مدرعة عسكرية تابعة للجيش الأردني قرب الحدود السورية (أرشيفية من رويترز)
مدرعة عسكرية تابعة للجيش الأردني قرب الحدود السورية (أرشيفية من رويترز)

أكدت الحكومة الأردنية، السبت، أن أراضي المملكة "لن تكون ساحة صراع" لأي طرف، وأنها لن تسمح بمرور الطيران الحربي أو الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائها، وفقا لوزير الاتصال الحكومي، محمد المومني.

وأوضح المومني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، أن الأردن "يرفض محاولات بعض الأطراف في الإقليم لانتهاك مجاله الجوي، خاصة بإطلاق المسيرات التي دخل بعضها أجواء المملكة وسقطت منها أجزاء وهياكل داخل الأراضي الأردنية مؤخرا".

وأشار إلى وقوع حادثتين من هذا النوع خلال الأيام القليلة الماضية في محافظتي إربد وجرش، شمالي البلاد، واصفاً ذلك بأنه "تهديد" يتعامل الأردن معه ضمن قواعد الاشتباك العسكرية، وأنه يتخذ الإجراءات الضرورية كافة للتصدي لـ"هذه الانتهاكات".

وحذر الوزير من تزايد الاضطرابات الإقليمية، مجدداً التأكيد على أن بلاده "لن تكون ساحة صراع لأي طرف"، ولن تسمح بمرور الطيران الحربي أو الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائه.

كما دعا القوى المتصارعة في المنطقة إلى عدم المساس بسيادة الدول وتجنب الإضرار بشعوب المنطقة، ووقف التصعيد الذي يسعى إلى الهيمنة وتنافس الأجندات التي لا تخدم مصالح الشعوب وتعطل طاقاتها، على حد قوله.

وكان رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، قد أكد، السبت الماضي، أن المملكة "لن تكون ساحة للفتنة أو تقبل المغامرة بمستقبل هذا البلد، ولن نسمح لأي جهة كانت أن تستنسخ نماذج الفوضى والدمار التي حولنا إلى وطننا".

وقال مصدر عسكري في القوات المسلحة الأردنية، السبت الماضي، إنه "لم يسمح لأي طائرة عسكرية بالعبور من الأجواء الأردنية من قبل الأطراف المتصارعة في المنطقة" في إشارة إلى إسرائيل وإيران.

وأضاف المصدر لقناة "المملكة" المحلية، أن "سلاح الجو الملكي كان يراقب الأوضاع باهتمام بالغ، وعلى أهبة الاستعداد لحماية الوطن".

الأردن كان قد أغلق معبر جابر عدة مرات منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 (رويترز)
الأردن كان قد أغلق معبر جابر عدة مرات منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 (رويترز)

ترأس العاهل الأردني عبدالله الثاني، السبت، اجتماعا لمجلس الأمن القومي، تم فيه بحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، وخاصة الأحداث الجارية في سوريا.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" إن الاجتماع تطرق إلى "الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات الأردنية في الحفاظ على الأمن الوطني وأمن الحدود، وإلى الخطوات الضرورية التي تقوم بها لضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية."

واستعرض الاجتماع، بحسب الوكالة، "الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة المعنية من أجل سلامة الأردنيين المتواجدين في سوريا، والإجراءات المتخذة لتسهيل عودة المواطنين والشاحنات الأردنية إلى أراضي المملكة بعد قرار وزارة الداخلية يوم أمس بإغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا".

وقرر الأردن، الجمعة، إغلاق معبر جابر الحدودي الوحيد العامل مع سوريا بسبب "الظروف الأمنية" في البلد المجاور، وفق ما أعلن وزير الداخلية.

ويرتبط الأردن بجارته الشمالية سوريا عبر حدود برية تمتد الى 375 كيلومترا. وكان قد أغلق معبر جابر عدة مرات منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئا سوريا منذ اندلاع النزاع، ووفقا للأمم المتحدة هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن.

ويواصل مقاتلو المعارضة السورية تقدمهم الخاطف حيث أعلنوا سيطرتهم، السبت، على معظم أنحاء المناطق الجنوبية، فيما تحاول القوات الحكومية الدفاع عن مدينة حمص في مسعى لإنقاذ حكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 24 عاما.

واجتاح مقاتلو المعارضة حلب قبل أسبوع لتنهار بعدها الدفاعات الحكومية في أنحاء البلاد بسرعة مذهلة إذ استولى المقاتلون على سلسلة من المدن الكبرى وانتفضوا في أماكن بدا أن المعارضة انتهت فيها منذ فترة طويلة.

وإلى جانب السيطرة على حلب في الشمال وحماة في الوسط ودير الزور في الشرق، قال مقاتلو المعارضة إنهم سيطروا على القنيطرة ودرعا والسويداء في الجنوب وتقدموا لمسافة 50 كيلومترا من العاصمة.