ويستخدمه المسافرون الفلسطينيون للوصول إلى الأردن ثم للسفر إلى الخارج.

ويقول موقع الحكومة الإسرائيلية إنه أحد خمسة معابر برية تربط بين إسرائيل وجاراتها من الشرق ومن الجنوب.

ويقع المعبر على مسافة نحو 5 كيلومترات، شرقي مدينة أريحا، على ارتفاع 273 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويبعد مسافة سفر نحو 54 دقيقة من مدينة عمان. ويشكّل الجسر اليوم أقصر طريق بين مدن مركز إسرائيل وبين مدينة عمان.

ويحمل المعبر اسم اللنبي نسبة إلى الجنرال البريطاني، إدموند هنري هاينمان ألنبي (1861- 1936)، وهو ضابط وسياسي اشتهر بدوره في الحرب العالمية الأولى، خاصة في ما يتعلق بسيطرة قواته على القدس في 1917.

قاد الجنرال قوة التدخل المصرية، وهي تشكيلة عسكرية للجيش البريطاني كانت متمركزة في مصر، وحقق انتصارا حاسما على الأتراك في غزة (نوفمبر 1917)، مما أدى إلى الاستيلاء على القدس (9 ديسمبر 1917)، وفق الموسوعة البريطانية.

وبحلول خريف عام 1918، شنت القوات المنقولة من منطقة ما بين نهري دجلة والفرات والهند غارات عبر نهر الأردن.

وبعد تلقي تعزيزات حقق انتصارا حاسما في معركة مجدو ضد العثمانيين (19 سبتمبر 1918)، التي أعقبها الاستيلاء على دمشق وحلب، مما أنهى وجود القوات العثمانية في سوريا.

وكان نجاحه في تلك الجولات القتالية أحد الأسباب التي ساهمت في استسلام العثمانيين في أكتوبر 1918.

وتم تعيينه مفوضا ساميا خاصا في مصر وكُلف باستعادة النظام بعد الثورة المصرية عام 1919.

وفي يونيو 1925، تقاعد وأصبح في ما بعد نائب رئيس اتحاد عصبة الأمم في عام 1931.

وكانت مهارته الحقيقية قيادة جيش من مختلف أنحاء الإمبراطورية البريطانية، وفي إدارة مصر خلال خطواتها الأولى نحو الاستقلال عن الحكم البريطاني.

ويشير أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي إلى أن الجسر الأصلي بني عام 1885 ودُمر أثناء الحرب العالمية الأولى، وأُعيد بناؤه عام 1918 خلال الحرب العالمية الأولى. 

وفي البداية، كان جسرا خشبيا بسيطا ومحددا، ثم تحول مع مرور السنين إلى أحد أهم الجسور الرئيسية بين الضفتين.

ويقول موقع الحكومة الإسرائيلية إنه في عام 1918 استخدم كمعبر للقوات البريطانية من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية، والعكس.

ودُمر الجسر مرة أخرى عام 1927 بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة، المعروف باسم زلزال نابلس.

وعام 1946، تم تفجير الجسر وبُني مكانه جسر معدني معلق بقي حتى حرب الأيام الستة في يونيو 1967.

وخلال حرب الأيام الستة، تم تفجير الجسر مرة أخرى، قبل بنائه من جديد مع نهايتها.

ومع توقيع اتفايات السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994، تم تنظيم عملية مرور الأشخاص والبضائع، وبات يستخدم لاجتياز الأشخاص الحدود بين إسرائيل والأردن، وهم في الأساس الفلسطينيون والسياح، ويستخدم أيضا لمرور البضائع بين الأردن والسلطة الفلسطينية.

ويعمل طوال السنوات الماضية بالتعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن.

وفي أكتوبر الماضي، شارك آلاف الأردنيين في تظاهرات في عمان تأييدا لهجوم حركة حماس على إسرائيل، وهتف البعض: "يا ملكنا يا ابن حسين افتح لنا الجسرين"، في إشارة إلى جسر الملك حسين (اللنبي) وجسر الشيخ حسين (معبر نهر الأردن) اللذين يربطان الأردن بالضفة الغربية وإسرائيل.

وللسفر إلى الخارج يتعين على الفلسطينيين الوصول إلى الأردن عبر جسر اللنبي أولا، ثم استخدام أحد المطارات الأردنية في رحلة يصفونها بالشاقة والمكلفة.

وكان الأردن أكد، في أغسطس عام 2022،  أن المعبر الحدودي شهد "ارتفاعا غير مسبوق في عدد المسافرين" الفلسطينيين.

وقببل احتلال القدس الشرقية عام 1967 كان الفلسطينيون يستخدمون مطار القدس للسفر إلى الخارج.  

وقال مسؤولون إن الهجوم الأخير وقع في منطقة للبضائع التجارية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حيث تقوم شاحنات أردنية بتفريغ بضائع متجهة من المملكة إلى الضفة الغربية.

ووقعت إسرائيل والأردن معاهدة سلام عام 1994 وبينهما علاقات أمنية وثيقة. وتعبر العشرات من الشاحنات يوميا من الأردن، محملة بالبضائع من المملكة ودول خليجية إلى أسواق بالضفة الغربية وإسرائيل.

سقطت شظايا صواريخ إيرانية على مناطق أردنية
شظايا صواريخ إيرانية سقطت على مناطق أردنية

أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، أن موقف بلاده "واضح ودائم" بأنه "لن يكون ساحة للصراع" لأي طرف، وذلك في أعقاب إعلان عمّان اعتراض صواريخ في أجواء المملكة، في خضم الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل، الثلاثاء.

وصرّح المومني لقناة "المملكة"، بأن "حماية الأردن والأردنيين تعتبر مسؤوليتنا الأولى"، مضيفًا أن أجزاء من الصواريخ سقطت في مناطق مختلفة من المملكة، مشيرًا إلى "عدم وجود إصابات حرجة، بينما تم تسجيل 3 إصابات صنفت طبيًا بأنها طفيفة".

كما لفت إلى أن وجود "أضرار مادية وقعت نتيجة لهذه الحادثة، وعمليات حصر الأضرار جارية حاليا".

وكانت مديرية الأمن العام الأردنية، قد أعلنت في بيان، الثلاثاء، أن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.

وسمعت أصوات انفجارات، بينما شوهدت عشرات الصواريخ في سماء عمان، وفقا لمراسل ومصور فرانس برس.

وتناقل أردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو قصيرة للصواريخ في سماء المملكة، وأخرى لشظايا سقطت في مناطق متفرقة.

وأعلن الجيش الأردني إعادة فتح أجواء المملكة أمام حركة الطائرات القادمة والمغادرة، بعد إغلاق مؤقت بسبب التطورات.

وفي ظل الهجوم الإيراني، حضّت مديرية الأمن العام الأردني المواطنين على "اتباع التعليمات والبقاء في منازلهم كونها الأكثر أمانا في ظل هذه الظروف الطارئة وذلك حفاظا على سلامتهم".

ودعتهم إلى "عدم الاقتراب من باقي أي أجسام ساقطة أو التعامل معها أو التجمهر بالقرب منها لحين وصول الفرق المختصة"، مؤكدة "ضرورة الإبلاغ عنها وعن أماكن سقوطها لضمان سلامتهم وتجنب الخسائر البشرية والمادية".

وتعليقا على الهجوم الإيراني، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن طهران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها بلاده بوابل من الصواريخ البالستية، متوعدا بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وقال نتانياهو في رسالة عبر الفيديو بعدما أطلقت طهران 180 صاروخا على إسرائيل: "ارتكبت إيران خطأ فادحا هذا المساء وستدفع الثمن".

وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ.

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد قال إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل، مساء الثلاثاء، يأتي "ردا" على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في يوليو بطهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري عباس نيلفوروشان، الأسبوع الماضي، بضربة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال نتانياهو إن "النظام الإيراني لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وجعل أعدائنا يدفعون الثمن".

وأضاف أن "نصر الله (لم يفهم ذلك) ويبدو أن هناك من لا يفهم ذلك في طهران. سيفهمون ذلك"، مستطردا: "من يهاجمنا نهاجمه".